ريتر السويسرية تستعد لتوريد الماكينات لمجمع الجينز الجديد بدمياط

تعد مصر في طليعة الدول التي تسعى إلى استعادة ريادتها في قطاع الغزل والنسيج، عبر مشروع قومي ضخم تبلغ استثماراته نحو 56 مليار جنيه. يهدف المشروع إلى تطوير مصانع الغزل والنسيج في المحلة الكبرى وكفر الدوار، والتي تعد من أعرق مراكز الصناعة في مصر. تشمل الخطة تحديث البنية التحتية، إدخال أحدث الماكينات الأوروبية، وزيادة الطاقة الإنتاجية لمواكبة الطلب المحلي والعالمي، مع التركيز على رفع جودة المنتجات الموجهة للتصدير.

تاريخ “دمياتكس” العريق

تأسست شركة دمياط للغزل والنسيج (دمياتكس) في ستينيات القرن الماضي كجزء من خطة الدولة لتعزيز الصناعة المحلية. لعبت الشركة دورًا محوريًا في إنتاج الأقمشة القطنية والجينز، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز وقربها من موانئ التصدير. ورغم التحديات التي واجهتها على مدار العقود الماضية، ظلت “دمياتكس” رمزًا لصناعة النسيج في مصر ومصدرًا هامًا لتوفير فرص العمل في محافظة دمياط.

خطة تطوير دمياتكس

في إطار مشروع تطوير قطاع الغزل والنسيج، تخضع شركة “دمياتكس” لعملية تحديث شاملة تهدف إلى تعزيز قدراتها الإنتاجية وإعادة إحياء دورها الرائد. تشمل الخطة إنشاء أربعة مصانع جديدة بمساحة تقارب 103,000 متر مربع لإنتاج 33 مليون متر سنويًا من أقمشة الجينز. يتضمن المشروع تركيب ماكينات متطورة من شركة “ريتر” السويسرية، وإنشاء مصنع لصباغة الخيوط قبل النسيج، ومصنع للنسيج، ومصنع لتجهيز الأقمشة.

صور الأقمار الصناعية بتاريخ أغسطس الماضي تظهر الإنتهاء من إنشاء الهناجر الخاصة بالمصانع الجديدة بدمياط

تولي الخطة اهتمامًا كبيرًا بتأهيل العاملين عبر برامج تدريبية مكثفة لضمان جاهزيتهم للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة. كما تستهدف خطة التطوير توفير أكثر من 1,500 فرصة عمل جديدة، والمساهمة في تعزيز الصادرات المصرية للأسواق العالمية.

ريادة جديدة للصناعة المصرية

يعكس مشروع تطوير “دمياتكس” التزام الدولة المصرية بإعادة إحياء قطاع الغزل والنسيج كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني. مع دخول الماكينات السويسرية المتطورة إلى الخدمة، وخطط الإنتاج الطموحة، يتوقع أن تصبح مصانع دمياط للغزل والنسيج “دمياتكس” مركزًا إقليميًا لصناعة الجينز، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز مكانة مصر على خريطة الصناعة العالمية. ويأتي المشروع ضمن رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق نمو مستدام، توفير فرص عمل جديدة، وتوسيع قاعدة الصادرات الصناعية المصرية إلى الأسواق العالمية، خاصة الأسواق الأوروبية والأفريقية.