بعد زيارة 3 عواصم .. باحث سوري لـ خاص عن مصر: هذا ما تريده سوريا من الدول العربية

واصل وفدُ حكومة سوريا الجديدة جولته العربية في محاولة لطمأنة الدول العربية حول مستقبل سوريا وبحثًا عن الدعم الإنساني والسياسي للمرحلة الانتقالية في سوريا.

وفد سوريا يصل الإمارات

ووصل اليوم الإثنين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وفد سوري برئاسة أسعد الشيباني، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، في أول زيارة رسمية.

ظهر قعيدًا قرب قاعدة عسكرية.. شبيه قائد الحرس الثوري يشعل الجدل في سوريا

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الشيباني وصل الإمارات برفقة وزير الدفاع في الحكومة مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب، لبحث آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين.

زيارة قطر

وكان وزير الخارجية أسعد الشيباني قد زار أمس الأحد العاصمة القطرية الدوحة، برفقة وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات. وصرّح الشيباني عقب انتهاء الزيارة: “كان اجتماعنا مع الأشقاء في قطر عميقًا وموسعًا، ناقشنا فيه القضايا الأساسية والاستراتيجية.

كما عرضنا خارطة الطريق التي لدينا لإعادة بناء بلدنا، وتمكين الشعب السوري من حقوقه المدنية، وبناء حكومة تمثل كافة مكونات الشعب”.

وأكد الشيباني أن “المرحلة الحالية تتطلب صدقاً وتعاوناً مشتركاً مع جميع دول المنطقة؛ لبناء سوريا جديدة تقوم على العدالة والحرية والمساواة، بحيث يشعر المواطن فيها بالانتماء”.

جولة عربية بثلاث دول

وكان الشيباني قد أعلن يوم السبت عزمه إجراء زيارات رسمية إلى دولة قطر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية.
وقال في تغريدة عبر منصة “إكس”: “سأمثل بلدي سوريا هذا الأسبوع في زيارات رسمية إلى الأشقاء في دولة قطر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية”.

وأضاف: “نتطلع إلى أن تسهم هذه الزيارات في دعم الاستقرار والأمن، والانتعاش الاقتصادي، وبناء شراكات متميزة”.

عودة سوريا للحضن العربي

وقال الباحث والمحلل السياسي السوري عبد الرحمن ربوع إنه منذ سقوط نظام الأسد في سوريا وبداية عهد جديد بقيادة أحمد الشرع ورفاقه في دمشق، بدأنا نلمس انفتاحًا عربيًا غير مسبوق تجاه سوريا، ومحاولات حثيثة لمساندة الشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة والمفصلية في تاريخه المعاصر.

بعد زيارته لدمشق| وزير خارجية فرنسا: أعرف تاريخ الجولاني.. وهذا موقفنا تجاه سوريا

وأوضح لـ “خاص عن مصر” : سعدنا كثيرًا كسوريين سواء مواطنين أو مهتمين بالشأن السياسي بهذا الانفتاح العربي أو الاحتضان العربي لسوريا والزيارات والاتصالات التي بدأها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة باتصال هاتفي مع قائد الإدارة المؤقتة أحمد الشرع.

ثم تبعها زيارات واتصالات من مسؤولين عرب كبار على رأسهم الوزير بدر عبد العاطي. ثم الجولة العربية التي يقوم بها أسعد الشيباني المكلف بشؤون وزارة الخارجية السورية. والتي ابتدأها بزيارة المملكة العربية السعودية وزار خلالها قطر والإمارات والكويت والأردن. وقريبًا ستكون هناك جولة أخرى لزيارة عواصم أخرى منها القاهرة.

ماذا تريد سوريا من الدول العربية

ويرى ربوع أن الزيارات التي يقوم الشيباني إلى العواصم العربية مقصود منها تحقيق ثلاثة أهداف أولها فتح صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق.

بجانب الطلب رسميًا من الدول العربية الشقيقة المساعدة في إعادة بناء الدولة السورية على أسس وطنية وعلمية تتماهى مع حقوق الإنسان، واحترام حقوق الجوار، والتعاون فيما يخص الأمن القومي العربي.

ودعم جهود القيادة السورية الجديدة في إقامة حوار وطني يفضي إلى إنشاء لجنة دستورية وحكومة انتقالية ترعى إجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة زمنية محددة وتبدأ بإعادة بناء سوريا وتوفير الحد الأدنى من التحتية المناسبة لإعادة نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين في أقصر وقت ممكن.

رسالة لإيران

واعتبر الباحث أن الانفتاح السوري على الدول العربية يعطي رسالة واضحة لإيران ولغيرها من الدول الإقليمية أن سوريا عادت إلى حضنها العربي. وأن هذا هو معادها الطبيعي الذي لا مراء فيه ولا حياد عنه.

اقرأ أيضا: بوتين تجاهله والإيرانيون تخلوا عنه.. كواليس الساعات الأخيرة قبل هروب الأسد

وشدد على أن أي علاقة تقوم بين سوريا مع أي دولة خارج الإطار العربي التقليدي هي علاقة عابرة ومرحلية. فالسوريون لا يمكن إلا أن يكونوا متماهين مع محيطهم العربي وهو جزء أساسي فيه وركيزة من ركائزه ولا يمكن لدمشق أن تكون فارسية أو تركية أو إسرائيلية بل هي عربية كانت وستبقى.