«ضع روحك على يدك وامشِ».. إسرائيل تقتل فاطمة حسونة وتكتب نهاية جديدة لفيلمها قبل عرضه في مهرجان كان (القصة كاملة)

«ضع روحك على يدك وامشِ».. إسرائيل تقتل فاطمة حسونة وتكتب نهاية جديدة لفيلمها قبل عرضه في مهرجان كان (القصة كاملة)

قُتلت المصورة الصحفية فاطمة حسونة، البالغة من العمر 25 عامًا، في غارة صاروخية إسرائيلية على غزة.

قُتلت حسونة مباشرةً بعد علمها باختيار فيلمها “ضع روحك على يدك وامشِ” للقسم المُوازي من مهرجان كان السينمائي، و”ضع روحك على يدك وامشِ” هو فيلم وثائقي يصفه صنَّاعه بأنه تحقيق معمق في جرائم ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء في قطاع غزة.

ويسعى الفيلم، من خلال شهادات وصور ومقاطع فيديو، إلى توثيق روايات حول عمليات قتل وإصابة واستهداف مدنيين فلسطينيين خلال الصراعات والتوغلات الإسرائيلية في القطاع.

وقد أثار الفيلم، منذ عرضه، جدلاً واسعًا وجاء قتل فاطمة حسونة ليعطي دليلا جديدا على مصداقية كل الأحداث في الفيلم، ويتحدث الفيلم عن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين ومنتجة الفيلم نفسها لقيت حتفها على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي ويبدو أن جيس الاحتلال أصر على كتابة نهاية جديدة للفيلم قبل عرضه في مهرجان كان السينمائي.

المصورة الصحفية فاطمة حسونةالمصورة الصحفية فاطمة حسونة
المصورة الصحفية فاطمة حسونة

توثيق لضحايا مدنيين وشهادات مؤثرة

يعتمد الفيلم بشكل أساسي على شهادات حية لناجين وأهالي ضحايا فلسطينيين، يروون تفاصيل الأحداث التي تعرضوا لها أو شهدوها.

ويزعم الفيلم أنه يقدم أدلة بصرية، من صور ومقاطع فيديو، تُظهر حجم الدمار والإصابات التي لحقت بالمدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، ويسعى صناع الفيلم من خلال هذه الشهادات المؤثرة إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في قطاع غزة وتوجيه اتهامات مباشرة للجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.


تركيز على استهداف الفئات الأكثر ضعفًا

يُولي الفيلم اهتمامًا خاصًا لتأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأطفال والنساء في غزة، باعتبارهم الفئات الأكثر ضعفًا وتضررًا في النزاعات المسلحة، ويوثق الفيلم حالات محددة لأطفال ونساء قتلوا أو أصيبوا نتيجة القصف أو العمليات البرية، ويسعى إلى تقديم رواية إنسانية للضحايا وتأثير العنف على حياتهم ومستقبلهم.

ردود فعل إسرائيلية ودولية متباينة

قوبل الفيلم بردود فعل متباينة على الصعيدين الإسرائيلي والدولي، فبينما تبنته بعض المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام التي تنتقد السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ووصفته بأنه وثيقة مهمة تكشف الحقائق، رفضته حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشدة، واعتبرته فيلمًا دعائيًا متحيزًا يهدف إلى تشويه صورة الجيش الإسرائيلي وتجاهل التهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل من قطاع غزة. ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الذي كتب كلمة النهاية في الفيلم بأن قتل المصورة التي صورت أحداثه، فقد أسفرت غارة صاروخية إسرائيلية على غزة يوم الأربعاء عن مقتل مصورة صحفية فلسطينية ظهرت في فيلم وثائقي كان من المقرر عرضه لأول مرة في مهرجان كان الفرنسي في مايو.

ولقيت الصحفية فاطمة حسونة، البالغة من العمر 25 عامًا، والمعروفة بتصويرها للضحايا المدنيين جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية، لقيت حتفها في منزلها مع عدد من أفراد عائلتها المقربين.

حسونة هي آخر صحفية فلسطينية تُقتل منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام. ردًا على الغارات الجوية الأخيرة، أصدر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، بيانًا جاء فيه: “يواصل الصحفيون الفلسطينيون القيام بعملهم البطولي، ويدفعون ثمنًا باهظًا؛ فقد قُتل 170 منهم حتى الآن”، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 209 صحفيين قُتلوا في غزة أثناء تأدية عملهم أو في منازلهم.


في العام الماضي، استخدم الحاضرون في مهرجان كان السينمائي السجادة الحمراء للإدلاء ببيان حول الحرب بين إسرائيل وحماس، وصُوّرت الممثلة ليلى بختي وهي ترتدي دبوسًا بألوان العلم الفلسطيني في طريقها إلى عرض فيلم “فوريوسا: ملحمة ماكس المجنون”، وارتدت لورا بلاجمان – كادار، إحدى الناجيات من مذبحة السابع من أكتوبر، وشاحًا كُتب عليه “أعيدوهم إلى ديارهم” فوق فستان أصفر يحمل صور الرهائن الذين اختطفتهم حماس.

وأصدرت منظمة ACID، المنظمة المسؤولة عن مهرجان الأفلام المستقلة الذي يضم فيلمي “ضع روحك على يدك” و”امشِ”، بيانًا يوم الخميس عبّرت فيه عن تجربتها مع حسونة خلال عملية التقييم: “كانت ابتسامتها ساحرة كإصرارها: تشهد على ما جرى، وتصوّر غزة، وتوزّع الطعام رغم القنابل والحزن والجوع”.

وأضافت أن وفاة حسونة تُبرز أهمية وصول الفيلم الوثائقي إلى الجمهور الواسع، قائلةً: “هذا فيلم مختلف عن الفيلم الذي سنعرضه وندعمه ونعرضه في كل دار عرض، بدءًا من مهرجان كان”.

. .f64g

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *