هجوم حاد على راشد الماجد بعد طرح أغنيته الجديدة: اتهامات بـ”سرقة الألحان” والاعتماد على الذكاء الاصطناعي تصاعدت موجة الهجوم الحاد على راشد الماجد خلال الأيام الأخيرة، بعد طرح أحدث أعماله الغنائية، التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية والجماهيرية على حد سواء.

تعود أسباب هذا الجدل إلى اتهامات تتعلق باستخدام الماجد تقنيات الذكاء الاصطناعي في جزء من التوزيع والأداء الصوتي، إلى جانب إعادة تقديم ألحان قديمة نسبت لملحنين جدد دون الإشارة إلى أصحابها الأصليين، مما اعتبره نقاد ومتابعون “سطوًا فنيًا” يتكرر من راشد منذ سنوات طويلة.
انتقادات هجوم حاد على راشد الماجد
في الوقت الذي احتفى فيه البعض باللمسة التقنية في الأغنية، معتبرين أن استخدام الذكاء الاصطناعي بات سمةً من سمات العصر الرقمي وتطور الصناعة الموسيقية، شن آخرون هجومًا حادًا على راشد الماجد، متهمين إياه بالإضرار بالهوية الفنية للأغنية الخليجية وتهميش حقوق الرواد الذين ساهموا في إثراء التراث الغنائي.
وأكد عدد من النقاد أن اللجوء المفرط للتقنية، خاصة في الصوت والتوزيع، يسلب العمل “روحه الإنسانية”، وهو ما يناقض الأسلوب الفني الأصيل الذي عُرف به راشد منذ انطلاقته في الثمانينيات.
عبدالرحمن الناصر: راشد يعيد استغلال الموروث الشعبي دون وجه حق
وكان الناقد السعودي المعروف “عبدالرحمن الناصر” من أبرز من وجهوا هجومًا لاذعًا إلى الفنان راشد الماجد، إذ أشار في تصريحات صحفية إلى أن الماجد “عاد إلى هوايته في استغلال الموروث الشعبي، والاستيلاء على جهود المبدعين الأوائل دون الاعتراف بمصدرها الأصلي”.
وقال الناصر إن ألبوم راشد الجديد يتضمن أغنية “يا قلبي”، التي استُخدم فيها لحن قديم جدًا للفنان الراحل عبدالله الصريخ بعنوان “سافر بأمان الله”، مؤكدًا أن النغمة والمقامات المستخدمة تطابق النسخة الأصلية، في حين سُجّلت الأغنية الجديدة باسم الملحن البحريني أحمد الهرمي، الذي لم يسبق له تقديم هذا اللون من الألحان الشعبية.
تاريخ من الاتهامات.. هل هو “تقدير للفن الشعبي” أم “سطو متكرر”؟
لا يُعد الهجوم الحاد على راشد الماجد هذه المرة الأول من نوعه، إذ شهدت مسيرته سلسلة من الانتقادات السابقة بشأن نسبته ألحانًا تراثية إلى الفلكلور، رغم معرفة الجمهور والمهتمين بمصدرها الحقيقي.
فعلى سبيل المثال، أعاد راشد تقديم أغنية “البارحة يوم الخلايق”، ونسبها إلى الفلكلور، رغم كونها من ألحان الراحل بشير حمد شنان.
كما قدم في بداية التسعينيات أغنية “ابشر من عيوني”، وهي في الأصل للفنان فهد بن سعيد، دون أي إشارة إلى مصدرها أو صاحبها، مستغلًا اعتزال بن سعيد آنذاك.
وفي عام 2005، تكررت الواقعة في ألبوم “الحل الصعب”، حين قدم أغنية “يا سلام ويا سلام الله” دون الإشارة إلى أن صاحبها هو الفنان حمد الطيار، الذي قال في تصريح لجريدة “الرياض”: “استولى على أغنيتي المشهورة، وبدلًا من نسبها لي، كتب عليها أنها من الفلكلور، وهذا أمر لا يُغتفر.”
وأضاف الطيار أن الفلكلور هو العمل المجهول المصدر، بينما هذه الأغنية معروفة الشاعر والملحن والمغني، معتبرًا ما فعله راشد “تجنٍ على الحقيقة”.
الذكاء الاصطناعي.. بين الإبداع والتجريد من المعنى
لم تقتصر الانتقادات على قضايا الألحان فقط، بل شملت أيضًا تجربة راشد الماجد الجديدة في إدماج الذكاء الاصطناعي، خاصة في التوزيع الموسيقي والمؤثرات الصوتية، وهو ما اعتبره بعض المتخصصين “خطوة محفوفة بالمخاطر”.
وأشار عدد من النقاد إلى أن الاعتماد المفرط على التقنية، دون مبرر فني حقيقي، قد يؤدي إلى تجريد الأغنية من عمقها الإنساني، و”تفريغها من الشعور والصدق الذي يميز الأداء البشري عن الآلة”.
من يدافع عن الماجد؟
في المقابل، لم يخلُ المشهد من أصوات داعمة للمطرب الشهير، إذ يرى بعض النقاد أن راشد يملك الجرأة على خوض تجارب جديدة في زمن باتت فيه الأغنية الخليجية مهددة بالجمود والتكرار.
واعتبر البعض أن الاستعانة بالتقنيات الحديثة لا تعني بالضرورة تهميش الموروث أو التغاضي عن قيمته، بل يمكن النظر إليها كأداة تطوير، شرط احترام حقوق الفنانين السابقين وذكر مصادر الألحان بوضوح.
هل تنتهي القصة أم تتكرر؟
تتكرر الأسئلة مع كل هجوم حاد على راشد الماجد: هل هو فنان مجدد يُحسن توظيف التراث في عمل فني معاصر؟ أم هو “مستفيد” من غياب التوثيق الرسمي، يوظف الألحان القديمة ليصنع لنفسه مجدًا جديدًا دون إشارة للرواد؟
ما بين اتهامات “السرقة الفنية” والدفاع عن حرية الإبداع، يظل راشد الماجد في قلب عاصفة نقدية، قد تمثل جرس إنذار مهم للفنانين الشباب، حول ضرورة الالتزام بالشفافية والأمانة الفنية، في زمن لم يعد الجمهور فيه متسامحًا مع الغموض أو التجاوزات.
في الختام..
يبدو أن الهجوم الحاد على راشد الماجد لن يهدأ قريبًا، ما لم يصدر توضيحًا رسميًا حول الأغاني المثيرة للجدل، أو يعلن عن نهج واضح يحترم به حقوق الفنانين السابقين ويضع حدًا للجدل المستمر.
وبين تطور التكنولوجيا ومخاطر النسيان، تبقى الأغنية الخليجية في مفترق طرق، تنتظر من يحفظ تراثها ويقودها إلى المستقبل دون أن تتخلى عن ماضيها.
تعليقات