زلازل يومية وأنشطة بركانية.. ماذا يحدث في إثيوبيا وما علاقة سد النهضة؟

شهدت إثيوبيا خلال الأيام الماضية، مجموعة من الظواهر الغريبة وغير المألوفة أثارت مخاوف من حدوث كارثة إنسانية في البلاد.
في الساعات الأخيرة، انتشرت مقاطع فيديو صادمة من إثيوبيا، على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر أعمدة دخان كثيف تتصاعد بشكل مرعب من أعماق أرضٍ متصدعة.

ثوران بركان في إثيوبيا

أفادت هيئة إذاعية وتلفزيونية تابعة للدولة في إثيوبيا ومكتب جيولوجي حكومي أن هناك بوادر على بدء ثوران بركان بشمال شرق البلاد، الجمعة، مما دفع السلطات إلى نقل سكان لأماكن إيواء مؤقتة.

اشتباكات مسلحة وحظر سفر.. ماذا يحدث على الحدود بين سوريا ولبنان؟

ونشر المعهد الجيولوجي الإثيوبي مقطع فيديو على صفحته على فيسبوك يظهر ما يبدو أنه غبار ودخان يتصاعدان من بركان في أواش فنتالي بمنطقة عفار.

29 زلزالا تضرب إثيوبيا منذ بداية العام

كما تكررت الزلازل والهزات الأرضية بشدة، خلال الأيام الماضية، وآخرها هزة أرضية وقعت وصباح اليوم السبت.

وبحسب مراكز رصد وصلت قوة الزلزال الذي ضرب إثيوبيا صباح اليوم لـ 5.8 ريختر وشعر بها سكان أديس أبابا وأثار حالة من الذعر بين المواطنين.

وكشفت تقارير أن عدد الزلازل التي حدثت في أثيوبيا منذ بداية عام 2025 وصلت حتى الآن 29 زلزالاً وقعت منها 11 زلزالا في يوم 3 يناير بقوة تتراوح بين 4.5 – 5.5 درجة.

ما هو الفالق الأفريقي؟

وبحسب تقارير فإن ما تشهده إثيوبيا نتيجة الفالق الأفريقي الذي يعد واحدًا من أعظم الظواهر الجيولوجية في العالم، حيث يمتد كشبكة ضخمة من الشقوق عبر قارة أفريقيا، وتعتبر إثيوبيا نقطة محورية في هذا النظام الهائل.

شديد العدوى ويؤدي للوفاة.. وباء جديد ينتشر في الصين يهدد بإغلاق العالم

ويشكل الفالق العظيم، الذي يبدأ من البحر الأحمر في الشمال الشرقي ويمتد إلى بحيرات شرق أفريقيا في الجنوب قلب هذا النشاط الأرضي المتواصل الذي يتجسد فيما تشهده إثيوبيا من البراكين النشطة التي تخترق الأرض.

ووفق خبراء فإن ما تشهده إثيوبيا ليس مجرد ظاهرة جيولوجية؛ بل تاريخ من التغيرات العميقة، حيث تؤدي حركات الصفائح الأرضية إلى تشكل شقوق وفجوات ضخمة في القشرة الأرضية.

تحولات جيولوجية في إثيوبيا

كما تترافق هذه التحولات مع براكين وزلازل مستمرة، مما يجعل الفالق الأفريقي واحدًا من أكثر الأماكن نشاطًا في العالم.
لكن تأثيره لا يقتصر على الجيولوجيا فقط؛ فهو أيضًا يخلق بيئات طبيعية متنوعة، من السهول الشاسعة إلى الجبال الشاهقة والبحيرات العميقة، مما يجعل هذه المنطقة مأوى لعدد كبير من الأنواع النباتية والحيوانية الفريدة.

زلازل إثيوبيا وسد النهضة

أثارت هذه الحالة من الاهتزازات الأرضية، والنشاط البركاني الغير معتاد في إثيوبيا وسط تساؤلات مدى علاقة سد النهضة بهذه الظواهر، واحتمالية انهيار السد نتيجة هذه الزلازل.

وفي تصريحات صحفية، اعتبر الدكتور عثمان التوم، وزير الري والموارد المائية الأسبق في السودان، إن الحديث عن تهديد السد مبالغ فيه، موضحا أن الفالق الأفريقي، الذي يمر شرق إثيوبيا على بُعد 500 كيلومتر من العاصمة، لا يشكل أي تهديد مباشر للسد الذي يقع على بُعد أكثر من 1000 كيلومتر غربًا.

ثبات جيولوجي غير مسبوق

 

كما أكد أن الدراسات العلمية التي أجراها معهد رصد الزلازل بجامعة أديس أبابا أظهرت أن المنطقة التي يقع فيها السد تتمتع بثبات جيولوجي غير مسبوق، ولم تشهد أي نشاط زلزالي ملموس منذ أكثر من 50 عامًا.

اقرأ أيضًا: تقنية الإنجيل.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة؟

وأشار التوم إلى أن المسافة الكبيرة بين السد والفالق الأفريقي تجعل أي تأثير زلزالي على السد أمرًا غير محتمل.

وأكد التوم أن الحديث عن انهيار سد النهضة بسبب الزلازل لا يعدو كونه مبالغة لا أساس لها من الصحة. فالمنطقة التي يقع فيها السد تتمتع بالاستقرار الجيولوجي، وتصميم السد الهندسي يعزز قدرته على مواجهة الكوارث الطبيعية، مما يجعل هذه المخاوف بعيدة عن الواقع.