بعد القصف الإسرائيلي أعلنت شركة النفط اليمنية عن تفعيل خطة الطوارئ الشاملة في جميع محطاتها وشبكة وكلائها المنتشرة في البلاد. يأتي هذا الإجراء الاحترازي في ظل التداعيات الخطيرة الناجمة عن استمرار القصف الذي وصفته الشركة بأنه “أمريكي إسرائيلي” والذي يستهدف المنشآت الحيوية، وعلى رأسها ميناء رأس عيسى النفطي. وقد أدى هذا القصف المتواصل إلى تعطيل كامل لعمليات تفريغ شحنات المشتقات النفطية الحيوية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين في تسيير شؤون حياتهم اليومية.
توقف عمليات التفريغ يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية
يشكل ميناء رأس عيسى النفطي شرياناً حيوياً لإمدادات الوقود في اليمن، وتوقف العمل فيه يعني بشكل مباشر تهديداً وشيكاً بنقص حاد في المشتقات البترولية الأساسية مثل البنزين والديزل وغاز الطهي. من المتوقع أن يؤدي هذا النقص إلى شلل في قطاعات واسعة من الحياة اليومية، بما في ذلك حركة النقل والمواصلات، وتشغيل المستشفيات والمرافق الصحية التي تعاني أصلاً من أوضاع متردية، وعمل المولدات الكهربائية التي تعتمد عليها المنازل والمنشآت في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي العام. كما يخشى من أن يؤدي ارتفاع أسعار الوقود الناتج عن الأزمة إلى مزيد من التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين اليمنيين الذين يواجهون بالفعل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
اتهامات للولايات المتحدة وإسرائيل بتعمد استهداف البنية التحتية الحيوية
صرحت شركة النفط اليمنية بوضوح بأن القصف الذي يستهدف ميناء رأس عيسى يتم تنفيذه من قبل “التحالف الأمريكي الإسرائيلي”، واعتبرت أن استهداف المنشآت الحيوية يمثل تصعيداً خطيراً يهدف إلى مفاقمة الأزمة الإنسانية في البلاد وزيادة معاناة المدنيين. تأتي هذه الاتهامات في سياق تصاعد التوترات الإقليمية وتورط أطراف دولية وإقليمية في الصراع اليمني المعقد.
تفعيل خطة الطوارئ.. إجراءات مؤقتة لمواجهة الأزمة المتفاقمة
في محاولة للحد من التداعيات المحتملة لأزمة المشتقات النفطية، أعلنت شركة النفط اليمنية عن تفعيل خطة الطوارئ التي تشمل جملة من الإجراءات تهدف إلى إدارة المخزون المتاح من الوقود وتوزيعه بشكل عادل على المحطات والوكلاء. ومع ذلك، من الواضح أن هذه الإجراءات المؤقتة لن تكون قادرة على حل المشكلة بشكل جذري في حال استمرار تعطل عمليات التفريغ في ميناء رأس عيسى لفترة طويلة.
دعوات دولية للتدخل ووقف التصعيد وحماية المدنيين
من المتوقع أن تثير هذه التطورات قلقاً دولياً متزايداً بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن. ستتزايد الدعوات الموجهة إلى الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، للتدخل العاجل لوقف التصعيد وحماية البنية التحتية المدنية وضمان وصول الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء والوقود إلى السكان المحتاجين. يبقى مصير اليمنيين معلقاً في ظل هذه الأزمة المتفاقمة واستمرار حالة عدم اليقين.
تعليقات