بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، بدأت الدول الغربية تتعامل برِيبة وتوجُّس مع النظام الجديد الذي تُسيطر عليه جماعات محسوبة على التنظيمات الإرهابية.
وسيطرت فصائل المعارضة المسلَّحة على العاصمة السورية دمشق في الثامن من ديسمبر الماضي بعد انسحاب الجيش السوري من المعارك وفرار بشار الأسد إلي موسكو.
وفود دولية تجتمع بقادة سوريا الجدد
ومع ظهور أحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام كزعيم للجماعات المسلحة التي أسقطت نظام الأسد في سوريا، قامت العديد من الوفود الدولية والغربية والعربية بزيارة دمشق.
بوتين تجاهله والإيرانيون تخلوا عنه.. كواليس الساعات الأخيرة قبل هروب الأسد
كما كشف وزير الخارجية الأمريكي بلينكين عن اتصالات تمت مع أحمد الشرع عد ساعات من سقوط الأسد.
وخلال اليومين الماضيين، قاما وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا بزيارة دمشق والاجتماع مع الشرع وقادة سوريا الجدد.
هذه الاتصالات واللقاءات ربما أسفرت عن قرار أمريكي مرتقب قد يصدر اليوم الإثنين بخصوص سوريا.
اتفاق غربي على دعم سوريا
وبحسب تقارير تتفق الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط على أن سوريا في حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات، بما في ذلك أموال إعادة الإعمار لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في البلاد.
وسط مخاوف من عمل إرهابي..أنظار العالم تتجه لـ اجتماع الكونجرس الأمريكي | ما القصة
ويدرس الاتحاد الأوروبي أيضا الخطوات التي يمكن أن يتخذها لتسهيل تدفق المساعدات، الذي تعوقه العقوبات حاليًا، إلى البلاد.
قرار أمريكي مرتقب تجاه سوريا
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخطط للإعلان اليوم الإثنين عن تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسوريا، وهي خطوة لتسريع تسليم الإمدادات الأساسية من دون رفع العقوبات التي تقيد المساعدات الأخرى للحكومة الجديدة في دمشق.
حداد واحتفال.. ظاهرة تاريخية في أمريكا تُغضب ترامب| ما القصة؟
إعفاءات وليس إلغاء العقوبات
وأفادت الصحيفة أن القرار يشير إلى قلق البيت الأبيض بشأن إزالة العقوبات واسعة النطاق المفروضة على سوريا حتى يتضح الاتجاه الذي سيتخذه قادة سوريا الجدد.
وقالت نقلا عن مسؤولين، إن الخطوة المحدودة التي وافقت عليها الإدارة خلال عطلة نهاية الأسبوع تسمح لوزارة الخزانة بإصدار إعفاءات لمجموعات المساعدة والشركات التي تقدم الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والإمدادات الإنسانية الأخرى.
وأضاف المسؤولون أن الإعفاء الذي كان متاحا في البداية لمدة ستة أشهر، سيحرر موردي المساعدات من الاضطرار إلى الحصول على ترخيص على أساس كل حالة على حدة، لكنه يأتي مع شروط لضمان عدم إساءة سوريا استخدام الإمدادات.
أمريكا تسعي لضمانات قبل رفع العقوبات
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تمتنع عن اتخاذ قرار بشأن رفع العقوبات المعوقة التي فرضت على النظام السوري، سعياً للحصول على ضمانات بأن دمشق لن تتراجع عن وعودها بحماية حقوق المرأة والأقليات الدينية والعرقية العديدة في البلاد.
ماذا قال بايدن بعد سقوط الأسد
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن في ديسمبر بعد فرار رئيس النظام السوري بشار الأسد أن بعض الجماعات المتمردة التي أطاحت بالأسد لديها سجلها القاتم من الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأشار إلى أنهم يقولون الأشياء الصحيحة الآن، ولكن مع تحملهم لمسؤولية أكبر، فإننا لن نقيم كلماتهم فحسب، بل أفعالهم أيضا”.
ترك القرارات للإدارة الأميركية القادمة
وتشير الصحيفة إلى أنه مع بقاء أسابيع فقط لإدارة بايدن، من المرجح أن تُترك القرارات المتعلقة بالعقوبات وما إذا كان سيتم الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترمب.
وزيرة خارجية ألمانيا تتحدث عن رفع العقوبات عن سوريا
وبعد لقائها مع الشرع، قالت بيربوك إنه يجب إشراك النساء والأكراد في المرحلة الانتقالية في البلاد، محذرة أيضًا من أنه لا ينبغي استخدام الأموال الأوروبية في هياكل إسلامية جديدة.
اقرأ أيضا: الكاجوال والسترة والطائرة.. رسائل مشفرة من وزيرة خارجية ألمانيا لقادة سوريا الجدد
وأشارت المسؤولة الألمانية أيضًا إلى أنه من السابق لأوانه أن ترفع الدول الأوروبية العقوبات عن سوريا، لكنها قالت: إن الأسابيع القليلة الماضية أظهرت مدى الأمل الموجود هنا في سوريا بأن المستقبل سيكون مستقبل الحرية.
تعليقات