اختتام أمس أعمال النسخة الأولى من #منتدى_حوار_المدن_العربية_الأوروبية

موقعنا – الرياض : اختتمت أمس أعمال النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية، الذي استضافته العاصمة الرياض على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “شراكات المدن لمستقبل أفضل”، بتنظيم من أمانة منطقة الرياض، وبالشراكة مع المعهد العربي لإنماء المدن، ومنصة PLATFORMA التابعة لاتحاد البلديات والمناطق الأوروبية، والوكالة الدولية لاتحاد البلديات الهولندية.
وجاء ختام المنتدى تتويجًا لجدول حافل من الجلسات العلمية وورش العمل والطاولات الحوارية التي تناولت أبرز التحديات والفرص في مسار التنمية الحضرية المستدامة، بمشاركة رفيعة من عمداء وأمناء البلديات من مختلف المدن العربية والأوروبية، إلى جانب ممثلي منظمات دولية ومؤسسات تمويلية واتحادات بلدية.
وتنوّعت محاور الجلسات لتشمل قضايا محورية مثل التعاون العابر للحدود في جلسة “تحول المدن من خلال التعاون العابر للحدود”، وسبل مواجهة التغير المناخي في جلسة “نحو مرونة حضرية.. التكيف مع تغير المناخ وتخفيف آثاره”، واستشراف المستقبل الحضري من خلال جلسة “مدن مستعدة للمستقبل.. رؤى للتأثير”، كما ناقش المنتدى سبل مواءمة الخطط المحلية مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة في جلسة “من البيانات إلى التأثير.. كيف تُسهم المراجعات المحلية الطوعية وتوطين أهداف التنمية المستدامة في دفع عجلة التنمية في المدن”، إلى جانب جلسة حوارية نوعية بعنوان “التحول الحضري في الرياض – حديث الرؤساء التنفيذيين”، سلّطت الضوء على التجربة الحضرية للعاصمة الرياض بوصفها نموذجًا إقليميًا للتخطيط المتكامل والتنمية الطموحة.
وسلطت جلسة “ملتقى قادة المدن”، التي رأسها صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف أمين منطقة الرياض، ضمن أعمال منتدى حوار المدن العربية الأوروبية في الرياض، الضوء على مستقبل المنتدى وحوكمته خلال العقد القادم، مع الاتفاق على تنظيمه بشكل دوري كل عامين، وتحويله إلى منصة حضرية عابرة للحدود، واختيرت العاصمة الإسبانية مدريد لاستضافة النسخة الثانية في 2027، على أن تناقش النسخ المقبلة موضوعات محورية تشمل: النمو الاقتصادي، الهوية الحضرية، التحول الرقمي، جودة الحياة، الثقافة والابتكار، المدن المستدامة، وإدارة المخاطر.
وناقشت جلسة “شراكات المدن”، ضمن أعمال منتدى حوار المدن العربية الأوروبية، آليات تعزيز التعاون بين أمناء المدن من العالمين العربي والأوروبي، وذلك من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في دعم التنمية الحضرية المستدامة. وركّزت الجلسة على تيسير التعارف بين رؤساء الوفود، وتعزيز العمل المشترك، وبناء علاقات تضمن استدامة المنتدى وتوسيع أثره المؤسسي.
وشهد المنتدى تقديم عدد من المبادرات النوعية، أبرزها جلسة “التمويل الحضري” التي استعرضت خلالها 8 مدن مشاريع تنموية بإجمالي استثمارات متوقعة تتجاوز 6.2 مليارات ريال، في تفاعل مباشر مع مؤسسات التمويل الدولية، ما عزز من فرص الشراكات العابرة للحدود وربط المشاريع البلدية برؤوس الأموال التنموية.
وعُقدت خلال المنتدى لقاءات ثنائية لسمو أمين منطقة الرياض، ورئيس المعهد العربي لإنماء المدن، مع عدد من مسؤولي البلديات الأوروبية، من بينهم عمدة مدريد، وأمين عمّان، ومحافظ دمشق، وعمدة تورينو الإيطالية، وذلك في سياق تعزيز التعاون الدولي، وتبادل الخبرات في مجالات التخطيط الحضري والتحول الرقمي والاستدامة وجودة الحياة.
وشهد منتدى حوار المدن العربية الأوروبية توقيع مذكرتي تفاهم بين المعهد العربي لإنماء المدن وكل من منظمة “متروبوليس” العالمية، ومؤسسة “Fira de Barcelona” الجهة المنظمة لمعرض المدن الذكية العالمي (Smart City Expo World Congress)، وذلك برعاية لسمو أمين منطقة الرياض، رئيس المعهد العربي لإنماء المدن، وبحضور عدد من ممثلي الجهات الدولية المشاركة في المنتدى.
وتهدف الاتفاقيتان إلى تعزيز مجالات التعاون الدولي في ميادين الحوكمة الحضرية، والابتكار، وتبادل المعرفة، ودعم قدرات المدن العربية في مواجهة التحديات الحضرية المتسارعة، من خلال برامج مشتركة، ومبادرات تعليمية ومهنية، ومنصات للحوار والتجربة.
ووُقعت الاتفاقية الأولى مع منظمة “متروبوليس”، حيث وقّعها من جانب المعهد المدير العام للمعهد العربي لإنماء المدن الدكتور أنس المغيري، ومن جانب المنظمة الأمين العام جوردي فاكير، وتركّز المذكرة على تطوير إطار عمل مشترك لتصميم وتنفيذ برامج تدريبية متقدمة تشمل ورش عمل ودورات تنفيذية وجلسات تعلم جماعي، إلى جانب دعم تبادل الخبرات بين المدن العربية والمدن الكبرى المنضوية تحت مظلة “متروبوليس”.
أما الاتفاقية الثانية، وقّعها المعهد مع مؤسسة “Fira de Barcelona”، التي مثّلها في التوقيع مدير معرض المدن الذكية العالمي أوغو فالنتي، وتنص على شراكة إستراتيجية تمتد لثلاث دورات من المعرض بين عامي 2025 و2027، بهدف تنظيم فعاليات وجلسات عمل مشتركة، وتعزيز حضور المدن العربية في واحدة من أبرز منصات الابتكار الحضري على مستوى العالم.
وتعكس هذه الاتفاقيات الدور المحوري الذي يؤديه المعهد العربي لإنماء المدن في بناء جسور التعاون المؤسسي بين المدن العربية ونظيراتها الدولية، بما يواكب متطلبات التنمية الحضرية المستدامة، ويرفع من كفاءة السياسات المحلية في التصدي للتحديات العالمية المتزايدة في مجالات التحول الرقمي، وجودة الحياة، وتغير المناخ.
ويُعد المنتدى، الذي أقيم لأول مرة في العاصمة الرياض، منصة إستراتيجية لترسيخ دبلوماسية المدن، ودعم جهود التكامل الحضري، وابتكار حلول مستدامة للتحديات الحضرية المشتركة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ورؤية الرياض نحو مدينة عالمية مستدامة.
ونتج عن المنتدى عدد من التوصيات العملية لتعزيز التعاون بين المدن، وتطوير آليات الحوكمة والتمويل، وتحفيز الابتكار في الخدمات البلدية، بما يعزز جاهزية المدن لمستقبل أكثر شمولًا واستدامة.