فلبينيون يشيدون بنهج المغرب الصحي

دعا عدد من الخبراء الصحيين الفلبينيين إلى اعتماد استراتيجية المملكة المغربية المبتكرة في تقليل المخاطر الصحية كنموذج يُحتذى به للدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مؤكدين أن هذه الاستراتيجية قد تُسهم في تجاوز السياسات الصحية التقليدية التي تعيق التقدّم في المجال الصحي، حسب ما أفادت به صحيفة “مانيلا تايمز” الفلبينية.

ونقل المصدر ذاته عن الدكتور روجيليو فاريلا جونيور، أخصائي المسالك البولية الفلبيني الذي شارك في مؤتمر بمراكش، قوله إن “معظم الدول الآسيوية لا تزال متمسكة بأطر عمل قديمة تمنع الوصول إلى بدائل قد تكون أقل ضررًا. وبصفتي طبيب مسالك بولية، أرى أن تقليل المخاطر أمرٌ أساسي، خاصة في التخفيف من المخاطر المتعلقة بصحة الرجال؛ مثل ضعف الانتصاب والعقم وسرطان المثانة. وتُعدّ استراتيجية المغرب مثالًا قويًا يمكن تكييفه ليتناسب مع سياق منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الفلبين”.

وأضاف أخصائي المسالك البولية الفلبيني أن “تجربة المغرب قد تُلهم الإصلاح في آسيا، حيث لا تزال العديد من الدول تتبع ما وصفه بنهج ‘المنع أو الموت’ المتأثر إلى حد كبير بسياسات منظمة الصحة العالمية”.

وأبرز الدكتور روجيليو فاريلا جونيور أن “النموذج التعاوني المغربي يقدم دروسًا في البراغماتية والشمولية. يجب على الدول الآسيوية أن تتجاوز الأطر الصحية الجامدة والأيديولوجية، وأن تعتمد بدلًا من ذلك على الأدلة العلمية والابتكار”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “تبنّي نهج تقليل الضرر والمخاطر يمكن أن يساعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ في معالجة قضايا ملحّة؛ مثل الإدمان والأمراض المزمنة بشكل أكثر فاعلية”.

من جهته، أكد الدكتور لورينزو ماتا، رئيس مجموعة “الإقلاع من أجل الخير” المهتمة بالشأن الصحي، أن “المغرب أثبت أن تقليل المخاطر الصحية هو أفضل نهج للدول التي تواجه مخاطر صحية، فهو لا يركّز على الحظر؛ بل يشجع الحوار ويتيح للمستهلكين خيارات أقل ضررًا”.

وأكدت الصحيفة الفلبينية ذاتها أن المنظومة الصحية في المغرب تحظى بالإشادة، ليس فقط بسبب شموليتها؛ بل أيضًا لقدرتها العالية على التكيّف خلال الطوارئ الصحية العامة.

وفي هذا الصدد، أشار المنبر الإعلامي سالف الذكر إلى نجاح هذه المنظومة في احتواء جائحة كوفيد-19، حيث حاز المغرب على اعتراف دولي لاستجابته السريعة والفعالة، كما وفّر لمواطنيه الكمامات على نطاق واسع، وأنتج السلع الأساسية محليًا، ووزّع اللقاحات، ووفّر الدعم للفئات المتضررة من الإغلاق الصحي.