كتبت :أسماء محمود
ضحكات بريئة بين جنبات الزراعات والأشجار، وابتسامات مشرقة تحلم بحياة أفضل ومستقبل مشرق لزهور صغيرة تستيقظ في الصباح الباكر؛ للذهاب إلى الحقول والمدارس يعّبرون بروح الأمل على جسور غير أمنة تحمل في باطنها نهاية حزينة، بصوت صرخات الألم ودموع الفزع فى لحظة فارقة بين مرح الحياة ومأساة النهاية.
أطفال القرى يواجهون كابوس العبور على جذوع النخيل
يواجة أهالي بعض القرى فى الريف بمحافظة المنيا خطر العبور على جسور غير أمنة منها مايكون بجذوع النخيل ومنها جسور قديمة متهالكة فوق المصارف والترع.
حادث سقوط أم وأبناءها بسقف ترعة بقرية برمشا
وأثارت حادثة اليوم، التي وقعت بقرية برمشا بمحافظة المنيا، هذه المأساة التي تتكرر كثيرا فى العديد من القرى، حيث يضطر الكثير الأطفال وكبار السن وذوي الهمم للعبور على جسور وكباري قديمة مهددة بالسقوط وغير أمنة، حيث لقت طفلة مصرعها اليوم وأصيبت والدتها وأختها بسبب سقوط سقف ترعة متهالك بشكل مفاجئ، ما أدى لوفاة الطفلة، إلا أن العناية الإلهية أنقذت والدتها وأختها.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لحظة سقوط الأم وأبنائها، وسط حزن وصدمة كبيرة بين المواطنين الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال.
كباري من جذوع النخيل معاناة للأطفال وكبار السن
وتكررت مثل تلك الحوادث فى كثير من القري، حيث يضطر الأهالي لعمل كباري من جذوع النخيل لمساعدة الأهالي للعبور من على تلك المصارف والترع والتي تمثل خطورة على الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يتعرضون لخطر السقوط من فوق هذه الجسور المكونة من جذوع النخيل.
الوحدة المحلية تقوم بإزالة جسر جذوع النخيل بقرية المقربية بقوص حفاظا على الأرواح
ويضطر الأهالي لمد جذوع النخيل لاختصار المسافات فى أحيانا كثيرة وعدم قدرتهم للمشي للكباري المجاورة.
وفى هذا السياق، نتذكر الفيديو والصور المتداولة التي تظهر عبور تلاميذ قرية المقربية بمركز قوص بقنا، وقد قامت الوحدة القروية بإزالة هذا الكوبري حفاظا على أرواح التلاميذ.
وقال أحد أهالي القرية، لـ «الحرية»، إن في المكان الواقعة كان يوجد كوبري، وبعد تبطين الترع تم إزالة هذا الكوبري وقاموا بوضع جذوع النخيل تقريبا للمسافة على الأهالي للعبور للناحية المقابلة، ولكن ما حدث كان كابوسا هدد التلاميذ، ما دفع الأهالي لإعادة إنشاء كوبري فى هذا المكان تخفيفا على الأهالي.
تلاميذ قرية عرب القداديح يواجهون خطر الغرق والوحدة المحلية تستجيب
وفي محافظة اسيوط، قامت الوحدة المحلية لمركز أبنوب بالاستجابة للأهالي الذين اشتكوا من وجود كوبري بجذع نخل يهدد تلاميذ 3 عزب بقرية عرب القداديح التابعة لمركز أبنوب فى محافظة أسيوط، حيث كانوا يستخدمونه في عبور الترعة للوصول إلى مدرستهم «لتلا» للتعليم الأساسى، التابعة لقرية عرب العوامر فى رحلة يومية محفوفة بالمخاطر ذهابا وإيابا، ما تسبب فى وقوع عدة حوادث سقوط وغرق فى المكان.
معاناة الأهالي فى المرور على جذوع النخيل
وكان تلاميذ المدارس وأهالى عرب القداديح والعزب التابعة لها يعبرون يوميا ليتوجهوا إلى المدرسة فى قرية عرب العوامر، والتي تفصل بينهما ترعة عمقها 4 أمتار ولا يوجد أمامهم طريق آخر سوى العبور من فوق جذع النخلة الملاصق لماسورة مياه.
معاناة الأهالي على حافة جسور غير أمنه
وكان الأهالي ينتظرون منذ الفجر على الطريق لمراقبة التلاميذ أثناء الذهاب للمدرسة، وأثناء عودتهم، خوفا من سقوط أحدهم فى ترعة قنبر التى يصل عمقها إلى ٤ أمتار، وتمر أمام المدرسة وتفصل بين 3 عزب، ولا يوجد أي مكان يصل بين المدرسة وباقى العزب سوى جذع النخلة الموجود منذ سنوات طويلة.
الأهالي أكدوا أن هذه الترعة شهدت سقوط الأطفال أكثر من مرة، وتم إنقاذهم فى اللحظات الأخيرة، مؤكدين أن بعض الآباء يضطرون لحمل أطفالهم والعبور بهم على الجذع خوفا من سقوطهم.
وقد طالب الأهالي بحل المشكلة حتى لا تقع كوارث ويسقط الأطفال فى هذة الترعة، مطالبين بإنشاء كوبري أو جسر للمشاة على الترعة حتى يربط ثلاث عزب هى: عزبة قنبر وعزبة جمعة وعزبة عليج حفاظًا على أرواح المواطنين، خاصة تلاميذ المدارس».
بناء كوبري مؤقت بالجهود الذاتية ووضع الكوبري فى الخطة العاجلة
واستجاب رئيس مركز ومدينة أبنوب على الفور وأكد، أنه يتم عمل كوبرى مشاة آمن بشكل مؤقت بالجهود الذاتية حماية للأطفال والأهالى، وسيبدأ التنفيذ فيه فورا، مع إدراج مشروع لعمل كوبرى فى الخطة القادمة 2025- 2026 على ترعة قنبر التى تتوسط ٣ عزب، فى إطار التعاون بين المحافظة والإدارة المركزية للرى والموارد المائية، وسيكون مكانه أمام مدرسة لتلا للتعليم الأساسى ليكون مسلكا لعبور طلبة المدارس والمواطنين.
اهالي قرية جويد يطالبون بتجديد الكوبري
وطالب محمد جمال من قرية جويد بمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، بإحلال وتجديد كوبري قرية جويد والذي يمر على مصرف المحيط؛ لأنه قديم ويمثل خطرا على الأهالي، خاصة أنه يمر عليه موتسكلات وسيارات ربع نقل ثقيلة.
ناقوس خطر مستمر
وتكرر تلك المشاهد فى كثير من القرى، والتي تمثل ناقوس خطر مستمر بحدوث كوارث وحوادث غرق بسبب تلك الكباري الصغيرة الغير أمنة العابرة للترع والمصارف.
تعليقات