رحلة إلى الأبدية| المتحف المصري الكبير.. كنز شاهد على أعظم حضارات الأرض

رحلة إلى الأبدية| المتحف المصري الكبير.. كنز شاهد على أعظم حضارات الأرض

القاهرة (خاص عن مصر)- فتح المتحف المصري الكبير، الإضافة التي طال انتظارها للتراث الثقافي والتاريخي لمصر وللعالم، أبوابه جزئيًا للجمهور، ورغم أنه لم يبدأ العمل بكامل طاقته بعد، إلا أن المتحف يقدم لمحة مقنعة عن الحياة المصرية القديمة، مما يجعل الزوار يتأكدون أن المكان يستحق الزيارة قبل الافتتاح الكامل.

نصب تذكاري لمصر القديمة

وفقا لتقرير الأندبندنت البريطانية، يقع المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة الشهيرة، ومعروف أنه أكبر متحف أثري في العالم.

صُمم المتحف من قبل شركة معمارية مقرها أيرلندا، حيث تتناغم الهندسة المثلثية والزخارف مع الأهرامات، مما يخلق أعجوبة معمارية.

تمهد صالات العرض الشاسعة، ونافورات المياه الهادئة، وتمثال رمسيس الثاني الضخم الطريق لرحلة مهيبة عبر التاريخ المصري القديم، رحلة كاملة إلي الأبدية وعالم الملوك والآلهة.

المتحف المصري الكبير – الأندبندنت

المعارض: جولة عبر الزمن

في أكتوبر 2024، افتتح المتحف المصري الكبير 12 معرضًا تعرض قطعًا أثرية تمتد من فترة ما قبل التاريخ في مصر إلى العصر المتأخر.

يمكن للزوار أن يشاهدوا عجائب من التماثيل والنقوش الهيروغليفية المعقدة والأشياء المنزلية التي تروي حياة المصريين القدماء.

تشمل أبرز المعروضات أثاث غرفة نوم الملكة حتب حرس الأولى، ولعبة سينيت، التي تشبه لعبة الشطرنج التي تصور الرحلة إلى الحياة الآخرة، ومجموعة من مخطوطات البردي التي تكشف عن قصص شخصية من آلاف السنين.

تعمل شاشات الوسائط المتعددة على إثراء التجربة بشكل أكبر، حيث تقدم إعادة بناء افتراضية ورواية غامرة عن المشهد السياسي المتغير في مصر.

تجذب صالة المعرض رقم 10 الحشود ببقاياها المحنطة، بما في ذلك فتاة صغيرة مطلية بالذهب، وأكفان مزخرفة بشكل معقد، وحتى تمساح محنط.

اقرأ أيضا.. المتحف المصري الكبير جوهرة السياحة.. المركز الأول في قائمة التليجراف لأفضل 50 وجهة سفر 2024

تجربة ما تزال قيد التنفيذ

على الرغم من عظمته، إلا أن المتحف المصري الكبير ليس مكتملا بعد، ما تزال مجموعة توت عنخ آمون التي طال انتظارها غير متاحة، وتبرز بعض المعارض المغلقة، كتذكير بأن المتحف لا يزال قيد الإعداد ولا يزال الافتتاح النهائي منتظر.

لاحظ أحد علماء المصريات الافتقار إلى التنوع في المعروضات، ووصفها بأنها غير مكتملة حتي الآن، غالبًا ما تبدو الأوصاف المكتوبة المصاحبة للقطع الأثرية واقعية بشكل مفرط، لكنها تحتاج لمزيد من العمق السردي اللازم لربط الزوار بالقصص الإنسانية وراء هذه الأشياء القديمة.

ويوصى بالجولات الإرشادية لفهم أكثر ثراءً للسياق التاريخي والثقافي للقطع الأثرية.

المتحف المصري الكبير – أندبندنت

رؤية للتراث التاريخي لمصر

تؤكد المرافق الحديثة للمتحف المصري الكبير على استعداد مصر لاستعادة القطع الأثرية المسروقة، مثل حجر رشيد، الموجود حاليًا في المتحف البريطاني، إن إعادة مثل هذه الكنوز من شأنه أن يحول المتحف إلى احتفال كامل بتاريخ مصر، مما يعزز مكانته كوجهة ثقافية عالمية.

التأملات النهائية

هل يستحق المتحف المصري الكبير الزيارة قبل افتتاحه الكامل؟ بالنسبة لعشاق التاريخ والسياح العاديين على حد سواء، فإن الإجابة هي نعم مدوية.

يقدم المتحف فرصة لا مثيل لها للتعمق في تراث مصر القديمة الغني بينما يعمل كملاذ هادئ من شوارع القاهرة الصاخبة.

المتحف المصري الكبير – أندبندنت

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.