يصادف هذا الشهر ذكرى تدشين سد أسوان الذي تم افتتاحه في 23 ديسمبر 1912، ليكون نقطة البداية في مسيرة التنمية الأولى في مصر.
بدأ إنشاء السد في عام 1899 عندما وضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس، وافتتح في عهده في عام 1902.
كان سد أسوان في ذلك الوقت أول سد ضخم يتم تشييده بهذه الأبعاد وأكبر سد في العالم، وتعتبر هذه الذكرى مناسبة للتعرف عن قرب على تاريخ هذا الصرح الكبير.
فكرة إنشاء سد أسوان
تعود بداية فكرة إنشاء سد أسوان إلى القرن الحادي عشر، حيث أراد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله تنظيم فيضان النيل.
قام الخليفة بإرسال دعوة للمهندس العربي ابن الهيثم لإيجاد حل لهذه المشكلة، حيث فحص ابن الهيثم المكان المقترح لبناء السد.
ولكن بعد معاينته للموقع، اقترح أن المشروع غير مجدٍ، مما أثار غضب الخليفة الذي قرر فرض الإقامة الجبرية عليه.
ومع مرور الوقت، بدأ الخديوي عباس حلمي الثاني في تنفيذ مشروع سد أسوان، ليتم تدشينه في عهده.
الأوصاف الفنية لسد أسوان
يتميز سد أسوان بأنه بُني من حجر الجرانيت، ويبلغ طوله 2141 مترًا وعرضه 9 أمتار، ويضم 180 بوابة لتنظيم المياه وحماية الأراضي المصرية من الفيضانات.
يقوم السد بتخزين مياه فيضان النيل ليتمكن من صرف الكميات اللازمة لري الأراضي الزراعية خلال فترة الشح.
تعلية خزان أسوان
رغم التصميم الجيد للسد، تبين أن ارتفاعه لم يكن كافيًا لتخزين المياه اللازمة لتلبية الاحتياجات المستقبلية.
لذلك، تمت تعليته أول مرة بمقدار 5 أمتار في عام 1912، ثم تمت تعليته للمرة الثانية في عام 1926 بمقدار 9 أمتار.
إنتاج الكهرباء
تم استغلال خزان أسوان في توليد الكهرباء، حيث أنشئت محطتان لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام حركة المياه.
تم بناء محطة أسوان الأولى في عام 1960 غرب الخزان، تحتوي على 7 مولدات كهربائية لإنتاج 280 ميجا وات.
كما تم إنشاء محطة أسوان الثانية في عام 1985، التي تحتوي على 4 مولدات كهربائية بإجمالي طاقة إنتاجية قدرها 270 ميجا وات.
علاقة سد أسوان بالسد العالي
يقع السد العالي على بعد حوالي 6 كيلو مترات جنوب خزان أسوان، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في الخزان.
ومن ثم، لم يعد الخزان يمرر طمي النيل الذي كان يعود بالفائدة على الأراضي الزراعية. حاليًا، يقوم خزان أسوان بتنظيم المياه أسفل السد العالي.
تعليقات