ثروة مصرية.. زراعة عيش الغراب تنتشر في المحافظات والأرباح خيالية

ثروة مصرية.. زراعة عيش الغراب تنتشر في المحافظات والأرباح خيالية

في مصر ثروات كبيرة قد لا يعرف عنها البعض شيئًا، لكنها تكون في كثير من الأحيان مصدر لأرباح خيالية، ووسيلة لكسب مزيد من الأموال، ومن بينها زراعة عيش الغراب.

زراعة عيش الغراب أو كما يطلق عليه دائمًا “المشروم” أحد تلك الثروات التي قد لا يلتفت إليها البعض رغم أهميتها الكبيرة، وزراعتها المنتشرة في مساحات كبيرة من الأراضي.

زراعة عيش الغراب في مصر

التوسع في زراعة عيش الغراب في مصر

زراعة عيش الغراب في مصر تُعتبر من المشاريع الزراعية الناجحة والمربحة، وعلى الرغم من عدم توافر إحصائيات دقيقة حول المساحات المزروعة به، إلا أن العديد من المزارعين والشباب بدأوا في تبني هذا المشروع نظرًا لتكاليفه المنخفضة وعوائده المجزية.

اقرأ أيضًا: فاكهة الآلام.. مصر تتوسع في زراعة الباشون فروت بعد بدء تصديره

ومن أشهر الأنواع التي يتم زراعتها في مصر الأويستر وهو سهل الزراعة وسريع النمو، ويحتاج درجة حرارة معتدلة بين 20-28 درجة مئوية، البورتوبيللو وهو أكبر حجمًا ومطلوب في المطاعم الفاخرة، والشيتاكي  وهو مميز في الأسواق الصحية لاحتوائه على فوائد طبية عالية.

مزايا زراعة عيش الغراب

مزايا عديدة لزراعة عيش الغراب

تتمتع زراعة عيش الغراب بالعديد من المميزات ومن بينها التكلفة المنخفضة، دورة الإنتاج القصيرة، الإنتاج يبدأ خلال 3-4 أسابيع، فضلاً عن الطلب المرتفع عليه في الأسواق المحلية والعالمية، بالإضافة على سهولة التسويق باعتباره من المنتجات المطلوبة في كل المطاعم، السوبر ماركت، وشركات الطعام الصحي.

اقرأ أيضًا: الكيلو بـ 500 جنيه.. مصر تتوسع في زراعة الجوافة الحمراء

من جانبها أوضحت د. هبه حنفي الباحثة في قسم الزراعات المحمية بمركز البحوث الزراعية، أن عيش الغراب منتج غذائي غني بالبروتين، حيث إنه يشكل 50% من وزنه الجاف مع انخفاض الكربوهيدرات والدهون، وأشارت إلى أن هناك متطلبات لضمان نجاح وفاعلية زراعة عيش الغراب ومنها الأكياس البلاستيكية لإنشاء أكياس تحتوي على الخليط الذي يحتاجه الفطر للنمو، غرفة مجهزة حيث يفضل أن تكون الغرفة مجهزة خصيصًا مع درجة حرارة ورطوبة محكومة بشكل جيد يمكن أن تحتاج إلى نظام تهوية لضمان تداول الهواء بشكل جيد.

ومن أهم المستلزمات أيضًا الإضاءة المناسبة، حيث يحتاج المشروم إلى إضاءة لتحفيز عملية التفاعل الضوئي، يمكن استخدام مصابيح خاصة بطيف ضوء معين لتلبية احتياجات النمو، و جهاز ضبط الرطوبة والحموضة حيث يمكن أن يكون جهاز قياس الرطوبة والحموضة مهمًا لمراقبة الظروف البيئية، لأن الفطر يحتاج إلى رطوبة محددة لضمان نموه الصحيح، والحموضة يمكن أن تؤثر على جودة المحصول، وأخيراً نوع عيش الغراب حيث يحدد معدلات الإنتاجية.

26 ألف نوع من المشروم

أنواع عديدة من عيش الغراب

وأشار تقرير صادر عن قطاع الإرشاد الزراعية، إلى أن هناك 26 ألف نوع تم تعريفهم على مستوى العالم من عيش الغراب منهم ما يؤكل ومنهم السام، والسام يتدرج من مذاقه السيئ إلى شديد السمية، كما أن هناك 150 نوعا يؤكل، ولكن كل ما يُزرع في مصر هو 15 نوعًا فقط.

اقرأ أيضًا: مصر تزرع «ملكة الفواكه».. تجارب أولية لزراعة المانجوستين والمؤشرات مبشرة

وأضاف التقرير أن نسبة كبيرة من عيش الغراب، تم توجيهها للاستفادة منها بشكل تصنيعي، وبخاصة في مجال الصناعات الدوائية، حيث إن بعض الأنواع منها تحتوي على نسبة كبيرة من المواد المُخدرة.

أهمية عيش الغراب الاقتصادية

مكاسب كبيرة من زراعة عيش الغراب

وأضاف التقرير أن هناك العديد من المزايا الاقتصادية لزراعة عيش الغراب وذلك على النحو التالي:

– القيمة الغذائية: المشروم غني بالقيمة الغذائية، كما أنه مصدر جيد للبروتينات، والألياف، والفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية الضرورية.

– الزراعة والتصدير: يتم زراعة المشروم بشكل تجاري في العديد من البلدان، حيث تعتبر زراعة المشروم مصدرًا مهمًا للعمل وتوفر فرص عمل في المجالات المتعلقة بالزراعة والتصنيع والتوزيع، بالإضافة إلى ذلك يتم تصديره ىلى العديد من الأسواق العالمية، مما يعزز الصادرات ويحسن الرصيد التجاري للبلدان المنتجة.

– الصناعات الجانبية: يتم استخدام المشروم في العديد من الصناعات الجانبية مثل صناعة الأعلاف الحيوانية والأسمدة العضوية، ما يساهم في تحسين الاستدامة الزراعية وتقليل النفايات.

تأسيس مزارع صغار المزارعين

من جانبه أكد المهندس نبيل فتح الله، سكرتير عام للجمعية المصرية لمنتجي عيش الغراب، أن من مزايا تأسيس هذا المشروع بالنسبة لصغار المستثمرين، عدم وجود سقف حيث يمكن الاكتفاء بتأسيس غرفة صغيرة، لا تتعدى مساحتها التسعة أمتار، كما أن تأسيس المشروع يتراوح بين 1000 إلى 5000 جنيه كبداية، وهي التكلفة اللازمة لتوفير التقاوي والمطهرات والبيئة المناسبة لإكثار وإنتاج ثمار عيش الغراب.

اقرأ أيضًا: للتوسع في التصدير.. خطة لزيادة زراعة الكتان في مصر

وأشار إلى المتر الواحد يستوعب ما بين 2 إلى 4 كجم من التقاوي، وبحسبة بسيط فإن الغرفة التي تصل مساحتها إلى 9 أمتار، ستحتاج من 18 إلى 36 كجم، أي ما يُعادل 540 أو 1080 جنيها “سعر كيلو التقاوي تقريبًا 30 جنيها، بينما يتسع الفارق حال تأسيس المشروعات الكبرى، التي يناسبها نفس شروط تأسيس عنابر تربية الدواجن، وتختلف دراسة الجدوى هنا تبعًا للمساحة.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.