نهج ثوري لعلاج السرطان.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية

القاهرة (خاص عن مصر)- في إنجاز رائد، كشف العلماء في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) عن تقنية جديدة يمكن أن تغير مشهد علاج السرطان.

ووفقا لتقرير نشره موقع ساينس ديلي، فعلى عكس العلاجات التقليدية التي تعتمد على تدمير الخلايا السرطانية، يركز هذا النهج الرائد على تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا طبيعية، مما قد يؤدي إلى القضاء على الآثار الجانبية الشائعة وتكرار الإصابة المرتبطة بالعلاجات الحالية.

تحول في نماذج علاج السرطان

يقدم البحث، الذي قاده البروفيسور كوانج هيون تشو من قسم الهندسة البيولوجية والدماغية، انحرافًا جذريًا عن الفهم التقليدي لعلاج السرطان.

تهدف العلاجات التقليدية، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، عادةً إلى قتل الخلايا السرطانية، لكنها غالبًا ما تؤدي إلى آثار جانبية شديدة، وفي بعض الحالات، مقاومة تسمح للسرطان بالعودة.

مع ذلك، يتخذ هذا النهج الجديد مسارًا مختلفًا: بدلاً من التركيز على التدمير، فإنه يعمل على إعادة الخلايا السرطانية إلى حالة طبيعية وصحية.

وفي معرض حديثه عن حجم هذا الاكتشاف، قال البروفيسور تشو: “إن حقيقة إمكانية تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا طبيعية مرة أخرى تشكل ظاهرة مذهلة، وتثبت هذه الدراسة أن مثل هذا التحول يمكن أن يحدث بشكل منهجي”.

اقرأ أيضا.. هجرة الإسرائيليين تتضاعف عام 2024.. مخاوف بشأن رحيل العقول

دور النمذجة الحاسوبية في هذا الاكتشاف

إن جوهر هذا الابتكار هو استخدام تقنيات حاسوبية متقدمة، فقد قام فريق البحث ببناء “توأم رقمي” لشبكة الجينات المسؤولة عن التمايز الخلوي الطبيعي.

من خلال محاكاة التفاعلات الجينية المعقدة التي تحكم نمو الخلايا، حددوا مفاتيح جزيئية رئيسية قادرة على تحويل خلايا سرطان القولون إلى خلايا تشبه خلايا القولون الطبيعية.

ومن خلال التجارب الجزيئية والدراسات الخلوية والتجارب على الحيوانات، أكد الفريق أن هذه المفاتيح يمكن أن تحفز بالفعل التحول المرغوب فيه لخلايا السرطان.

لا يقدم هذا النهج الجديد منظورًا جديدًا لعلاج السرطان فحسب، بل يحمل أيضًا إمكانية تطبيقه على أنواع مختلفة من السرطان، مما يجعله أداة متعددة الاستخدامات في علم الأورام.

وعد العلاج العكسي للسرطان

إن الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف عميقة، فمن خلال تحويل التركيز من القضاء على الخلايا السرطانية إلى إعادتها إلى حالة طبيعية، تعالج هذه الطريقة قضيتين مهمتين تؤرقان علاجات السرطان التقليدية: الآثار الجانبية الشديدة وخطر تكرار المرض.

يؤكد البروفيسور تشو، “يقدم هذا البحث مفهومًا جديدًا للعلاج العكسي للسرطان من خلال إعادة الخلايا السرطانية إلى خلايا طبيعية، كما يطور تقنية أساسية لتحديد أهداف عودة السرطان من خلال التحليل المنهجي لمسارات التمايز الخلوي الطبيعية”.

يمكن أن يمهد هذا الاختراق الطريق أمام فئة جديدة من علاجات السرطان التي تقلل من الأضرار الجانبية للخلايا السليمة مع تقليل فرص عودة السرطان بعد العلاج.

إمكانات لتطبيقات أوسع في علاج السرطان

بينما ركزت الدراسة على سرطان القولون، فإن المنهجية التي طورها فريق KAIST لا تقتصر على نوع واحد من السرطان، من خلال تطبيق تقنية التوأم الرقمي على شبكات الجينات لأنواع مختلفة من السرطان، يهدف الباحثون إلى تحديد مفاتيح جزيئية مماثلة يمكن أن تحفز العودة في أنواع مختلفة من السرطان.

يمكن أن يؤدي هذا إلى مجموعة واسعة من علاجات السرطان الأكثر أمانًا وفعالية.

وقد حظي البحث بالفعل باهتمام المجتمع العلمي والصناعة على حد سواء، وتم نقل النتائج إلى شركة BioRevert Inc.، حيث ستعمل الشركة على تطوير المزيد من التطبيقات العملية لعلاجات عكس السرطان.

أفق جديد لعلاج السرطان

مع استمرار تطور أبحاث السرطان، يمثل هذا الاختراق تحولاً نموذجيًا في كيفية تعاملنا مع المرض، ولم يعد التركيز منصبًا فقط على قتل الخلايا السرطانية ولكن على فهم الآليات الجينية التي تحرك التحولات السرطانية والتلاعب بها.

قد يؤدي هذا إلى مستقبل حيث يكون علاج السرطان أقل تدخلاً وأكثر تخصيصًا وأكثر نجاحًا في نهاية المطاف في منع تكرار المرض.

إن عمل البروفيسور تشو وفريقه، بدعم من وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمؤسسة الوطنية للبحوث في كوريا، يفتح إمكانيات جديدة لعلاج السرطان، مما يوفر الأمل في مستقبل حيث يمكن عكس السرطان بدلاً من علاجه ببساطة.

خطوة رائدة نحو مستقبل خالٍ من السرطان

يمثل تطوير هذه التكنولوجيا معلمًا مهمًا في المعركة الجارية ضد السرطان، من خلال إعادة التفكير في الطريقة التي نعالج بها الخلايا السرطانية والتركيز على إرجاعها إلى حالتها الأصلية بدلاً من تدميرها، قدم باحثو المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا اتجاهًا جديدًا لعلاج السرطان.

مع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، فإنها تحمل القدرة على إحداث ثورة في كيفية مكافحة السرطان، مما يمنحنا الأمل في علاجات أفضل وأكثر أمانًا وفعالية في المستقبل القريب.