البابا تواضروس يشكر الرئيس السيسي لتهنئته للأقباط بعيد الميلاد المجيد

البابا تواضروس يشكر الرئيس السيسي لتهنئته للأقباط بعيد الميلاد المجيد

وقال البابا تواضروس : “علينا أن نكون واحدا وأن نتجنب كل ما يجرح هذه الوحدة، وأن نحافظ على بلادنا العظيمة والغالية، وإن كل بلاد العالم في يد الله ، ولكن مصر في قلب الله ، ونحن على الدوام نصلي من أجل كل انسان في مسئولية ليعطي الله سلام وبركة، وأن يديم هذه المحبة والسلام على أرض بلادنا”.
كما قدم قداسة البابا تواضروس الثاني الشكر ، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ، للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق لتلقيه اتصالا هاتفيا للتهنئة بالعيد ، مقدما الشكر كذلك للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ لتهنئتهم بالعيد ، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، وفضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، والقيادات الدينية ، وبيت العائلة المصرية، وكافة الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات القضائية، والمجالس القومية المتخصصة، والقيادات الأمنية، والدبلوماسيين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والشخصيات العامة والإعلاميين.

وقال البابا تواضروس، في عظته خلال القداس الإلهي بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة،: “إن فرحتنا بعيد الميلاد تزداد بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي وتقديم التهنئة للجميع، وفي هذا المشهد الرائع تتجلى وحدة الشعب المصري وتماسكه الدائم”.

وقدم البابا تواضروس التهنئة لكل الأقباط في كل مكان في العالم، لافتا إلى أن ميلاد السيد المسيح يكشف عن عدد من القلوب الباردة والقلوب الدافئة، والقلوب الباردة هي البعيدة عن الله وتحيا في الخطية، وتعلمنا الكنيسة قبل بدء الصوم الميلادي المقدس مثل الزارع الذي ألقاه السيد المسيح ، وهو يحكي أن إنسان زارع خرج ليزرع وسقط منه عدد من البذور علي عدة طرق تمثل القلوب الإنسانية، فسقطت على الطريق وعلى أرض متحجرة فأثمر قليلا ثم ماتت الزرعة، والنوع الثالث من القلوب الباردة هي الأرض الشوكية التي تخنق أي زرع في مراحل نموه، فهكذا أيضا بعض قلوب البشر.

وأضاف: “إن القلوب الدافئة هي القلوب التي تحيا في الخوف، وهناك نوع آخر ينتظر المكافأة فقط، والأرض الثالثة وهي الأرض التي أعطت ثمارا كاملة وهي التي تعمل بالحب، فالأولى تعمل بالخوف من كل شئ، والنوع الثاني الذي يعمل بالأجرة، أما النوع الثالث والأفضل فهو القلب الذي يعمل بالحب، ولأن الله يحبه فهو يحب الله ويحب الآخرين لأن كل إنسان هو خليقة الله، وإذا أردنا أن نتتبع قصة الميلاد سنجد نوعيات تبرز نوعيات هذه القلوب الدافئة”.

وتابع البابا تواضروس أن أول صفة تجعل قلب الإنسان دافئا هو الإنسان الذي يحيا ببساطة، وأصبح عنصر الاستهلاك هو الحاكم في حياة الانسان، أما البساطة تجعل الإنسان قلبه دافيء ، وهكذا الرعاة كانت قلوبهم دافئة معتمدين على الله في كل شئون حياتهم، فالحياة البسيطة تجعل روح الإنسان منطلقة، لافتا إلى أن النوع الثاني من أصحاب القلوب الدافئة هم الباحثون عن الحقيقة في عالم ممتليء بالزيف، فلا بد للإنسان أن يبحث عن الحقيقة، وهكذا كان المجوس الذين كانوا يعملون في الفلك، وشاهدوا النجم الذي يشير إلى ميلاد ملك في أورشليم ، وذهبوا في رحلة طويلة إلى أن وقف النجم فوق قرية بيت لحم، وهناك شاهدوا الطفل يسوع مولودا، وقدموا هداياهم “ذهب ولبان ومر”، وهي لها رموز في حياة السيد المسيح.

وأوضح أنه اذا أراد الانسان أن يكون من أصحاب القلوب الدافئة عليه أن يعمل في صمت، وهناك أشخاص يبحثون عن الضوضاء، وينسون أن المديح يأتي من الله في السماء، ومثل هؤلاء الأشخاص الذين عملوا في صمت هو القديس يوسف النجار، ومعني اسمه “الذي يزيد بالنعمة”، مشيرا إلى أن نقاوة القلب تجعل الإنسان قلبه نقيا، فإذا كان قلب الإنسان نقيا من الشر والخطية فأنت من أصحاب القلوب الدافئة، ومثل هذه الشخصيات هي السيدة العذراء مريم والدة السيد المسيح، وكانت تتحلى بالقلب النقي، وأجابت الملاك بعبارة غاية في الاتضاع، وقدمت مثالا في النقاوة القلبية لذلك نسميها “فخر جنسنا” رجالا ونساء.

وذكر البابا تواضروس مشهدا آخر لأصحاب القلوب الدافئة ، وهو من سكان قرية بيت لحم، ووقت ولادة المسيح كان هناك تعداد سكاني، وكان زحام في القرية، وعندما جاء القديس يوسف النجار والسيدة العذراء ، وساعة وضعها قد حانت ، لم يكن لهما مكان، ولكن صاحب مسكن في قرية بيت لحم لم يقل لهم لا، ولكن قال لهم لدي مزود ، وهو المكان الذي تأكل فيه الماشية، وهو يمثل قلب الانسان الذي يبحث عن حل، من السهل أن يقول لا ، ولكن الأفضل والأعظم أن نبحث عن حلول ، وأصبح “بيت لحم” من أشهر الأماكن في العالم، وكلمة بيت لحم تعني “بيت الخبز” أو “بيت البركة”، فعندما تساعد الإنسان في حل مشاكله تكون من أصحاب القلوب الدافئة.

ونوه قداسة البابا تواضروس إلى أن الانسان يحتاج إلى الحب والحكمة والرحمة التي من خلالها يصبح الإنسان قلبه دافئا، ومن هنا يفرح قلب الله ويكون له نصيب في الملكوت.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.