بالمستندات.. كيف تحولت نقابة المعلمين في قنا من ممثل للحقوق إلى مستثمر على حساب أعضائها؟

بالمستندات.. كيف تحولت نقابة المعلمين في قنا من ممثل للحقوق إلى مستثمر على حساب أعضائها؟

كتب: أحمد زكي
بينما تمضي الدول في تكريم المعلمين عبر تحسين أوضاعهم وتوفير بيئة صحية تليق برسالتهم، يعيش معلمو قنا مرارة خيبة أمل صنعتها أيدي من يُفترض أنهم حماة حقوقهم. “نقابة المعلمين” – هذا الاسم الذي كان ينبغي أن يكون حصناً مدافعًا عن كرامة من يحملون مشعل العلم – تحوّل اليوم في نظر كثيرين إلى طرف أصيل في أزمة أخلاقية قبل أن تكون إدارية أو مالية.

مستشفى المعلمين في قنا، الحلم الذي انتظره المعلمون سنوات، جاهز ومتكامل من الناحية الإنشائية، لكنه ما زال موصد الأبواب، لأن النقابة اختارت المماطلة طريقًا، والصمت سياسة، بل وسعت إلى تمرير بنود مجحفة لعقد انتفاع طويل الأمد مع شركة مستثمرة، تصل إلى 25 عامًا، وتتضمن ما هو أدهى: تحميل المعلم نصف تكلفة علاجه داخل منشأة يفترض أنها بُنيت خصيصًا له!


أعرب عدد من معلمي محافظة قنا عن غضبهم واستيائهم الشديدين من تعمُّد نقابة المعلمين بالمحافظة تعطيل افتتاح مستشفى المعلمين، رغم جاهزيته التامة للتشغيل، معتبرين ذلك “جريمة في حقهم” و”صفقة تستهدف بيع حقوقهم الصحية والإنسانية على مدار 25 عامًا”.

المستشفى حجر بلا بشر والنقابة لا ترد

قال أحمد عبدالمنعم، معلم لغة عربية بمدرسة قوص الإعدادية “نحن لا نعلم لماذا المستشفى مغلق حتى الآن، رغم أن جميع الأعمال قد انتهت فيه منذ أكثر من عامين. النقابة لا تقدم أي تفسير ولا بيان رسمي، وكأننا غير موجودين. هل هذا جزاء من أفنى عمره في خدمة الأجيال؟”

وأضاف نصر عبدالراضي، معلم رياضيات بمركز دشنا، “النقابة صامتة وكأن الأمر لا يعنيها. هل يُعقل أن يكون لدينا مستشفى جاهز ونحن نُذل يوميًا أمام مستشفيات الحكومة؟ النقابة مسؤولة عن هذا الإهمال الفاضح، وسنحاسبها.”

25 سنة انتفاع ومن يتحمل نصف تكلفة علاجه؟

وصرّح عبدالحميد الطاهر، معلم أول بقنا الثانوية الصناعية قائلاً، “ما نسمعه عن تعديل عقد الانتفاع مع الشركة المشغلة ليمتد 25 عامًا، فضيحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هذا المستشفى لم يُبْنَ ليستثمر فيه أحد، بل لخدمة المعلمين. فكيف نتحمّل 50% من تكلفة العلاج؟ من أين؟ من رواتبنا التي لا تكفي المواصلات؟”


وأكدت أمل محمد علي، معلمة علوم بمركز نقادة، “هذه النقابة فقدت بوصلتها تمامًا. من يدير هذه الملفات لا يعرف شيئًا عن واقع المعلم. وكأنهم يعيشون في عالم آخر، حيث العلاج رفاهية، والصحة تجارة. نحن لن نقبل بدفع ثمن مرضنا، ولن نقبل أن نُستغل في صفقات مشبوهة.”

نقابة بلا شفافية وحقوقنا في مهب المصالح

أعرب عدد من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة المعلمين عن امتعاضهم من تغييبهم عن تفاصيل العقد ومصير المستشفى. وقال عبدالرحمن حسين، عضو الجمعية عن إدارة أبوتشت، “لا عُقد نُشر، ولا اجتماع طارئ عُقد، ولا أي توضيح قُدم. كل ما يحدث يتم في الظل، ونخشى أن تكون هناك مصالح خفية تُدار على حسابنا. إنهم يعاملوننا كصندوق اشتراكات، لا ككيان بشري له كرامة وحقوق.

نطالب بافتتاح المستشفى فورًا، وإلغاء أي عقد مجحف

وأكد المعلمون أن مطلبهم الوحيد والعاجل هو فتح المستشفى فورًا تحت إشراف نقابي شفاف، دون تحميلهم أي نسب من تكاليف العلاج، ووقف أي تعديل لبنود عقد الانتفاع الذي يمنح المستثمر صلاحيات ممتدة لعقود.
وقال حسن أبوالمجد، معلم دراسات اجتماعية بمركز فرشوط:
“كل يوم تأخير هو استهتار بحياتنا. نحن من دفعنا ثمن هذا الصرح، ولن نقبل أن يُدار بمنطق السوق. نريد مستشفى يخدم المعلم، لا يستنزفه. وأي تلاعب في هذا الملف سنواجهه بكل الوسائل المتاحة.”

نطالب بحقنا كامل

اختتمت مجموعة من معلمي قنا رسالتها قائلة:
“رسالتنا للنقابة واضحة: أنتم ممثلونا ولسنا عبيدًا لديكم. إن لم تفتحوا المستشفى خلال أقرب وقت، وإذا تم تمرير عقد يُجحف بحقنا، فلن يكون ردنا ناعمًا. سنلجأ للإعلام، وللوزارة، وللقضاء إذا لزم الأمر. لن نُهان أكثر من ذلك.”


. .i6n4

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *