تقنية الإنجيل.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة؟

تقنية الإنجيل.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة؟

تحدثت تقارير صحفية أمريكية عن استخدام إسرائيل لتقنيات تكنولوجية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في حربها على غزة.

ومنذ قرابة 15 شهرا، تشن إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد قرابة 50 ألف فلسطيني وإصابة آلاف آخرين.

تقرير أمريكي يفضح إسرائيل

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الجيش الإسرائيلي اعتمد بشكل مكثف على تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال حربه الأخيرة على غزة.

ووصفت الصحيفة الأمريكية هذا النهج بأنه “مصنع ذكاء اصطناعي” يستخدم لتحديد الأهداف بشكل يومي، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد الضحايا الفلسطينيين.

حادث تسمم كاد يقتله.. هل تعرض بشار الأسد لمحاولة اغتيال في موسكو؟

وقال التقرير إنه بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، أمطرت قوات الدفاع الإسرائيلية غزة بالقنابل، مستفيدةً من قاعدة بيانات جُمعت بعناية على مر السنين، توضح عناوين المنازل والأنفاق والبنية التحتية الأخرى الحيوية لحماس.

ولكن بعد نفاد بنك الأهداف، وللحفاظ على وتيرة الحرب، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى أداة ذكاء اصطناعي معقدة تُسمى هبسورا أو ‘الإنجيل’، التي كانت قادرة على توليد مئات الأهداف الإضافية.

154 ألف شهيد وجريح

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، كشفت في إحصاء أن الحرب أودت بحياة نحو 154 ألف شخص بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في غزة.

تقنية الانجيل

وبحسب الصحيفة فإن أبرز التقنيات التي استخدمتها إسرائيل كان نظام “هبسورا” المعروف أيضًا بـ”الإنجيل”، وهو أداة متطورة تعتمد على مئات الخوارزميات التنبؤية لتحليل كميات هائلة من البيانات.

ويجمع النظام معلومات من اتصالات تم اعتراضها، ولقطات أقمار صناعية، ومنصات التواصل الاجتماعي، ويستخلص إحداثيات دقيقة للأنفاق، والصواريخ، والبنية التحتية التي يُزعم أنها تخص فصائل المقاومة الفلسطينية.

الرئيس يتحدى الاعتقال.. ماذا ستفعل كوريا الجنوبية مع المعزول يول؟

وبحسب التقرير بدأ تطوير الإنجيل عام 2020 بقيادة وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، التي تُعتبر العصب المركزي لمنظومة التجسس الإلكتروني في إسرائيل.

تأثير  استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في حرب غزة

ذكرت واشنطن بوست إلى أن الجيش الإسرائيلي، بعد نفاد بنك الأهداف التقليدي، لجأ إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد مئات الأهداف الإضافية، مما سمح باستمرار العمليات العسكرية دون انقطاع.

ووفق التقرير فقد أثار هذا النهج جدلاً داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث شكك بعض الضباط في جودة المعلومات الاستخباراتية ومدى دقة التوصيات الناتجة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأثار استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب انتقادات حادة من جهات داخل الجيش الإسرائيلي وخارجه.

وأكد تقرير الصحيفة أن الجيش رفع نسبة الضحايا المدنيين المقبولة مقارنة بالحروب السابقة.
ففي عام 2014، كانت النسبة مدنيًا واحدًا لكل هدف عالي المستوى، لكنها ارتفعت في الحرب الأخيرة إلى 15 مدنيًا لكل عضو منخفض المستوى من حماس، و20 مدنيًا لأهداف أعلى.

كما كشفت مراجعات داخلية أن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة العربية كانت تعاني من عيوب كبيرة، مما أثر على دقة قرارات استهداف الأهداف.

تداعيات دولية

تزامنًا مع هذه التقارير، رفعت جنوب إفريقيا تهمًا بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مما يعكس اهتمامًا عالميًا متزايدًا بدور الذكاء الاصطناعي في الحروب.

وأشار خبراء إلى أن هذه القضية قد تُسرِّع النقاش الدولي حول المخاطر الأخلاقية لتوظيف التكنولوجيا في النزاعات المسلحة.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.