مجدي الجلاد: حكومات مدبولي فشلت في التحديات الاقتصادية

مجدي الجلاد: حكومات مدبولي فشلت في التحديات الاقتصادية

أجرى الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة “أونا للصحافة والإعلام”، حوارًا صحفيًا مطولًا مع الكاتب عصام الشريف رئيس تحرير موقع “الحرية”، تناول خلاله العديد من القضايا الساخنة التي تشغل الساحة الإعلامية والسياسية في مصر.

وتطرق الحديث إلى الأوضاع الداخلية، إذ انتقد “الجلاد” بشدة أداء حكومات الدكتور مصطفى مدبولي، المتعاقبة في الملف الاقتصادي.

كما تناول الحديث عن وضع البرلمان المصري، بالإضافة إلى رؤيته لانتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين.

وحول تحليله للوضع الإقليمي وإلى أين تتجه المنطقة، قال “الجلاد”: “أكبر خطأ يمكن ارتكابه في قراءة تحركات وخطط الغرب مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا وإسرائيل، قرائتها في اللحظة الآنية، إذ يجب قراءة التاريخ السابق والحالي، وكذلك ما هو قادم”.

وأضاف: ما يحدث الآن في المنطقة هو مخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي اقترح منذ 15 عاما، وأفسده الشعب المصري في 2013، لأن مصر في أي مخطط غربي هي الجائزة الكبرى، فتاريخيًا مصر هي التي حمت المنطقة بالكامل من المغول والتتار وغيرهم.

وتابع: حاليًا يسعى الغرب إلى تنفيذ مخطط “الشرق الأوسط الجديد” بالقوة، بدءًا بتصفية القضية الفلسطينية، ثم الانتقال إلى لبنان وسوريا، مع استهداف اليمن والعراق بحلول عام 2025.

والهدف الأساسي هو تفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة مع تعزيز السيطرة الإسرائيلية، خاصةً في ظل احتلال الكيان الصهيوني لأجزاء كبيرة من سوريا، مما يمهد لاستقبال حرب جديدة في اليمن، بغض النظر عن المواقف من الحوثيين.

وأكمل: الوضع الإقليمي يشير أيضًا إلى استمرار المخاطر حول مصر، إذ تواجه تحديات من مختلف الاتجاهات، بما في ذلك ليبيا، ولا يمكن تجاهل تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قال إن مساحة إسرائيل الحالية أصغر مما ينبغي، مما يعكس نوايا التوسع. كذلك، إعلان القدس عاصمة للكيان المحتل في عهده يعكس سياسة قائمة على “البلطجة” والنفعية.

ومن المتوقع أن تشهد المنطقة المزيد من التحديات خلال السنوات المقبلة، ما يستدعي قراءة واعية ودقيقة للمشهد الإقليمي والدولي.

وحول تقييم حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، قال الجلاد: “المهندس مصطفى مدبولي صديق لي منذ زمن، إلا أني أريد أن أستفسر منه عن أشياء كثيرة؛ فأنا مثلًا دهشت جدًا من لقائه الأخير مع رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات المالية وإذاعة هذا اللقاء على الهواء -وهذا في حد ذاته تطور إيجابي-، لكن أن تبدو الحكومة وكأنها تسمع هذا الكلام لأول مرة!! فهذه مشكلة”.

صحيح أن المتحدثين خلال اللقاء تكلموا بحرية وقالوا كلامًا مهمًا وطرحوا حلولًا علمية ومنطقية جدًا، لكن عندما يكون المهندس مصطفى مدبولي رئيسًا لحكومات متعاقبة منذ 2018 حتى 2025، وحتى هذه اللحظة لم نصل إلى صيغة لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري باعتباره الأزمة التي ترهق الشارع المصري، فنحن أمام مشكلة كبيرة.

وتابع: الاقتصاد بحاجة إلى إعادة هيكلة يا دكتور مصطفى، وأنت رجل خبير وعارف، وحولك خبراء كثير، فلماذا نستمر في معالجة المشكلات بشكل فردي دون وجود استراتيجية وسياسة واضحة للاقتصاد المصري على مدار ما يقرب من 10 سنوات؟.

وواصل: نحن منذ سنوات نشكو من أن لدينا فجوة في الميزان التجاري وأن حجم الصادرات أقل بكثير من حجم الواردات، بما يقرب من 40 مليار دولار.

وحول تعامل الحكومة مع هذه الفجوة بالاقتراض، قال الجلاد: هذا ما زاد من حجم الديون في مصر، وجعل أغلب الميزانية الآن تنفق على خدمة الدين، وأنا ليس لدي مشكلة أن نقترض لمدة عام، اثنين، ثلاثة، لكن لو كانت الحكومة منذ 2018 وضعت خطة وسياسة اقتصادية قائمة على الإنتاج، وتحفز الزراعة والصناعة، لكان لدينا الآن منتجات نصدرها وتدر علينا عائد دولاري.

ويجب أن ندرك أن الأموال الساخنة لا تستقر في مكان وتتأثر بشدة مع أي تغيرات جيوسياسية، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها في بناء دولة.

وتابع: لا يجوز أبدًا أن يكون مصدر الدخل الوحيد لي شقة أو اثنتين وأعتمد على إيجارهم دون أن أعمل ويكون لي إنتاج، لأنني هكذا أضع نفسية فريسة لظروف السوق المتقلبة، فحكومات الدكتور مصطفى مدبولي المتعاقبة لم تضع حتى الآن هيكل واضح للاقتصاد المصري، والدليل على هذا أن وزير المالية السابق محمد معيط، قال إن معظم الموازنة تذهب على سداد خدمة الدين، وعندما سؤل عن الطريقة التي ستواجه بها الحكومة هذه الأزمة قال “هستلف تاني”.

وبشأن رأيه في أداء البرلمان، قال الجلاد: “أنا فعلا لا أريد الاستغراق في هذه المسألة، لكن لدي سؤال واحد فقط، هل البرلمان منذ 2015 يعبر عن المواطن المصري؟ الإجابة: لا”.

أما عن مشهد انتخابات التجديد النصفي في نقابة الصحفيين، فقال الجلاد: المشهد ثري جدًا وتوجد منافسة، وأعضاء مجلس النقابة الحاليين من أفضل المجالس، والنقيب الحالي بذل جهد كبير، رغم أنه من تيار سياسي يساري مخالف تمامًا، إلا أنه عمل في منظومة المجتمع المدني لأنه في النهاية عمل نقابي، فهي رسالة مهم أن تستوعبها الدولة. فالرجل رغم أيديولوجيته اليسارية وانتماؤه إليها، إلا أنه أثبت أنه نقيب الجميع، بابه مفتوح طول الوقت ويتواصل بشكل محترم، يفهم المهنة بشكل جيد ويقوم بمجهود طيب وفق الإمكانات المتاحة، ومع ذلك أتمنى أنت تشهد انتخابات التجديد النصفي، منافسة أكبر وأن تطرح وجوه جديدة، وهذا ما يتمناه البلشي نفسه.

وواصل: الدولة في النهاية لا تقتصر على رئيس الجمهورية أو الحكومة أو البرلمان، الدولة هي أنا وأنت والشعب المصري كله والأرض والوطن، ولا يجب أن نخلط بينهم. والحكومة تعمل لدى الدولة وليست هي الدولة، وبالتأكيد خالد البلشي يحب هذه الدولة ويعمل لمصلحتها.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.