وسط مخاوف جنى الأرباح.. هل تواصل السوق السعودية صعودها؟

وسط مخاوف جنى الأرباح.. هل تواصل السوق السعودية صعودها؟

تدخل السوق السعودية هذا الأسبوع وسط توجهات اقتصادية متباينة، حيث يشهد السوق حالة من التفاؤل في ظل الأداء الإيجابي المتواصل خلال الجلسات الخمس الماضية، إلى جانب الارتفاعات المتزامنة في أسعار النفط.

ولكن، على الجانب الآخر، تظل المخاوف قائمة من عمليات جني الأرباح مع اقتراب المؤشر من مستوى المقاومة الرئيسي عند 12100 نقطة، وهو ما يعكس القلق من تكرار التراجعات التي شهدها السوق في فترات سابقة.

التفاؤل مدفوعًا بارتفاعات أسعار النفط

ويتمتع السوق السعودي حاليًا بتوجه إيجابي، يعززه تحسن أداء الأسهم في الجلسات الأخيرة.

وهذا التفاؤل يدعمه التحسن المستمر في أسعار النفط التي تجاوزت مستوى 76 دولارًا للبرميل من مزيج برنت، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على قطاعات الطاقة والبنوك.

وفي هذا السياق، تشير التوقعات إلى أن قطاعي الطاقة والبنوك سيواصلان دعم السوق خلال الأسبوع الجاري، خاصة مع قوة الدولار التي تساهم في تعزيز الاستثمارات في السوق السعودي.

اقرأ أيضًا: السعودية تنهي ترتيب تسهيلات ائتمانية دوارة بقيمة 2.5 مليار دولار

مخاوف من عمليات جني الأرباح بالسوق السعودية

ورغم التفاؤل في بعض القطاعات، تظل المخاوف قائمة من عمليات جني الأرباح مع وصول المؤشر إلى مستويات المقاومة.

كما أن السوق السعودي في تاريخه لا يستمر في الارتفاع لأكثر من 6 جلسات متتالية إلا في حالات نادرة.

إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تواجه بعض القطاعات مثل الأسمنت والبتروكيماويات والمرافق العامة ضغوطًا نتيجة لزيادة أسعار الديزل التي أعلنت عنها “أرامكو”، ما يرفع من تكاليف الإنتاج في تلك القطاعات.

تأثير زيادة أسعار الديزل على السوق السعودية

والزيادة الأخيرة في أسعار الديزل أثرت بشكل كبير على العديد من الشركات السعودية، خاصة في قطاعات الأسمنت والبتروكيماويات والأغذية.

وتراوحت الزيادة في تكاليف الإنتاج لهذه الشركات بين 1% إلى 14%. وبينما تتجه بعض الشركات نحو تمرير هذه الزيادة إلى المستهلكين، يظل التحدي الأكبر هو كيفية التأقلم مع هذه الزيادة في التكاليف وتحقيق كفاءة في استخدام الطاقة.

برنامج تنافسية القطاع الصناعي وتعزيز كفاءة الطاقة

وفي ضوء التحديات المتعلقة بارتفاع تكاليف الإنتاج، أعلنت العديد من الشركات السعودية عن مشاركتها في “برنامج تنافسية القطاع الصناعي” الذي يهدف إلى رفع كفاءة استخدام الطاقة.

كما يشمل البرنامج تمويلاً ميسرًا للشركات الراغبة في تحسين كفاءتها ضمن خطط هيكلة القطاع، ويُتوقع أن تسهم هذه المبادرات في تقليل الأثر السلبي لزيادة الأسعار على تكاليف الإنتاج.

السوق السعودية

قطاع البتروكيماويات وأسمنت اليمامة

في هذا السياق، يرى المحللون أن رد فعل أسواق الأسهم في قطاعات البتروكيماويات والأسمنت والأغذية، والذي كان سلبيًا في معظم الحالات، يعد “مؤقتًا”.

ووفقًا للمحللون فإن الزيادة في التكاليف لن تكون العامل الرئيسي المؤثر في نتائج الشركات، خاصة في حال تحسن الطلب وتطوير السياسات في استخدام الطاقة وتنويع مصادرها.

ترقب أسهم أرامكو في السوق السعودية

من المتوقع أن تواصل أسهم “أرامكو” جذب الأنظار هذا الأسبوع، خاصة مع تحسن أسعار النفط.

كما تترقب السوق أداء قطاع البنوك، خاصة مع اقتراب المؤشر “تاسي” من مستويات مقاومة رئيسية، حيث من المتوقع أن يؤدي اختراق هذه المستويات إلى تحفيز مزيد من المكاسب في السوق.

وهذا التحسن قد يعزز من جاذبية الأسهم السعودية في ظل قوة الدولار وتوقعات بمزيد من الارتفاع في قيمته هذا العام.

التوقعات بارتفاعات إضافية في الدولار

ويترقب المستثمرون في الأسواق المالية الأمريكية مزيدًا من الارتفاعات في قيمة الدولار الأمريكي، خاصة مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، وبدء تنفيذ سياساته الاقتصادية.

ومن المتوقع أن تساهم هذه الارتفاعات في تعزيز الاستثمار في الأسهم السعودية، حيث يرتبط الريال السعودي بسعر ثابت مع الدولار.

اقرأ أيضًا: الرياض تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى السياحة السعودي تحت شعار «لنكتشف»

قطاع الإنشاءات في السوق السعودية

كما يتوجه أنظار المستثمرين أيضًا نحو قطاع الإنشاءات، الذي يتوقع أن يسجل معدلات نمو بنسبة 24% على أساس سنوي للإيرادات.

وتتوقع “الراجحي المالية” أن ترتفع الأرباح الفصلية لهذا القطاع بنسبة 97%، مما يعكس التفاؤل تجاه مشاريع البناء الكبرى في السعودية.

وفي الوقت نفسه، يترقب قطاع الرعاية الصحية فرص النمو في ظل التوسع المستمر في الخدمات الصحية وخطط التوسع الطموحة التي تنفذها الشركات العاملة في هذا القطاع.

وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها السوق السعودي، خاصة في القطاعات التي تأثرت بارتفاع أسعار الديزل، إلا أن التفاؤل العام لا يزال سيد الموقف.

ويتوقع المحللون أن يشهد السوق استمرارًا في التحسن بفضل الدعم من قطاعي الطاقة والبنوك، مع التركيز على الأداء المستقبلي لأسهم “أرامكو” وقطاع الإنشاءات.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.