أظهرت نتائج مسح نشرها بنك الرياض اليوم الأحد، أن القطاع غير النفطي في المملكة العربية السعودية شهد نموًا قويًا في ديسمبر 2024، مدفوعًا بالطلب المحلي المستمر.
ورغم أن النمو قد تراجع بشكل طفيف مقارنة بالشهر السابق، إلا أن مؤشر مديري المشتريات (PMI) للقطاع غير النفطي بقي في مستويات مرتفعة تشير إلى توسع اقتصادي قوي.
تراجع طفيف في مؤشر مديري المشتريات
وانخفض مؤشر مديري المشتريات لبنك الرياض في ديسمبر إلى 58.4 نقطة، بعد أن سجل 59.0 في نوفمبر، وهو أعلى مستوى له خلال 17 شهرًا.
ورغم هذا الانخفاض الطفيف، فإن المؤشر لا يزال يفوق مستوى 50.0 الذي يشير إلى النمو، مما يعكس استمرارية النشاط الاقتصادي في القطاع غير النفطي.
اقرأ أيضًا: السعودية تنهي ترتيب تسهيلات ائتمانية دوارة بقيمة 2.5 مليار دولار
استمرار الارتفاع في الطلبيات الجديدة
وفي ديسمبر، استمرت الطلبيات الجديدة في الارتفاع، مسجلة الشهر الخامس على التوالي من التسارع.
ويعزى ذلك إلى الطلب المحلي القوي وتعزيز الصادرات السعودية.
وقد شهد المؤشر الفرعي المتعلق بالطلبيات الجديدة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل إلى 65.5 في ديسمبر مقارنة بـ 63.4 في نوفمبر، ليعكس بذلك أسرع معدل نمو شهده القطاع في عام 2024.
التوقعات المستقبلية والإصلاحات الاقتصادية
وعلق نايف الغيث، كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، على هذه النتائج قائلًا: “اختتم القطاع الخاص غير النفطي في السعودية عام 2024 بشكل إيجابي، ما يعكس النجاح الكبير الذي تحقق في إطار رؤية المملكة 2030”.
وأشار إلى أن المملكة قد نجحت في تحقيق تقدم ملحوظ في برنامجها الطموح لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
السعودية
التحديات التضخمية وتخفيف الضغط على الأجور
ورغم استمرار ضغوط التكلفة الناجمة عن الطلب القوي على المواد، سجلت أسعار المدخلات ارتفاعًا ملحوظًا، إلا أن التضخم في الأجور قد تراجع، مما أسهم في تخفيف الأعباء على الشركات.
وهذا التطور ساعد في تحسين مناخ الأعمال، مما يعكس المرونة الاقتصادية للمملكة.
التوقعات الاقتصادية لعامي 2024 و2025
كما تستمر الشركات في السعودية في التفاؤل بمستقبل الاقتصاد، حيث بلغت توقعات الأعمال أعلى مستوى لها في تسعة أشهر في ديسمبر، مما يعكس التوقعات الإيجابية للعام المقبل.
وأشار الغيث إلى أن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في السعودية من المتوقع أن ينمو بأكثر من 4% في كل من 2024 و2025، مع تحسن ملحوظ في ظروف الأعمال.
اقرأ أيضًا: الرياض تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى السياحة السعودي تحت شعار «لنكتشف»
الإنفاق الحكومي والمشاريع الكبرى
وتواصل الحكومة السعودية خططها لزيادة الإنفاق الاستراتيجي على المشاريع الكبرى لتحقيق أهداف رؤية 2030، خاصة تلك التي تتطلب تنفيذًا سريعًا.
وهذا إلى جانب إعلان المملكة عن استضافتها لكأس العالم لكرة القدم 2034، وهو ما يعد إنجازًا تاريخيًا يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
كما تظهر البيانات أن القطاع غير النفطي في السعودية يواصل تحقيق النمو، مما يعزز التفاؤل بشأن مستقبل الاقتصاد السعودي في السنوات القادمة.
وتشير هذه النتائج إلى نجاح رؤية 2030 في تحقيق تنوع اقتصادي ملموس، مع دعم من التوقعات الاقتصادية الإيجابية والخطط الحكومية الطموحة.
تعليقات