شهدت منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية صباح اليوم حادثًا مفاجئًا أثار حالة من القلق على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عقب اندلاع حريق في محطة “الرشاح – الخصوص” التابعة لمشروع الأتوبيس الترددي BRT على الطريق الدائري.
وجاء الحادث في توقيت حساس، إذ يشهد المشروع حاليًا مراحل التشغيل التجريبي والتدريب الفني، مما دفع المواطنين والمتابعين للتعبير عن مخاوفهم بشأن سلامة المشروع وفاعلية إجراءات الأمان به.

وقد تصدرت عبارة “حريق محطة الأتوبيس الترددي بالخصوص” مؤشرات البحث على منصات مثل “جوجل” و”فيسبوك”، في ظل غياب المعلومات الدقيقة في الساعات الأولى من وقوع الحادث.
غير أن الجهات الرسمية سارعت بطمأنة المواطنين، مؤكدة السيطرة الكاملة على الحريق وعدم وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية.
تفاصيل الحريق: ماس كهربائي سبب الحادث
بحسب تصريحات صادرة عن مصادر بهيئة الطرق والكباري، فإن سبب حريق محطة الأتوبيس الترددي بالخصوص يرجع إلى ماس كهربائي داخل أحد مولدات الكهرباء المتواجدة في نطاق المحطة.
وعلى الفور، تم إبلاغ قوات الحماية المدنية، التي تحركت بسرعة إلى موقع الحريق، مدعومة بفرق الإطفاء والإنقاذ، حيث تمت السيطرة الكاملة على الحريق خلال وقت وجيز، مما حال دون امتداده إلى باقي منشآت المحطة.
وقد أشارت المعاينة الأولية إلى أن التلفيات اقتصرت على المولد الكهربائي فقط، دون أن تطال البنية التحتية للمحطة أو المركبات، الأمر الذي ساعد على استئناف الأعمال في الموقع بعد ساعات من الواقعة.
تدخل فوري من الحماية المدنية والأجهزة الأمنية
من جانبه، أوضح مصدر أمني أن غرفة عمليات مجلس مدينة الخصوص تلقت بلاغًا بالحريق فور وقوعه، ليتم على الفور الدفع بسيارات إطفاء وإنقاذ إلى الموقع، تحت إشراف مباشر من قيادات الحماية المدنية بمحافظة القليوبية.
وجرى التعامل مع النيران باحترافية عالية، في مشهد يعكس مدى الجاهزية والاستعداد لمثل هذه الحالات الطارئة.
كما تم تأمين محيط المحطة بالكامل خلال عملية الإطفاء، لمنع تجمهر المواطنين وحفاظًا على سلامة المارة، فيما تم فتح تحقيق عاجل من قبل النيابة العامة بالتنسيق مع الأجهزة الفنية المعنية، للوقوف على الأسباب الدقيقة التي أدت إلى نشوب الحريق.
مشروع الأتوبيس الترددي BRT: نقلة نوعية للنقل الجماعي
يعد مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT أحد المشاريع القومية العملاقة التي تسعى الدولة إلى تنفيذها ضمن خطتها لتطوير وسائل النقل الجماعي، وخفض معدلات التلوث، وتقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية.
ويجري حاليًا تنفيذ هذا المشروع على مراحل، حيث يربط مناطق حيوية على الطريق الدائري بالعاصمة القاهرة الكبرى، ويعتمد على تكنولوجيا متطورة تضمن السرعة والأمان والكفاءة التشغيلية.
وقد تم تصميم محطات الأتوبيس الترددي بمعايير عالمية تضمن سلامة المستخدمين وسهولة الوصول إليها، وهو ما يجعل الحادث الأخير أمرًا استثنائيًا لا يقلل من أهمية المشروع أو التزام الدولة بتنفيذه وفق أعلى معايير السلامة.
طمأنة رسمية واستمرار العمل في المشروع
ورغم حالة القلق الأولي التي أعقبت حريق محطة الأتوبيس الترددي بالخصوص، فإن الجهات المعنية أبدت حرصًا بالغًا على طمأنة الرأي العام، مشيرة إلى أن الحادث لن يؤثر على الجدول الزمني المقرر لافتتاح المشروع أمام الجمهور.
وأكدت هيئة الطرق والكباري أن أعمال التشغيل التجريبي مستمرة، وأن فرق الصيانة تعمل حاليًا على مراجعة كافة التجهيزات الفنية في باقي المحطات لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث، كما تم إصدار تعليمات عاجلة بمراجعة أنظمة الحماية الكهربائية وتطوير منظومة الإنذار المبكر في جميع مواقع المشروع.
ردود أفعال المواطنين ورواد مواقع التواصل
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل المواطنون مع حادث حريق محطة الأتوبيس الترددي بالخصوص بين من عبّر عن مخاوفه من تكرار الحوادث في مشروعات البنية التحتية، ومن أثنى على سرعة الاستجابة من قوات الحماية المدنية.
بينما دعا آخرون إلى ضرورة الشفافية في نشر تفاصيل الحادث وتحديث الجمهور أولاً بأول، خصوصًا مع تزايد الاعتماد على الإنترنت كمصدر رئيسي للمعلومات.
وتداول عدد من المستخدمين صورًا ومقاطع فيديو للحريق، أظهرت تصاعد الدخان من المحطة قبل وصول سيارات الإطفاء، وهو ما يعكس أهمية الدور التوعوي لوسائل الإعلام والمنصات الإخبارية في تغطية مثل هذه الحوادث بمهنية وسرعة.
خاتمة: درس في إدارة الأزمات وضرورة تطوير نظم الأمان
حادث حريق محطة الأتوبيس الترددي بالخصوص لا يجب أن يُنظر إليه فقط كواقعة عرضية، بل كجرس إنذار يدفعنا نحو مراجعة مستمرة لإجراءات الأمان والسلامة في المشروعات القومية، خاصة تلك التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
فرغم النجاح في احتواء الحادث دون خسائر، إلا أن الوقاية تظل أفضل من العلاج.
ومن المؤكد أن تجربة اليوم تعزز من أهمية وجود خطط طوارئ فعالة، وتدريبات دورية للعاملين، إلى جانب ضرورة تعزيز منظومة الصيانة والمتابعة التقنية المستمرة، بما يضمن الحفاظ على ثقة المواطنين واستكمال مسيرة التحديث والتطوير في قطاع النقل.
تعليقات