وفق معلومات استقتها هسبريس، فإن مغاربة قد رحّلوا من مطار القاهرة الدولي، بعدما صرّحوا بأنهم قد انتقلوا إلى مصر للمشاركة في “مسيرة غزة العالمية” المرتقب انطلاقها غدا من القاهرة لتصل معبر “رفح” الحدودي مع غزة الفلسطينية المحتلة.
وكانت التوصية، وفق ما استقته هسبريس، الاكتفاء بالحديث عن الغرض “السياحي”، ودخل مواطنون مغاربة مصرَ بعد تشبّثهم بأن هدفهم سياحيّ، فيما أعيد الآخرون، ومنعوا من الخروج من المطار.
وتواصلت جريدة هسبريس الإلكترونية مع هيآت مغربية داعمة لحقوق الإنسان، قالت إنها رغم توصّلها بأنباء حول الموضوع إلا أنها لم تحدّد بعد هوية المعنيين بالأمر، مما يحول دون تأكيدها حدوث الأمر.
ونقلت الفاعلة المدنية سارة سوجار، تأكيد عائلة إحدى المرحّلات “قرار السلطات المصرية، ترحيل المناضلة المغربية جميلة العزوزي من مطار القاهرة، بعد أن كانت ذاهبة إلى جانب مجموعة من المغاربة للمشاركة في القافلة الموجهة إلى فلسطين”.
وأظهر شريط على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منع مغاربة من دخول التراب المصري، على بعد يومين من انطلاق “مسيرة غزة العالمية” من القاهرة، وقال فيه مواطنون إنهم قد جاؤوا “سياحة” مع توفرهم على المطلوب ماليا، دون السماح لهم بمغادرة مطار القاهرة إلى الأراضي المصرية.
يذكر أن المبادرة المدنية التي تنطلق من 32 دولة إلى القاهرة المصرية في مسار جوي يوم 12 يونيو، ومنها إلى العريش، ثم رفح، من أجل “كسر الحصار، ووقف العدوان، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات للمكلومين في غزة”، والعودة إلى المغرب يوم الـ20 من الشهر نفسه، يؤدّي متطوّعوها كل المصاريف من مداخيلهم الشخصية.
وعمّمت السلطات المصرية “الضوابط التنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة”، قائلة: “ترحب جمهورية مصر العربية بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية، والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وتؤكد في هذا الصدد استمرار مصر في العمل على كافة المستويات لإنهاء العدوان على القطاع، والكارثة الإنسانية التي لحقت بأكثر من مليونين من الأشقاء الفلسطينيين”.
وتابعت السلطات في بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء: “في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح)، خلال الفترة الأخيرة، للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات، وأن السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة، وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات، إلى وزارة الخارجية، علما أنه سبق وأن تم ترتيب العديد من الزيارات لوفود أجنبية، سواء حكومية أو من منظمات حقوقية غير حكومية”.
يذكر أن هسبريس سبق أن نقلت إقدام المشرفين على المسيرة من طرف “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” على طلب عقد لقاء مع السفير، وتوجّهوا إلى السفارة ثلاث مرات الأسبوع الماضي دون تمكينهم من اللقاء، وأخبروا بأن الجديد سيُتواصل معهم حوله عبر الهاتف. وهو ما لم يتمّ بعد. ووضّح مشرفون أنهم لم يقدّموا طلب التأشيرة العادية؛ لأن “التأشيرة السياحية تسمح بالدخول إلى المناطق السياحية، لا المناطق الأمنية، مثل رفح (…) تجنبا لدخول المشاركين في صراع مع السلطات المصرية”.
كما أن من بين ما تأسف عليه مدافعون مغاربة عن القضية الفلسطينية، حؤول العوائق الحدودية المغاربية دون “الانخراط الكلي في مسيرة غزة عبر المسار البري” وفق ما ذكرت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، التي باركت “مسيرة غزة”؛ لكونها “شكلاً من أشكال التضامن الشعبي والإنساني من أجل كسر الحصار الجائر، والتصدّي للعدوان المتواصل، والسعي إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المُحاصَر”، مع تأسف الهيئة المغربية المطالبة بإسقاط التطبيع مع إسرائيل لـ “عدم تمكّنها من الانخراط الكلّي في المسار البرّي الذي يشارك فيه إخوتنا من بلدان المغرب الكبير، بسبب العوائق الجغرافية والحدودية القائمة مع أشقائنا في الجزائر، التي حالت دون تنظيم قافلة مغربية تنضمُّ إلى المسيرة البرية المنطلقة من تونس عبر ليبيا باتجاه معبر رفح”.
تعليقات