القاهرة (خاص عن مصر)- في يوم عيد الميلاد عام 2024، هرب 6000 سجين من سجن شديد الحراسة في عاصمة موزمبيق مابوتو، مما أشعل موجة من القلق والفوضى في دولة تعاني بالفعل من اضطرابات ما بعد الانتخابات.
وفقا لتقرير الجارديان، تزامن هروب 6000 سجين مع الاحتجاجات العنيفة في أعقاب تأكيد فوز حزب فريليمو الحاكم في انتخابات أكتوبر، مما أدى إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل.
وفقًا لرئيس الشرطة برناردينو رافائيل، أسفرت الاضطرابات عن مقتل 33 سجينًا وإصابة 15 آخرين بين المتورطين في اشتباكات مع قوات الأمن.
أسباب الاضطرابات
بدأت الاضطرابات حوالي منتصف نهار يوم 25 ديسمبر، عندما حرضت مجموعة من “المحتجين التخريبيين” على التحريض بين السجناء.
تشير التقارير إلى أن السجناء تمكنوا من التغلب على أفراد الأمن والاستيلاء على أسلحة وتسهيل هروب زملائهم المعتقلين. وأشار رافائيل إلى أن 29 إرهابيًا مدانًا من بين الهاربين، مما أثار مخاوف كبيرة بشأن السلامة العامة حيث يتجول هؤلاء الأفراد بحرية.
وأوضح رافائيل أن “الاحتجاجات أدت إلى انهيار جدار، مما سمح للسجناء بالفرار”، مسلطًا الضوء على الطبيعة المنسقة للانتفاضة.
وأكد على الحاجة الملحة لتعاون الجمهور في الإبلاغ عن أي مشاهدات للسجناء الهاربين ودعا إلى تسليم أنفسهم طواعية.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
مع تطور الأحداث، ظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تصور الهروب الدرامي والإجراءات اللاحقة التي اتخذها أفراد الجيش وحراس السجن.
أظهرت اللقطات السجناء وهم يفرون من المنشأة، وبعضهم يحاول إخفاء أنفسهم في منازل قريبة.
ومن المزعج أن مقطع فيديو أظهر سجينًا لا يزال مقيدًا بالأصفاد، يدعي أنه تم إطلاق سراحه من قسم التأديب من قبل زملائه السجناء.
اقرأ أيضا.. الحوثيون تحت القصف.. إسرائيل تنشر بيانًا بالأهداف المستهدفة في اليمن
آراء الخبراء حول الوضع
ألقى خبراء السياسة والأمن في موزمبيق الضوء على تداعيات هذا الهروب الجماعي، وعلقت الدكتورة ماريا دا لوز، المحللة السياسية، على التقاطع المتقلب بين السياسة والاضطرابات المجتمعية.
قالت: “يعكس الهروب قضايا أعمق داخل نظام العدالة وإحباط الجمهور من المشهد السياسي”، وحثت الحكومة على معالجة هذه المشاكل الأساسية لمنع المزيد من العنف.
وأعرب خبير الأمن خورخي ماتولا عن مخاوفه بشأن التهديد المحتمل الذي يشكله السجناء الهاربون، وخاصة الإرهابيون المدانون.
وحذر ماتولا قائلاً: “هذا ليس مجرد هروب من السجن؛ بل إنه قضية أمنية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى زيادة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة”.
استجابة الحكومة ومخاوف السلامة العامة
في ضوء هذه التطورات، تواجه الحكومة الموزمبيقية ضغوطًا متزايدة لاستعادة النظام، وقد عززت الشرطة والجيش وجودهما في مابوتو، حيث أجرت عمليات بحث عن السجناء الهاربين وحاولت تهدئة الاضطرابات.
ومع ذلك، فإن ثقة الجمهور في قدرة الحكومة على إدارة الأزمة تتضاءل، حيث يعرب العديد من المواطنين عن خوفهم على سلامتهم.
إن الهروب الجماعي من السجن في موزمبيق هو تذكير صارخ بالترابط بين الصراع السياسي والسلامة العامة.
وفي حين تكافح الأمة في أعقاب الانتخابات والعنف الناتج عنها، فإن الحاجة إلى نهج شامل لكل من الحكم والأمن لم تكن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
لا يزال الوضع متقلبًا، ومن المرجح أن تتردد أصداء هذا الحدث في جميع أنحاء البلاد لبعض الوقت.
تعليقات