القاهرة (خاص عن مصر)- أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد لوزير الخارجية السوري المعين حديثا أسعد حسن الشيباني بشأن تصاعد العنف الذي يستهدف الأقليات في سوريا.
وفقا لتقرير موقع أكسيوس، تشير التقارير إلى أن المسلحين ارتكبوا أعمال انتقام وترهيب، مما أثار مخاوف من المزيد من زعزعة الاستقرار مع خروج سوريا من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد و13 عاما من الحرب الأهلية.
خلف سقوط نظام الأسد وراءه مشهدا ممزقا من الفصائل المسلحة والمظالم التي لم تحل، وأكد مسؤول أمريكي كبير أن الأعمال الانتقامية العنيفة من قبل المسلحين المرتبطين بالتحالف المتمرد المنتصر، وخاصة تلك التي تستهدف العلويين والأكراد والدروز، قد تعرقل الجهود الرامية إلى استقرار الدولة التي مزقتها الحرب.
دور هيئة تحرير الشام في المرحلة الانتقالية في سوريا
يقود أحمد الشرع، المعروف أيضًا باسم أبو محمد الجولاني، الحكومة الانتقالية بصفته حاكمها الفعلي ورئيس هيئة تحرير الشام، وهي جماعة إسلامية سنية ذات تاريخ مثير للجدل.
في حين كانت هيئة تحرير الشام تابعة سابقًا لتنظيم القاعدة، فقد قدم الشرع الجماعة على أنها أكثر اعتدالًا في السنوات الأخيرة، ساعيًا إلى الحصول على الدعم الغربي وتخفيف العقوبات.
انخرطت الولايات المتحدة بحذر مع الإدارة الجديدة، بما في ذلك اجتماع تاريخي أبلغ فيه المسؤولون الشرع بإلغاء مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأسه.
ومع ذلك، تواجه الحكومة الانتقالية تحديات متزايدة، كما يتضح من الاشتباكات الأخيرة في طرطوس، وهي مدينة ذات أغلبية علوية.
أدت هذه الحوادث العنيفة، التي أسفرت عن مقتل العديد من ضباط الشرطة والمسلحين، إلى زيادة المخاوف بين الأقليات بشأن سلامتهم في ظل الإدارة الجديدة.
اقرأ أيضا.. الانتخابات في سوريا.. أحمد الشرع يحدد جدولًا زمنيًا للانتقال الديمقراطي
انتشرت مقاطع فيديو عن انتهاكات مزعومة على الإنترنت
لقد عملت وسائل التواصل الاجتماعي على تضخيم المخاوف، مع ظهور مقاطع فيديو يُزعم أنها تُظهر مسلحين وقوات أمن تابعة لهيئة تحرير الشام وهم يشاركون في أعمال إذلال وعنف ضد رجال علويين.
في حين حصلت أكسيوس على العديد من مقاطع الفيديو هذه، إلا أن صحتها لا تزال غير مؤكدة، وقد أقر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بمعرفته بهذه التقارير وأكد على أهمية معالجتها لمنع المزيد من الاضطرابات.
خلال اجتماع في دمشق، حث المبعوث الأمريكي دانييل روبنشتاين، وزير الخارجية السوري الشيباني على اتخاذ إجراءات فورية ضد مثل هذه الحوادث.
وأصر الشيباني على أن معظم الانتهاكات ارتكبتها مجموعات مسلحة غير تابعة، وليس هيئة تحرير الشام. وأكد لروبنشتاين أن الجهود جارية لتفكيك الميليشيات ودمجها في جيش سوري موحد لاستعادة النظام.
تحديات الشمولية والحكم
أحد الشروط الرئيسية للاعتراف الدولي بالحكومة السورية الجديدة هو الشمولية، في حين أجرى الشرع عدة تعيينات رفيعة المستوى في الإدارة الانتقالية، يزعم المنتقدون أن هذه المناصب ذهبت إلى حد كبير إلى حلفائه المقربين من إدلب، معقل هيئة تحرير الشام.
في مقابلة حديثة مع العربية، دافع الشرع عن هذه التعيينات باعتبارها تدابير مؤقتة، مؤكداً على الحاجة الملحة لإعادة بناء هياكل الحكم، كما حدد خططاً لحوار وطني لتشكيل حكومة تكنوقراطية بحلول شهر مارس، خالية من التحيزات السياسية أو الطائفية.
ومع ذلك، أثار اقتراحه بأن صياغة دستور جديد قد تستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات وأن الانتخابات قد لا تجري لمدة أربع سنوات الشكوك.
الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب
تظل الولايات المتحدة حذرة في حوارها مع هيئة تحرير الشام، ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية المناقشات بأنها “مثمرة” لكنه أكد أن احترام حقوق الإنسان، وخاصة للأقليات والنساء، يشكل أولوية غير قابلة للتفاوض.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “نعتقد أن هيئة تحرير الشام يجب أن تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين”، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستراقب عن كثب ما إذا كانت تصرفات المجموعة تتوافق مع ضماناتها.
وبينما تمر سوريا بهذه المرحلة الانتقالية المحورية، فإن المخاطر عالية، وبدون اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماية الأقليات والحد من العنف، فإن السلام الهش قد ينهار، مما يغرق البلاد في صراع متجدد.
تعليقات