القاهرة (خاص عن مصر)- أثار تقرير للأم المتحدة مخاوف بشأن آثار هجمات إسرائيل على مستشفيات غزة والمرافق الطبية، ووصفتها بأنها جرائم حرب.
بحسب تقرير الجارديان، ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن نظام الرعاية الصحية في غزة يقترب من “الانهيار التام”، والذي تفاقم بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية، وقتل العاملين في المجال الطبي، ونقص الإمدادات الأساسية.
الرعاية الصحية تحت الحصار
أدان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الهجمات، ووصفها بأنها “تجاهل صارخ للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”. وأكد تورك أن المستشفيات، التي كانت تقليديًا ملاذًا للمرضى والجرحى، أصبحت بدلاً من ذلك “فخاخ موت” وسط الصراع المستمر.
وذكر التقرير نمطًا ثابتًا من الضربات الصاروخية والحصار ونيران القناصة التي تستهدف المستشفيات والمناطق المحيطة بها، مع عواقب مدمرة على المرضى والطاقم الطبي والنازحين داخليًا الذين يسعون إلى اللجوء.
كانت المرافق الرئيسية مثل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة ومستشفى الأمل في الجنوب من بين ست حالات رمزية تم توثيقها.
ادعاءات جرائم الحرب
أكد تقرير الأمم المتحدة أن القانون الإنساني الدولي يحمي صراحة العاملين والمرافق الطبية، ويفرض الرعاية للجرحى والمرضى، بما في ذلك المدنيين وغير المقاتلين. وأي استهداف متعمد للمستشفيات، شريطة عدم استخدامها لأغراض عسكرية، يمكن أن يشكل جرائم حرب.
وفي حين برر الجيش الإسرائيلي أفعاله بزعم أن الجماعات المسلحة، بما في ذلك حماس، تستخدم المستشفيات كمراكز قيادة، وجد مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات “غامضة”. وذكر التقرير 136 غارة على 27 مستشفى و12 منشأة طبية أخرى بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024.
اقرأ أيضًا: اضطراب في سوق القهوة والنفط والسلع الأساسية.. رؤى رئيسية لعام 2025
العواقب الإنسانية لانهيار المرافق الطبية
أدى تدمير 80٪ من البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة إلى وفيات كان من الممكن الوقاية منها، بما في ذلك وفيات الأمهات والمواليد الجدد. وقد أدت تكتيكات الحصار المستخدمة أثناء الهجمات إلى تفاقم الأزمة، وقطع الوصول إلى الإمدادات الطبية الأساسية وعزل المرضى والموظفين.
وقد أثار احتجاز مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، في معسكر اعتقال سدي تيمان انتقادات واسعة النطاق، كما حدث مع الأمر الأخير بإغلاق المستشفى بالكامل.
روايات متباينة
نفت إسرائيل باستمرار ارتكاب جرائم حرب، مؤكدة أن جيشها يتخذ تدابير مكثفة للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين والاضطرابات.
يقال إن هذه التدابير تشمل تقديم المساعدات، وطرق الإخلاء، وإنشاء المستشفيات الميدانية. ومع ذلك، أشار تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن العمليات الإسرائيلية ضد المستشفيات غالبًا ما تنطوي على حصار مطول واستهداف دقيق، مما أثار تساؤلات حول الالتزام بالقانون الدولي.
إدانة عالمية لاعتداءات إسرائيل علي المرافق الطبية
انتقد رئيس منظمة الصحة العالمية وهيئات دولية أخرى استهداف المستشفيات، مؤكدين على الحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية البنية التحتية الطبية والعاملين فيها.
في الوقت نفسه، أكدت السلطات الصحية في غزة إجلاء 45 مريضًا في حالة حرجة وعائلاتهم إلى الإمارات العربية المتحدة لتلقي العلاج، وهي فترة راحة صغيرة وسط الأزمة المستمرة.
نظام رعاية صحية على حافة الهاوية
في حين يواجه نظام الرعاية الصحية في غزة تدميرًا غير مسبوق، فإن تقرير الأمم المتحدة بمثابة تذكير صارخ بالتكلفة البشرية للصراع والحاجة الملحة إلى دعم المبادئ الإنسانية الدولية.
تسلط النتائج الضوء ليس فقط على التأثير الفوري على الخدمات الطبية ولكن أيضًا على العواقب طويلة الأجل على السكان الذين يعانون بالفعل من صعوبات هائلة.
تعليقات