إسرائيل تتلاعب بورقة السياحة.. خطة جديدة لخنق مصر اقتصاديا وتمهيدٌ لتهجير غزة

تقرير / صابر جمعه سكر

أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بيانًا حديثًا حذّر فيه رعاياه من السفر إلى شبه جزيرة سيناء، بدعوى مخاوف من عمليات إرهابية وشيكة.


التحذير، الذي جاء في توقيت بالغ الحساسية، أثار تساؤلات حول أبعاده الحقيقية، خاصة في ظل تطورات مُتسارعة تشهدها غزة والمنطقة.

في تصريح خاص لموقع «الحرية»، أكّد العميد حاتم عاطف، المحلل السياسي والعسكري، أن الهدف الحقيقي من هذا التحذير هو ضرب السياحة المصرية، لا سيما في سيناء، مشيرًا إلى أن السياحة الإسرائيلية رغم أنها غير أساسية اقتصاديًا، إلا أن استهدافها يمثّل جزءًا من خطة أوسع لخنق مصر اقتصاديًا.

وأوضح أن إسرائيل لا تجرؤ على مواجهة مصر عسكريًا، إدراكًا منها لقوة الجيش المصري الذي يحتل المرتبة الـ12 عالميًا، وقوّاته البحرية في المركز السادس.

كما شدّد على جاهزية القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأي سيناريو، مستشهدًا بقوله: «اللي عايز يجرب. يقرب».


هدنة أمريكية أم خدعة جديدة؟

بالتوازي، طرحت الإدارة الأمريكية خطةً لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، تتضمن إفراج حماس عن 10 أسرى إسرائيليين «5 أحياء و5 جثث» في اليوم الأول، ثم تكرار العملية في اليوم السابع.

ووفقًا للتقارير، تمتلك الحركة حاليًا 99 أسيرًا، بينهم 20 على قيد الحياة، في المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 1001 أسير فلسطيني، منهم 125 محكومًا بالمؤبد.

ورغم ما يبدو من توازن ظاهري في الصفقة، يظل السؤال الجوهري مطروحًا: ماذا بعد الـ60 يومًا؟ هل تعود الحرب؟ أم يُستأنف مخطط التهجير الجماعي؟

السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، دانيال شابيرو، كتب أن «كافة المؤشرات تؤكد أن التهجير واقع لا محالة، والحرب تمضي نحو تنفيذ هذا المخطط تدريجيًا».


وأضاف أن إسرائيل تسيطر على 75% من أراضي غزة، وتحاصر 1.7 مليون فلسطيني في منطقة المواصي قرب محور «ميراج»، وسط كارثة إنسانية وفوضى في توزيع المساعدات.

التهجير… بأيدٍ عربية؟

اللواء يحيى الأزهري، الخبير الأمني والاستراتيجي، اعتبر أن الأخطر من العدوان ذاته هو تورط بعض الأنظمة العربية في التمهيد لتهجير الفلسطينيين.

وكشفت مصادر عن عرضٍ قدّمه حميدتي، قائد قوات الدعم السريع في السودان، للإدارة الأمريكية والإسرائيلية، لاستقبال لاجئين فلسطينيين مقابل الاعتراف بشرعية سلطته.

في السياق ذاته، أثارت أنباء عن تسليم المخابرات السورية مذكرات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى تل أبيب موجة استياء وغضب واسع، حيث كانت هذه الوثائق تُعد من رموز الإرث الوطني المقاوم، ما اعتبره مراقبون تخليًا صريحًا عن الموقف القومي.

غزة… مسبحة انفرطت والعرب صامتون

تشير الوقائع إلى أن مشروع التهجير قائم ومتصاعد، في ظل غياب الإرادة السياسية الدولية، وانقسام الصف الرسمي وتبقى إسرائيل وأمريكا تمضيان في التنفيذ بلا رادع.


العميد معوض العيسوي لخّص المشهد بعبارة مؤلمة: «غزة كمن يسبّح بمسبحة انقطع خيطها… حباتها تناثرت على الأرض، ولن يستطيع أحد جمعها كما كانت»، ومع ذلك، تبقى مصر هي طوق النجاة الأخير. فإذا ما اتحد العرب خلف قيادتها وجيشها، فقد يكون بالإمكان إنقاذ ما تبقى من الكرامة والسيادة والأرض.

. .uu3q

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *