يأخذ التفكير في حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين حيزا كبيرا من تفكير الكثير من المواطنين، خاصة من لديهم العلم بأخطار التواصل الاجتماعي للمراهقين في ظل التطور التكنولوجي الرقمي الحالي الذي فاق التوقعات المستقبلية بشكل كبير.
لذا يفكر الكثير في حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين، لتجنب حدوث أي مخاطر إليهم من قبل التطور التكنولوجي الذي جاء بكثير من الانفتاح على الثقافات الأخرى والأفكار المختلفة، والتي قد تكون مخاطرة كبيرة في السير عليها أو الاقتراب منها.
حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين
يهدف حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين في الكثير من الدول إلى حماية الفئة الأكبر من مواطنيها، بسبب التأثير الكبير الذي تحدثه تلك المنصات على عقول الشباب وتفكيرهم وكذلك نسبة ذكائهم.

ونشر موقع “بي سايكولوجي” الأميركي، تقريرا للكاتب جورنيك باينز ذكر فيه أن: “سائل التواصل الاجتماعي مصممة لتكون إدمانية، فهي تستغل ميولنا العصبية، وعندما نتحقق من إشعاراتنا، تصبح أدمغتنا مدمنة على ذلك”.
وأشار التقرير إلى الطبيعة البشرية، فذكر: “أن الطبيعة غير الموثوقة للإشعارات تجعلها أكثر إدماناً، وعندما تكون المكافأة غير متوقعة تصبح أدمغتنا مهووسة، وتنشغل في توقع متى قد نحصل على الجرعة التالية”.
وذكر جورنيك باينز، خلال التقرير: “إن علم النفس الاجتماعي يشرح سبب انجذابنا الشديد إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن البشر كائنات اجتماعية ونحن بحاجة إلى التواصل”.
وأوضح أن أدمغتنا مبرمجة على الرغبة في التحقق؛ ووسائل التواصل الاجتماعي تجعل هذا أسهل، مما يسمح لنا القيام بقياس قيمتنا من خلال عدد الإعجابات أو الإشعارات التي نتلقاها كل يوم.

أستراليا تحظر التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً
وكانت أستراليا أصدرت في نهاية العام الماضي قانوناً يحظر التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً، الأمر الذي أحدث نقاشاً عالمياً حول هذا الموضوع من قبل البلاد الأخرى.
وهو القانون الذي يتحمل حظر الأطفال من منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وفيسبوك وسناب شات وريديت وإكس وإنستغرام.
كما سيتحمل مالكوا تلك المنصات غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي، بما يعادل 33 مليون دولار أميركي، وذلك بسبب الإخفاقات النظامية في منع الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما من امتلاك حسابات على هذه المنصات.
أضرار التواصل الاجتماعي للمراهقين
ظهرت الكثير من أضرار التواصل الاجتماعي للمراهقين الأمر الذي دفع الكثير من مسؤولين الدول بالتفكير في حظر التواصل الاجتماعي للمراهقين، بعد أن عادت تلك الوسائل بأضرار كبيرة على فئة الشباب، ومن أبرز تلك الأضرار:
تشتيت الانتباه الذي ظهر على الكثير من الشباب والأطفال أيضا، بالإضافة إلى تعطيل النوم، وإضعاف الروابط الاجتماعية الحقيقية.

بجانب عدم الإنتباه لواجباتهم الدراسية والأنشطة الأخرى، وتعطيل روتين حياتهم بسبب الإشعارات المستمرة، كما يتعرض المراهقون بشكل كبير للتنمر الإلكتروني عبر الإنترنت، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الشعور بالوحدة والاكتئاب.
كما يسهم التواصل الاجتماعي في انتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة، مما يؤثر على المراهقين بشكل كبير، مما يجعل التمييز بين الحقيقة والخيال أمر صعب عليهم.
ويأتي التخوف الأكبر من كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد تكونه لدي المراهقين لآراء غير واقعية عن حياة الآخرين أو هيئتهم الجسدية، مما يؤثر على احترامهم لذاتهم.
الأمر الذي يؤدي إلى تقليل وقت المراهقين الذي يقضونه في التواصل مع الأصدقاء والعائلة في الواقع، ويؤثر أيضا علي قدرتهم في بناء علاقات قوية.

تعليقات