شهدت سوريا اليوم، الأربعاء اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن التابعة لإدارة العمليات العسكرية ومجموعات مسلحة، ما أسفر عن سقوط قتلى وفرض حظر تجول في بعض المناطق.
تأتي هذه التطورات وسط اتهامات من وزير الإعلام السوري بوجود “أياد خفية” تسعى لإثارة الفتن الداخلية في البلاد.
وبحسب المرصد السوري فقد اندلعت احتجاجات غاضبة الأربعاء، في عدة مناطق في سوريا بعد تداول مقطع فيديو يظهر هجوما على مقام ديني علوي في حلب.
تظاهرات حاشدة
وقال المرصد إن تظاهرات حاشدة خرجت في مناطق بالساحل ووسط البلاد بعضها ذات غالبية علوية.
وقال شهود عيان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن تظاهرات خرجت في طرطوس واللاذقية وجبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وكذلك وقوع احتجاجات في مناطق من حمص.
اشتباكات وحظر التجول في سوريا
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين في طرطوس وحمص واللاذقية، حيث استهدف المسلحون سيارة تابعة لقوى الأمن العام، ما أدى إلى احتراقها.
بعد إحراق مليون قرص مخدر.. هل انتهت دولة المخدرات في سوريا؟
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية عن فرض حظر تجول في حمص وبانياس وجبلة من الساعة 7 مساءً حتى 6 صباحًا، وفي اللاذقية من الساعة 8 مساءً حتى 8 صباحًا.
واستقدمت إدارة العمليات العسكرية فرقة خاصة وتعزيزات عسكرية إلى الساحل السوري. أكدت الإدارة “تحييد مجموعة خارجة عن القانون” في مدينة القرداحة في اللاذقية.
وأفادت مصادر إخبارية بسقوط 6 قتلى من قوات الداخلية السورية في اشتباكات طرطوس.
خلفية الأحداث
تأتي هذه التطورات في أعقاب انتشار مقطع فيديو يظهر اعتداءً على مقام “أبو عبد الله الحسين الخصيبي” في حلب، ما أثار حالة من التوتر. إلا أن خدام المقام أكدوا أن الفيديو قديم وطالبوا السوريين بعدم الانجرار للفتنة.
ويعتبر مقام “أبو عبد الله الحسين الخصيبي” ذا رمزية دينية كبيرة لدى إحدى الطوائف السورية.
الداخلية السورية توضح تفاصيل الأزمة
وأفادت الداخلية السورية بأن «مقاطع فيديو تظهر حادثة اقتحام واعتداء على مقام الشيخ أبي عبد الله الخصيبي أحد المزارات الدينية لإحدى الطوائف في محافظة حلب، تم الترويج لهذه المقاطع على أنها حدثت مؤخرًا.
إجازة أعياد الميلاد في سوريا.. تحوّل في فكر الشرع أم مغازلة للغرب؟
وأكدت أن الفيديو المنتشر هو فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب أقدمت عليه مجموعات مجهولة.
وتابعت: أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية، الهدف من إعادة نشر هكذا مقاطع هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا».تعزيزات أمنية واتهامات بـ”إثارة الفتنة”:
أيادي خفية في سوريا
من جانبه، أكد وزير الإعلام السوري محمد العمر أن هناك “أيادي خفية” تسعى لإثارة الفتن الداخلية، مشيراً إلى أن الفيديو المتداول عن حرق المزار الديني قديم ولم تُسجل حوادث مشابهة منذ سقوط النظام.
الطائفة العلوية .. حكاية أقلية حكمت سوريا أكثر من نصف قرن
وشدد الوزير على التزام الحكومة بحماية كل المواقع الدينية والتاريخية، مؤكداً أن عهد التجاذبات الطائفية التي غذاها نظام الأسد قد انتهى، وأن حفظ السلم الأهلي أولوية للحكومة الجديدة.
وأكد العمر أن الحكومة ستتعامل بحزم لضمان استقرار البلاد، محذراً من حالات الثأر الفردي ومطالباً أصحاب الحق باللجوء إلى القضاء. كما أشار إلى أن سوريا عاشت لمئات السنين بتنوع طوائفها وأعراقها وهي اليوم أكثر قوة واستعداداً لترسيخ السلام والمحبة.
تعليقات