قبل سقوط الأسد.. إسرائيل تكشف عن غارة لتدمير مصنع صواريخ تحت الأرض بعمق سوريا

القاهرة (خاص عن مصر)- في ليلة الثامن من سبتمبر، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية واحدة من أكثر العمليات جرأة في تاريخها.

شرع فريق من 100 من قوات الكوماندوز من وحدة القوات الخاصة شالداج في مهمة سرية لتدمير موقع تصنيع صواريخ تحت الأرض ممول من إيران في منطقة مصياف غرب سوريا، على بعد 125 ميلاً من الحدود الشمالية لإسرائيل.

وفقا لما نشرته تليجراف، تحت جنح الظلام، حملت أربع مروحيات الجنود عبر البحر الأبيض المتوسط، وحلقت على ارتفاعات منخفضة لتجنب اكتشافهم بواسطة الرادارات والدفاعات الجوية السورية.

وفي الوقت نفسه، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية وسفن الصواريخ البحرية والطائرات بدون طيار وابلًا من الضربات لدعم العملية.

إسرائيل تدمير مصنع صواريخ تحت الأرض بعمق سوريا – تليجراف

استهداف “المشروع الرائد” الإيراني

كان الهدف الأساسي، الذي أطلق عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي الاسم الرمزي “الطبقة العميقة”، منشأة تحت الأرض تقع على عمق 70 إلى 130 مترًا تحت جبل.

صُمم الموقع لإنتاج مئات الصواريخ الموجهة بدقة سنويًا، وكان يمثل أصلًا استراتيجيًا في جهود إيران لتعزيز قدرات حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وبينما لم يكن يعمل بكامل طاقته وقت الغارة، فقد بدأ المرفق بالفعل في تصنيع محركات الصواريخ وكان في المراحل النهائية من الاستعداد.

ووفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان المجمع يتميز بخطوط تجميع متقدمة وبنية تحتية ثقيلة، مما يجعله محصنًا تقريبًا ضد القصف الجوي.

قوات إسرائيل – تليجراف

التسلل والقتال والتدمير

بدأت العملية بقتال عنيف، حيث هبطت القوات الخاصة تحت عاصفة من إطلاق النار الانفجارات، وتم قتل حوالي 30 جنديًا وحارسًا سوريًا قبل اقتحام القوات للمجمع.

وفي الداخل، اكتشفوا ممرات مترامية الأطراف وجدران أسمنتية محصنة ومعدات بما في ذلك الخلاطات الكوكبية ومحركات الصواريخ وآلات الإنتاج.

التقطت لقطات كاميرا الجسم التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنود وهم يتنقلون في المنشأة المتاهة، ويجمعون المعلومات الاستخباراتية بشكل منهجي.

وبمجرد تأمين المنطقة، قام الفريق بتركيب 300 كيلوجرام من المتفجرات لتدمير الموقع.

أثناء إجلائهم، تم تفجير العبوات الناسفة، مما أدى إلى إطلاق انفجار هائل يعادل قنبلة تزن طنًا واحدًا، مما يشير إلى الانتهاء الناجح للمهمة التي استغرقت ثلاث ساعات.

مسار العملية – تليجراف

نجاح جهود استمرت سبع سنوات

لقد تضمنت العملية، التي استغرقت سبع سنوات في الإعداد، تخطيطًا وتنسيقًا مكثفين.

وقد نشرت 21 طائرة مقاتلة و14 طائرة نقل وخمس طائرات بدون طيار وست طائرات هليكوبتر، مما أظهر التخطيط اللوجستي والتكتيكي لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وعلى الرغم من تعقيدها، انتهت المهمة دون أي خسائر إسرائيلية.

اقرأ أيضا.. تسجيلات لمشتبه به في هجوم نيو أورليانز تكشف آراءه الدينية المتطرفة ودوافعه

الأهمية الاستراتيجية وإشادة نتنياهو بتدمير صواريخ سوريا

أشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالغارة باعتبارها واحدة من أهم الإجراءات الوقائية التي اتخذتها إسرائيل.

وقال نتنياهو: “كانت هذه واحدة من أهم العمليات التي أجريناها ضد المحور الإيراني. إنها تشهد على جرأتنا وتصميمنا على التصرف حيثما كان ذلك ضروريًا للدفاع عن أنفسنا”.

قوات النخبة الإسرائيلية – تليجراف

التداعيات على الاستقرار الإقليمي

تؤكد العملية على التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران وحزب الله، من خلال استهداف البنية الأساسية الرئيسية في سلسلة توريد الأسلحة الإيرانية، ترسل إسرائيل إشارة واضحة حول التزامها بتحييد التهديدات.

إسرائيل تدمر صواريخ سوريا وإيران

من المرجح أن يؤدي تدمير منشأة “الطبقة العميقة” إلى تعطيل جهود إنتاج الصواريخ الإيرانية بشكل كبير، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى إثارة المزيد من الأعمال العدائية الإقليمية.

تعكس هذه المهمة استراتيجية إسرائيل الأوسع نطاقًا للحفاظ على الأمن الإقليمي ومنع الخصوم من تحقيق تقدم عسكري استراتيجي.

وعلى هذا النحو، فإن عملية الثامن من سبتمبر لا تسلط الضوء على القدرات العسكرية لإسرائيل فحسب، بل وأيضًا على استعدادها لاتخاذ إجراءات حاسمة في مواجهة التهديدات المتزايدة.