هزات أرضية محفورة بالذاكرة.. أقوى الزلازل التي ضربت مصر عبر التاريخ

ضربت مصر على مر العقود عدة زلازل قوية تركت آثارًا كبيرة على المواطنين والمباني والبنية التحتية، وأعاد زلزال جزيرة كريت بقوة 6.3 ريختر، الذي شعر به سكان القاهرة وعدد من المحافظات فجر الأربعاء، إلى الأذهان ذكريات مؤلمة لزلازل سابقة ضربت البلاد وأثارت الذعر والقلق.

هزة أرضية بقوة 6.4 درجة على مقياس ريخترهزة أرضية بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر
هزة أرضية بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر

على الرغم من أن مصر ليست من الدول النشطة زلزاليًا مثل اليابان أو تركيا، فإنها سجلت سبعة زلازل قوية عبر تاريخها، بحسب رصد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وبعضها تم توثيقه في كتب التاريخ حتى قبل اختراع أجهزة قياس الزلازل.


أقوى الزلازل التي ضربت مصر عبر العقود

1. زلزال الفيوم 1847:

ضرب جنوب غرب القاهرة، تحديدًا الفيوم، وكان من أقوى الزلازل في القرن الـ 19. أسفر عن مئات القتلى والمصابين والمشردين، وسُجّل في كتب التاريخ باعتباره أول زلزال مدمر في العصر الحديث بمصر.

2. زلزال عام 1903:

من أشد الزلازل التي عرفتها البلاد، إذ أودى بحياة حوالي 10 آلاف شخص، وكان من أسباب إنشاء مرصد حلوان للزلازل.


3. زلزال شدوان 1969:

بلغت قوته 6.9 ريختر، ووقع في جزيرة شدوان بالبحر الأحمر، وشعر به سكان معظم محافظات مصر، إضافة إلى السودان وإثيوبيا وفلسطين. لم يُسجّل خسائر بشرية، لكنه تسبب في تشققات في قاع البحر الأحمر.

4. زلزال السد العالي 1981:

وقع في بحيرة السد العالي بقوة 5.6 درجة. لم يُسبب أضرارًا مادية، ويُعد مثالًا على صلابة البنية الهندسية للسد، المصمم لتحمل زلازل حتى 8 درجات.


5. زلزال القاهرة المدمر 1992:

في 12 أكتوبر، وقع الزلزال بالقرب من دهشور بقوة 5.6 ريختر، وتسبب في وفاة 541 شخصًا، وإصابة 6522 آخرين، ودمار آلاف المنازل خاصة في القاهرة والجيزة والفيوم والقليوبية.

الزلازل التي ضربت مصر الزلازل التي ضربت مصر
زلزال 92

الزلازل التي شهدتها مصر في العقود الأخيرة

– زلزال البحر الأحمر 1998:

بقوة 6.0 درجات، مركزه في قاع البحر الأحمر. شعر به سكان القاهرة وأسوان والغردقة دون تسجيل خسائر بشرية.

– زلزال دهشور 2004:


بلغت قوته 5.1 درجة، شعر به سكان القاهرة الكبرى، ولم يخلّف أضرارًا تُذكر.

– زلزال البحر المتوسط 2015:

بقوة 5.2 ريختر، على بعد 100 كم شمال الإسكندرية، وشعر به سكان المدن الساحلية دون إصابات أو أضرار.

– زلزال شرق المتوسط 2021:

بقوة 5.4 درجة، شعر به سكان الساحل الشمالي، الإسكندرية، والقاهرة، وأكدت الجهات الرسمية أنه لم يُشكل خطرًا ولا يُتوقع حدوث تسونامي.

شبكة الزلازل المصرية: بنية متطورة لرصد الزلازل

صرّح الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، بأن مصر تمتلك 70 محطة رصد زلازل منتشرة في أنحاء الجمهورية، وتُعد من أحدث الشبكات على مستوى العالم. هذه الشبكة قادرة على رصد الزلازل مهما كانت قوتها، حتى التي تقع تحت الصفر على مقياس ريختر.

هل تواجه مصر خطر الزلازل في المستقبل؟

بالرغم من أن مصر لا تقع ضمن المناطق النشطة زلزاليًا عالميًا، مثل اليابان أو تركيا، إلا أنها قد تتأثر أحيانًا بهزات أرضية مصدرها مناطق مجاورة نشطة كالبحر المتوسط أو البحر الأحمر، وقد شعر السكان مؤخراً بعدة زلازل خفيفة لم تسفر عن أضرار، مما يعيد إلى الواجهة تساؤلات حول احتمالية تعرض البلاد لزلازل قوية مستقبلاً.

وبحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن مصر تُعد من الدول ذات النشاط الزلزالي المنخفض إلى المتوسط، ولا توجد مؤشرات حالية على خطر وشيك. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة علمية، وهو ما يجعل من الجاهزية والوعي وسائل أساسية للوقاية.

وتعتمد الدولة على شبكة وطنية حديثة لرصد الزلازل، تضم أكثر من 70 محطة منتشرة في أنحاء الجمهورية، قادرة على رصد أي نشاط زلزالي بدقة عالية، وهذه الشبكة تُمكّن الجهات المعنية من تحليل أي هزة والتعامل مع تأثيراتها في الوقت المناسب.

لذلك، وعلى الرغم من استقرار الأوضاع الزلزالية في مصر حاليًا، تبقى ثقافة الاستعداد واتخاذ إجراءات السلامة أمرًا مهمًا، خاصة في ظل التغيرات الجيولوجية التي يشهدها العالم.

. .ku35

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *