وداعًا لأدوية الاكتئاب.. أنشطة يومية تعزز صحتك النفسية وتشعرك بالسعادة

لم تعد الأدوية هى وسيلة علاج الاكتئاب المفضلة لدى الأطباء والمعالجين النفسيين بسبب مخاطر هذه الأدوية ونتائجها السلبية .

أشارت دراسة أسترالية حديثة إلى أن الأنشطة اليومية البسيطة والمجانية، مثل زيارة الأصدقاء والعائلة وقضاء الوقت في الطبيعة، تُعد الأكثر فعالية في علاج الاكتئاب والوقاية منه وتعزيز وحماية الصحة النفسية للإنسان.


نُشرت نتائج هذه الدراسة، التي أجرتها جامعة كيرتن في غرب أستراليا، في دورية “SSM – Mental Health”، ونقلها موقع “New Atlas”.

الاكتئاب يهدد الصحة النفسية للحياة المُرضية

يُعد الحفاظ على الصحة النفسية أمرًا جوهريًا لعيش حياة مُرضية، والتعامل بفاعلية مع المواقف العصيبة وخاصة في حالات الاكتئاب، والقدرة على التعلم والعمل بكفاءة. ولذلك تُصبح الإجراءات التي تُعزز سلامة الصحة النفسية وتحميها ذات أهمية قصوى.

15 سلوكًا وقائيًا للصحة النفسية وتصحيح الاكتئاب

بحثت الدراسة في 15 نشاطًا له تأثير وقائي على الصحة النفسية، وقامت بتصنيفها بناءً على فعاليتها. شملت الدراسة 603 بالغين، بمتوسط عمر 49 عامًا، وأُجريت معهم مقابلات هاتفية لتقييم صحتهم النفسية والبدنية المبلغ عنها ذاتيًا. وُجّهت إليهم أسئلة حول مدى تكرار ممارستهم لسلوكيات وقائية معينة، من أبرزها:

زيارة العائلة: فبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، يمكن أن تُسهم زيارة العائلة في “تصحيح” أو تخفيف أعراض الاكتئاب بعدة طرق.


ويشمل ذلك مكافحة العزلة الاجتماعية ذلك أن الاكتئاب غالبًا ما يدفع الشخص إلى العزلة والانطواء، والزيارات العائلية تُجبر الشخص على التفاعل الاجتماعي، حتى لو كان ذلك صعبًا في البداية، وهذا التفاعل ضروري لكسر حلقة العزلة.

وفي نفس الوقت يمكن أن تكون الزيارات العائلية مصحوبة بأنشطة خفيفة مثل المشي، أو المساعدة في إعداد الطعام، أو اللعب مع الأطفال، مما يدفع الشخص الذي يعاني من الاكتئاب  إلى الحركة والخروج من حالة الخمول.

قضاء الوقت في الطبيعة: مثل الذهاب للبحر أو التريض في حدائق خضراء.

المشاركة في الأنشطة البدنية: بما في ذلك الأنشطة البسيطة التي لا تتطلب مجهودًا بدنيا كبيرًا أو اشتراكًا في نادٍ رياضي  مثل المشى أو الركض حول المنزل.


الالتقاء بالأصدقاء أو زملاء العمل: سواء في مكان العمل أو خارجه، حيث يساعد الشخص الذي يعاني الاكتئاب في التغلب عليه.

وفي نفس الوقت هناك أنشطة أخري تساعد على تصحيح الاكتئاب وتشمل:

حضور الفعاليات المجتمعية.

التواصل مع المجموعات الرسمية وغير الرسمية.

حضور الفعاليات العامة الكبيرة.


ممارسة الأنشطة الصعبة.

المشاركة في المجموعات ذات الصلة بقضايا معينة.

التطوع.

المشاركة في الأنشطة الروحية.

ممارسة الأنشطة التي تتطلب التفكير أو التركيز.

التحدث أو الدردشة مع أشخاص خارج المنزل (بما يشمل التواصل عبر الإنترنت).

مساعدة الآخرين.

الأنشطة غير المكلفة والأكثر تأثيرًا لعلاج الاكتئاب

أكدت البروفيسور كريستينا بولارد، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية كيرتن للصحة السكانية، أن النتائج تُشير إلى أن “هذه الأنشطة ليست برامج أو تدخلات سريرية باهظة الثمن، بل هي سلوكيات تُشكل جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، ويمكن تشجيعها بسهولة من خلال رسائل الصحة العامة”.

وقد أظهرت الدراسة أن الدردشة مع الآخرين وقضاء الوقت في الطبيعة كان لهما أكبر تأثير إيجابي على الرفاهية العقلية.

فالمشاركون الذين تحدثوا مع آخرين من مرة إلى ست مرات أسبوعيًا، شهدوا زيادة قدرها 5.8 نقطة في مقياس “WEMWBS-14” (مقياس وارويك إدنبرة للصحة النفسية) مقارنة بمن فعلوا ذلك بوتيرة أقل مما قلل من مشاعر الاكتئاب لديهم .

كما أدت الدردشة اليومية إلى زيادة قدرها 10 نقاط.

كذلك، أسهم قضاء الوقت في الطبيعة من مرة إلى ست مرات أسبوعيًا في رفع درجة “WEMWBS” بمقدار 2.99 نقطة، في حين كانت الزيارات اليومية أعلى بمقدار 5.08 نقاط من الزيارات التي تقل عن أسبوعية.

وشملت الأنشطة الأخرى التي أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الصحة النفسية: لقاء الأصدقاء، وزيارة العائلة، والنشاط البدني، والمشاركة في الأنشطة الروحية، والمشاركة في الأنشطة التي تتطلب التفكير أو التركيز، ومساعدة الآخرين.

مقاييس الدراسة

استخدمت الدراسة مقياسين رئيسيين لتقييم نتائج الصحة النفسية:

  1. مقياس وارويك إدنبرة للصحة النفسية (WEMWBS-14): وهو مقياس يتكون من 14 بندًا يُستخدم لقياس الصحة النفسية الذاتية بشكل عام. تتراوح الدرجات من 14 إلى 70، وتشير الدرجات الأعلى إلى مستويات أفضل من الرفاهية.
  2. مقياس كيسلر للضيق النفسي (K6): وهو استبيان مكون من ستة أسئلة يفحص الضيق النفسي غير المرتبط باضطراب عقلي معين بما في ذلك حالات الاكتئاب العميقة    .                                                                             ويُقيّم المشاعر مثل العصبية واليأس والأرق والحزن والشعور بأن كل شيء يمثل جهدًا والشعور بعدم القيمة. تتراوح الدرجات الإجمالية من صفر إلى 24، حيث تشير الدرجات الأعلى إلى ضائقة أكبر.
. .ktsw

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *