مهن ستختفي بالكامل.. الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة الوظائف

مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في قطاعات الأعمال المختلفة، بدأت بعض الشركات، لا سيما المؤسسات الكبرى، في استبدال العمالة البشرية بالتقنيات الذكية.

وعلى الرغم أن هذا التحول لم يترك بصمته الكاملة على سوق العمل حتى الآن، إلا أن هناك تحذيرات جادة من أن هذه التقنيات قد تستحوذ على نسبة كبيرة من الوظائف خلال السنوات القليلة المقبلة، مما يثير جدلاً واسعًا حول مستقبل القوى العاملة.


في قلب هذا الجدل، يبرز تصريح مثير للرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك (Anthropic)، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، داريو أمودي، الذي حذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على ما يصل إلى 50% من جميع الوظائف المكتبية.

تحذيرات أنثروبيك: بطالة جماعية وشيكة؟

في مقابلة مع «أكسيوس» (Axios)، لم يكتفِ داريو أمودي بالتحذير من فقدان نصف الوظائف المكتبية، بل أضاف أن هذا الفقدان قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات البطالة، لتصل إلى 20% خلال السنوات الخمس المقبلة.

ويُعبر أمودي عن رأيه هذا انطلاقًا من إيمانه بأن شركات الذكاء الاصطناعي تتحمل مسؤولية أخلاقية في دق ناقوس الخطر بشأن الموجة القادمة من البطالة المتوقعة.

ويشير إلى أن الحكومات وشركات الذكاء الاصطناعي الأخرى لا تأخذ الأمر على محمل الجد الكافي، ولا تُوعي الجمهور بالمشاكل المحتملة التي قد يسببها الذكاء الاصطناعي.


ويدعو أمودي إلى التوقف عن «تجميل» الواقع القادم، موضحًا أن الإلغاء الجماعي المحتمل للوظائف سيطال قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا، المالية، القانون، الاستشارات، وغيرها من المهن المكتبية، مع تركيز خاص على الوظائف المبتدئة.

وعلى الرغم من إقراره بأن الذكاء الاصطناعي سيحقق فوائد هائلة، مثل علاج الأمراض والاكتشافات الطبية، بالإضافة إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي، إلا أن أمودي يؤكد أن الجوانب السلبية لا تُعالج بالسرعة المطلوبة، وفقًا لتصريحاته لـ«أكسيوس».

مارك كوبان يخالف الرأي: الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة

في المقابل، يختلف الملياردير الأمريكي مارك كوبان مع رأي أمودي، حيث كتب في مدونة له على منصة «بلو سكاي» (Bluesky): «يجب على أحدهم تذكير الرئيس التنفيذي بأنه في وقت ما، كان هناك أكثر من مليوني سكرتير، وكان هناك أيضًا موظفون منفصلون يؤدون مهام الإملاء المكتبي».

كانت هذه هي بداية عمليات استبدال الموظفين ذوي الياقات البيضاء. الذكاء الاصطناعي يساهم في إنشاء شركات جديدة ووظائف جديدة، مما سيزيد من إجمالي التوظيف.


وبينما لم يخاطب أمودي كوبان مباشرةً، إلا أنه أشار في مقابلته إلى المشككين في الذكاء الاصطناعي الذين يعتقدون أن شركات الذكاء الاصطناعي تُبالغ في تقدير قدرات منتجاتها من خلال هذه السيناريوهات المتشائمة التي تزيد من البطالة .

الذكاء الاصطناعيالذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

تجربة كلارنا: التسرع في استبدال البشر

في سياق متصل، بدأت بعض الشركات تدرك أنها ربما تسرعت في استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي.

ففي العام الماضي، بدأت شركة «كلارنا» (Klarna)، المتخصصة في تقديم خدمات «اشترِ الآن وادفع لاحقًا»، باستبدال ممثلي خدمة العملاء البشريين بالذكاء الاصطناعي مما يزيد من البطالة.

لكن هذا الشهر فقط، أعلنت الشركة أنها ارتكبت خطأً وتتطلع إلى إعادة توظيف قوتها العاملة البشرية، مما يشير إلى أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعمالة البشرية قد يتطلب نهجًا أكثر توازنًا وتدرجًا. 

. .fnjp

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *