تصدر اسم الفنان الكبير محمد منير مؤشرات البحث خلال الساعات الماضية، بعد تداول مقطع فيديو مؤثر يوثق لحظة بكاءه على خشبة المسرح أثناء حفله في الإسكندرية عام 2022، في مشهد أعاد الجمهور إلى واحدة من أصدق اللحظات الفنية في حياة الكينج.

الفيديو، رغم أنه يعود لعامين ماضيين، أثار عاصفة من المشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر محمد منير وهو يؤدي أغنيته الشهيرة “أنا بعشق البحر”، لكنه لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء وسط تفاعل جماهيري كبير.
هذه اللقطة المؤثرة لم تكن عابرة، بل أعادت تسليط الضوء على الجانب الإنساني العميق في شخصية الكينج.
بكاء من القلب: القصة الكاملة خلف دموع محمد منير
لم تكن دموع محمد منير على المسرح مجرد لحظة انفعالية، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن الألم والحزن لفقدان صديق عمره وعازف العود الألماني “رومان بونكا”، الذي توفي قبل موعد الحفل بيوم واحد.
هذا الارتباط الفني والإنساني بين منير وبونكا، والذي امتد لعقود، ترك أثرًا بالغًا في قلب الكينج، تجلى في لحظة الغناء حين وصل إلى كوبليه “ضاع فيه الصديق”، فلم يستطع مقاومة الدموع.
المقطع الذي أعيد تداوله عبر منصات التواصل المختلفة، أشعل مشاعر المحبين، وعلق البعض قائلين:
“دموعك غالية علينا يا كينج”،
“محمد منير مش بس فنان، ده إنسان حقيقي”،
“الكبير كبير.. منير مدرسة لوحده”.
الجمهور يظنه حديثًا.. ولكن الحنين أقوى
ما يلفت الانتباه أن شريحة كبيرة من المتابعين ظنّت أن الفيديو حديث، بسبب قوة المشاعر التي تضمنها، وتفاعل الجمهور الحيّ مع الأداء.
ولكن الحقيقة أن الحفل أقيم في عام 2022، بمدينة الإسكندرية، بعد غياب دام عشر سنوات عن الغناء هناك.
ويبدو أن الحنين لأجواء الحفل، وصدق المشاعر، أعادا الحياة لهذا المقطع وكأنه بُث لأول مرة.
محمد منير يتصدر التريند مجددًا
مع إعادة تداول الفيديو، عاد اسم محمد منير ليتصدر محركات البحث، لا سيما على “جوجل”، في دلالة على تأثيره العابر للزمن، وحضوره الطاغي رغم مرور السنوات.
منير، الذي بدأ مسيرته في سبعينيات القرن الماضي، لا يزال يحتفظ بقاعدة جماهيرية واسعة تمتد من جيل الآباء إلى الأبناء، ويُعد من أبرز رموز الأغنية المصرية الحديثة ذات الجذور النوبية والهوية المتفردة.
ألبوم جديد يلوح في الأفق: الكينج لا يتوقف عن العطاء
بالتوازي مع هذا الزخم العاطفي، يستعد محمد منير لإطلاق ألبوم غنائي جديد خلال الفترة المقبلة.
الألبوم يضم مجموعة من الأعمال التي تحمل توقيع شعراء بارزين، مثل هالة زيات ومصطفى حدوتة، بالإضافة إلى ألحان من كبار الملحنين، بينهم أحمد زعيم وعزيز الشافعي، ما يعكس رغبة الكينج في التجديد المستمر دون التفريط في الجودة.
توزيع موسيقي مميز.. وصيف غنائي مرتقب
العمل على الألبوم لم يتوقف عند الكلمات والألحان، بل امتد إلى التوزيع الموسيقي، حيث يشارك فيه كل من عمرو عبد الفتاح وأسامة الهندي، بينما يتولى أمير محروس مهمة “الميكس والماستر”.
وتشير الخطة إلى طرح الأغاني بشكل متتالٍ خلال الصيف المقبل، ما يُبشر بصيف فني مميز ينتظره عشاق منير بشغف.
تعاون جديد مع روتانا: فصل جديد في المسيرة الفنية
في خطوة جديدة ومهمة، وقع محمد منير مؤخرًا عقدًا فنيًا مع شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، بحضور الأستاذ سالم الهندي، الرئيس التنفيذي لروتانا، وأسامة رشدي، المدير التنفيذي للشئون الفنية بالقاهرة.
ومن المنتظر أن يشهد هذا التعاون إنتاج أعمال فنية تليق بتاريخ منير الطويل ومكانته الراسخة في قلوب الجمهور العربي.
محمد منير: فنان بدرجة إنسان
ليس غريبًا أن يثير محمد منير كل هذا التفاعل في كل مرة يظهر فيها، سواء عبر أغنية جديدة، أو موقف إنساني على المسرح.
فقد اعتاد جمهوره على فنه الصادق، وصوته الذي يحمل وجدان مصر، وتجاربه التي تجمع بين الفن والمعاناة والفرح والحزن.
دعاء فاروق تكشف كواليس خاصة
الإعلامية دعاء فاروق كانت من بين الشخصيات التي نشرت صورًا من زيارتها الأخيرة للكينج في منزله، مؤكدة عبر منشوراتها على “فيسبوك” و”إنستغرام” أن منير يتمتع بصحة جيدة وروح معنوية مرتفعة، ووصفت اللقاء بأنه من أجمل لحظاتها، مشيرة إلى دفء الحديث، وذكريات الزمن الجميل التي جمعتهما.
أسطورة مستمرة
في وقت تتغير فيه الأذواق وتتبدل الوجوه على الساحة الفنية، يظل محمد منير ثابتًا كرمز لا يُنسى، يُعبر عن الهوية المصرية الأصيلة، ويتحدث إلى الروح قبل الأذن.
وما حدث مؤخرًا هو فقط تذكير بأن الفن الحقيقي لا يموت، وأن الدموع التي ذرفها الكينج منذ عامين، لا تزال قادرة على تحريك القلوب بعد مرور الزمن.
تعليقات