القاهرة (خاص عن مصر)- أصبح حسين شمخاني، قطب النفط الإيراني الذي يتمتع بنفوذ عميق في قطاعي النفط والدفاع، شخصية محورية في التجارة السرية للأسلحة إلى روسيا، وفقاً لمسؤولين أمريكيين ومصادر مطلعة على عملياته تحدثوا لبلومبرج.
بحسب تقرير بلومبرج، تشكل إمبراطوريته التجارية المتوسعة، التي تمتد عبر الشحن وصناديق التحوط والسلع الأساسية، جزءاً أساسياً من الشبكة التي تسهل توريد الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ ومكونات الطائرات بدون طيار، من إيران إلى روسيا.
تلعب هذه الشبكة، التي تعمل وسط العقوبات المتزايدة والتوترات الجيوسياسية، دوراً هاماً في تعزيز الجهود العسكرية الروسية في أوكرانيا.
شبكة عمليات شمخاني
تتركز عمليات شمخاني حول شركته التي تتخذ من دبي مقراً لها، Crios Shipping LLC، والتي لعبت دوراً فعالاً في نقل الأسلحة عبر بحر قزوين إلى روسيا.
تشمل شبكته التجارية أيضاً شركات أخرى تتعامل مع جوانب مختلفة من تجارة الأسلحة، مثل السلع الأساسية وشحنات النفط. وبحسب مسؤولين أميركيين وبريطانيين وأوروبيين، لعب شمخاني دوراً أساسياً في ترتيب هذه الشحنات، باستخدام عدة سفن، بما في ذلك سي كاسل وسي أنكور، لنقل البضائع سراً.
رغم أن هذه السفن صغيرة نسبياً مقارنة بسفن الشحن الدولية الكبرى، إلا أنها كانت حاسمة في نقل الأسلحة عبر مسافات قصيرة بين إيران وروسيا.
وتعوض موسكو عمليات شمخاني بشحنات النفط، حيث تواجه كل من إيران وروسيا عقوبات واسعة النطاق من الدول الغربية. وقد سمح نظام المقايضة هذا لشمخاني بالتنقل حول القيود الاقتصادية، والحفاظ على عمل مربح على الرغم من الضغوط من المجتمع الدولي.
اقرأ أيضًا: كوريا الشمالية تستعد لتزويد روسيا بطائرات بدون طيار انتحارية وقوات إضافية
دور وزير الدفاع الإيراني وعلاقاته مع قيادة طهران
إن مكانة شمخاني كلاعب رئيسي في تجارة الأسلحة هذه مدعومة بشكل أكبر بعلاقاته العائلية. فوالده علي شمخاني شخصية بارزة في مؤسسة الدفاع الإيرانية ويشغل حالياً منصب مستشار أول للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
ساعد هذا الارتباط شمخاني في إنشاء شبكة واسعة من المعاملات التجارية التي تعمل بدعم سياسي كبير.
وعلى الرغم من نفوذه المتزايد في شحنات الأسلحة العالمية، يعمل شمخاني في الظل، حيث تمر معظم أفعاله دون أن يتم اكتشافها من قبل التدقيق العام. وترتبط شبكته أيضًا بقسم اللوجستيات التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، وهو عنصر أساسي في سلسلة التوريد العسكرية الإيرانية.
شبكة أعمال عالمية تحت العقوبات
كانت شركات شمخاني، مثل Crios وOceanlink Maritime DMCC، متورطة في التعامل مع الشحنات لسنوات. وقد وسعت هذه الشركات عملياتها من دبي إلى مراكز دولية أخرى مثل لندن وجنيف وسنغافورة. وعلى الرغم من هذه الشبكة الواسعة، فإن عمليات شمخاني غالبًا ما تتجنب الإشراف المباشر، حيث يتم إخفاء الشحنات بعناية لتجنب الكشف عنها.
ردًا على شبكة توسعة عمليات تسليم الأسلحة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على العديد من الكيانات المرتبطة بعمليات شمخاني، بما في ذلك Oceanlink وسفنها.
ومع ذلك، يلاحظ الخبراء أن فرض العقوبات على مثل هذه الشبكات المعقدة للمقايضة لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا. ويؤكد بهنام بن طالبلو، الخبير في الأمن الإيراني، على صعوبة تتبع هذه الشحنات السرية، وخاصة بالنظر إلى النفوذ الروسي الطويل الأمد في منطقة بحر قزوين.
الرد الأميركي والتداعيات الأمنية العالمية
لطالما حذر المسؤولون الأميركيون من التعاون الدفاعي المتنامي بين إيران وروسيا، والذي أصبح أكثر وضوحا منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
سلطت وزارة الخارجية الأميركية الضوء على التهديد الذي تشكله هذه الشراكة على الأمن الأوروبي، مؤكدة على الآثار المزعزعة للاستقرار المترتبة على تورط إيران المتزايد في الشؤون العسكرية العالمية.
كما أعرب جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، عن قلقه إزاء دور شمخاني في توريد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.
وفي حين أن التجارة الثنائية للأسلحة بين روسيا وإيران ليست غير قانونية، فإنها تعرض المشاركين فيها لمخاطر كبيرة، بما في ذلك إمكانية فرض المزيد من العقوبات.
يقترح الخبراء أن الخطوة التالية في التعامل مع هذه الشبكات هي إبرازها أمام الرأي العام، وبالتالي زيادة الضغوط الدولية على أولئك الذين يسهلون مثل هذه العمليات.
إن الدور الذي يلعبه شمخاني كشخصية محورية في تجارة الأسلحة بين إيران وروسيا يؤكد على الديناميكيات المتطورة للتهرب من العقوبات العالمية، حيث تجد كل من الدولتين طرقًا للالتفاف على الحصار الاقتصادي الغربي.
تشكل شبكته الواسعة من شركات الشحن وصناديق التحوط وشركات تجارة السلع الأساسية شهادة على نفوذه في السوق الدولية، على الرغم من التحديات التي تفرضها العقوبات.
ومع استمرار تجارة الأسلحة، يواجه المجتمع الدولي صراعًا مستمرًا للحد من مدى وصول هذه الشبكات السرية، التي تهدد الاستقرار والأمن العالميين.
تعليقات