في خطوة لافتة تعكس تحولًا محتملًا في أولويات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه ملف حقوق الإنسان، واحتمالية استغلال الحزب الديمقراطي لهذا التحول، قام وفد من النواب الديمقراطيين بزيارة إلى السلفادور والهدف الرئيسي من الزيارة كان الضغط على الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للإفراج عن كيلمار أبريغو غارسيا، وهو مقيم بولاية ماريلاند الأمريكية تم ترحيله قسرًا إلى السلفادور الشهر الماضي، على الرغم من وجود أمر قضائي صادر من محكمة اتحادية أمريكية يحميه من الترحيل وهي القضية التي قد تتحول لفضيحة سياسية قد تطيح بالإدارة الأمريكية إذا اتخذت نفس مسار فضيحة ووتر جيت التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون لكن مع ذلك لا يُعرف إن كان بوسع الديمقراطيين السير في هذا المسار لنهايته.
منع من الوصول إلى المُرحّل ومطالبة بـ”دليل على الحياة”
خلال زيارتهم إلى السلفادور، واجه النواب الديمقراطيون عقبة غير متوقعة تمثلت في منعهم من الوصول إلى كيلمار أبريغو غارسيا، وبعد هذا المنع، صعد المشرعون من لهجتهم ومطالبهم، حيث أعلنوا أنهم يطالبون إدارة ترامب بتقديم “دليل يومي على أنه على قيد الحياة”.
ويأتي هذا الطلب الحاد في ظل مخاوف متزايدة بشأن سلامة أبريغو غارسيا وظروف احتجازه في السلفادور، خاصة بعد ترحيله بشكل يتعارض مع أمر قضائي أمريكي.
مطالبة واشنطن بتمكين المُرحّل من توكيل محام والإفراج الفوري عنه
بالإضافة إلى المطالبة بـ”دليل يومي على الحياة”، أكد النواب الديمقراطيون أنهم يطالبون إدارة ترامب بالضغط على السلطات السلفادورية لتمكين كيلمار أبريغو غارسيا من توكيل محامٍ للدفاع عن حقوقه، كما طالب الوفد بالإفراج الفوري عن أبريغو غارسيا وعودته الآمنة إلى الولايات المتحدة، استنادًا إلى الأمر القضائي الفيدرالي الذي كان يحميه من الترحيل في الأساس.
تساؤلات حول تحول في النظرة الأمريكية لحقوق الإنسان
تثير هذه التحركات من قبل النواب الديمقراطيين تساؤلات حول ما إذا كانت تمثل تحولًا في النظرة الرسمية الأمريكية، أو على الأقل من جانب الكونغرس، تجاه قضايا حقوق الإنسان في التعامل مع الدول الأخرى.
ففي السنوات الأخيرة، تعرضت السياسة الخارجية الأمريكية لانتقادات بسبب التركيز على المصالح الأمنية والاقتصادية في بعض الأحيان على حساب الدفاع عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، وتأتي هذه المبادرة من الكونغرس لتعكس ربما رغبة في إعادة التوازن إلى هذه الأولويات، خاصة في الحالات التي تتعارض فيها إجراءات الترحيل مع أوامر قضائية أمريكية.
ضغوط متزايدة على إدارة ترامب وموقفها من القضية
يضع تحرك النواب الديمقراطيين ضغوطًا متزايدة على إدارة ترامب لتوضيح موقفها من قضية كيلمار أبريغو غارسيا، ويتعين على الإدارة الأمريكية الآن أن تتعامل مع مطالب الكونغرس بتقديم ضمانات على سلامة المواطن المقيم السابق، والعمل على تسهيل حصوله على التمثيل القانوني، والنظر في إمكانية الضغط على السلفادور للإفراج عنه، وسيكون رد فعل الإدارة الأمريكية على هذه المطالب مؤشرًا هامًا على أولوياتها في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان في سياستها الخارجية.
مستقبل قضية أبريغو غارسيا وتأثيرها على العلاقات الأمريكية السلفادورية
يبقى مستقبل قضية كيلمار أبريغو غارسيا معلقًا بمدى استجابة إدارة ترامب والمؤسسات القضائية الأمريكية والقيادة السلفادورية للمطالب المتزايدة بالإفراج عنه وضمان سلامته.
ومن المرجح أن يكون لهذه القضية تأثير على العلاقات بين الولايات المتحدة والسلفادور، خاصة إذا استمرت السلطات السلفادورية في تجاهل المطالب الأمريكية والأوامر القضائية الصادرة من محاكمها.
تعليقات