ومن البرد ما قتل.. أطفال غزة يواجهون نوعا جديدا من الموت

ومن البرد ما قتل.. أطفال غزة يواجهون نوعا جديدا من الموت

مضت أكثر من 14 شهرا على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي واجه فيها الفلسطينيون حرب إبادة شنتها إسرائيل تجاه الأطفال والنساء والمدنيين بشكل عام ما أسفر وفق تقارير عن استشهاد قرابة 50 ألف نسمة.

خلال شهور الخراب الطويلة عاني الفلسطينيون من أنواع مختلفة من الموت الذي لم يكن قاصرا على الرصاص الإسرائيلي أو فصف المنازل وهدم المدارس والمستشفيات على رؤوس النازحين.

ظهور قاتل جديد في غزة

مع دخول الشتاء، ظهر القاتل الجديد في قطاع غزة الذي لم يرحم طفلا رضيعا أو أمراة ثكلى أو شيخ أقعده المرض، ففي  خيام مهترئة ممزقة، لا تدفع بردا ولا تمنع مطرا ، يواجه الأطفال في قطاع غزة نوعًا من الموت الجديد يضاف إلى سلسلة من الموت الذي يعيشونه خلال حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي عتمة الليل، يتلصص ذلك البرد القارس ليأخذ ضحاياه، وينهش أجسادهم الصغيرة التي زاد من ضعفها وهزالها فقدانهم المأوى الدافئ والغطاء الكافي في مخيمات النزوح التي تفتقر إلى أدنى مستويات المعيشة.

12 يوما بين الوفاة والجنازة.. ماذا ينتظر جثمان جيمي كارتر قبل الدفن؟

وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وصل عدد الأطفال الذين توفوا نتيجة البرد القارس في قطاع غزة إلى 6 أطفال حديثي الولادة، حيث كان أحدثهم الرضيع علي البطران، وهو توأم الطفل الذي فارق الحياة -الأحد الماضي- ويبلغ من العمر شهرا واحدا، استشهد الاثنين نتيجة انخفاض درجات الحرارة والبرد الشديد.

اقرأ أيضا: بعد هروبه.. مؤسسة دولية تمنح بشار الأسد لقب شخصية العام

 

تفاعل نشطاء التواصل الاجتماعي مع ضحايا البرد في غزة

وأثارت واقعة استشهاد أطفال غزة بسبب البرد في خيام النازحين نتيجة انعدام وسائل التدفئة حالة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي.

اتهامات بعدم الشفافية.. هل تخفي إسرائيل حقيقة إصابة نتنياهو بـ السرطان؟

وعلق بعض النشطاء أنه لم يكن في مخيلة أحد أن البرد يميت مثل النار، لافتا إلى أن أطفال غزة يتجمدون الآن من شدة البرد حتى الموت في الخيام، مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد الرياح التي تؤدي إلى تطاير الخيام، تاركة النازحين في العراء في منتصف الليل.

ناشطة تكشف المأساة

وبحسب ناشطة فلسطينية فإن الأهالي لا ينامون الليل وهم يتفقدون أطفالهم من شدة البرد في الخيام والأطفال أنفسهم أصبحوا مرعوبين من فكرة الموت بسبب البرد.

وتابعت : أصبح الموت من البرد هاجسي الذي يستهلك ما تبقى مني. أتحسس صغاري كل حين، والداي، تتملكني رجفة غير مبررة كلما رأيت صغيرًا بالشارع دون غطاء يحميه من هذا الغول الجديد”.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.