أثارت الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها بإطلالة اعتُبرت جريئة خلال مشاركتها في مهرجان الجونة السينمائي لعام 2021.
الصور التي تم تداولها بكثافة على “السوشيال ميديا”، أثارت مقارنة مباشرة مع فستان الفنانة رانيا يوسف الشهير، المعروف بـ”فستان البطانة”، وهو ما فتح الباب أمام انتقادات لاذعة ومواقف دفاعية.

لكن ريا أبي راشد، المعروفة باتزانها وهدوئها في التعامل مع الأزمات الإعلامية، لم تلتزم الصمت، بل سارعت إلى توضيح الموقف في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، حيث قالت: “الناس قارنت فستاني بـ رانيا يوسف، هي حرة في لبسها، بس أنا مكنش نيتي أظهر بالشكل ده. الريد كاربت كان فيها هواء وإضاءة عالية، والفستان مكنش كدة لما ارتديته في الفندق”.

هل وقعت ريا ضحية زوايا الكاميرا؟
تصريحات ريا أبي راشد أعادت إلى السطح قضية قديمة وحديثة في آن واحد، وهي مدى تأثير الإضاءة وزوايا التصوير على مظهر الإطلالات النسائية في الفعاليات الفنية.
فكثيرًا ما تكون النية مختلفة تمامًا عما يظهر في الصورة النهائية، وهو ما أقرّت به ريا بشكل صريح، نافية تمامًا محاولتها تقليد أي فنانة أخرى أو جذب الانتباه بطريقة مقصودة.
ومع ذلك، لم يشفع التوضيح لبعض المتابعين الذين اعتبروا الإطلالة “غير لائقة”، في حين دافع عنها عدد آخر معتبرين أن ريا أبي راشد تملك حرية اختيار ملابسها دون محاكمة مجتمعية متسرعة.
هل أصبحت السجادة الحمراء محكمة للفنانات؟
ما تعرّضت له ريا أبي راشد ليس حالة استثنائية.
السجادة الحمراء في المهرجانات الفنية تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة محاكمة جماهيرية مفتوحة، خاصة للفنانات والإعلاميات.
وبين من يعتبر أن هذه الانتقادات مبنية على قيم مجتمعية يجب احترامها، وآخرين يرون أنها تقييد لحرية الفرد، يبقى السؤال قائمًا: إلى أي مدى يجب أن تُقَيَّم الإطلالات ضمن حدود الفن أو الأخلاق؟
أسماء فنية في مرمى الانتقادات
لم تكن ريا أبي راشد وحدها في مرمى الانتقادات، فقد سبقتها فنانات كثيرات أثارت إطلالاتهن زوابع مشابهة:
أسماء جلال ظهرت بفستان أحمر شفاف من تصميم توني ورد، بلغت قيمته أكثر من 300 ألف جنيه، وتعرضت لانتقادات لاذعة أدت إلى إغلاقها لحسابها الرسمي على إنستغرام.

ياسمين صبري لا تغيب عن هذه القائمة، بإطلالات تعتبر دائمًا مثيرة للجدل، أبرزها الفستان الصيفي القصير الذي ارتدته في إحدى المناسبات ولاقى ردود فعل واسعة.

إنجي المقدم أيضًا واجهت انتقادات بسبب ارتدائها لفستان بلون مشابه للون بشرتها، ما أثار تساؤلات حول الذوق العام وحدود الجرأة في المناسبات الرسمية.

ريا أبي راشد.. مسيرة إعلامية لامعة لا تتأثر بالعواصف
بعيدًا عن الجدل الأخير، تظل ريا أبي راشد واحدة من أنجح الشخصيات الإعلامية في العالم العربي.
وبدأت مسيرتها في بيروت كصحفية، قبل أن تنتقل إلى المملكة المتحدة عام 1999، لتحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد، ثم ماجستير في السينما، وأخيرًا ماجستير في الصحافة والإذاعة من جامعة وستمنستر في لندن.
منذ عام 2010، تألقت ريا أبي راشد في تقديم برنامج المواهب الشهير “Arab’s Got Talent”، إلى جانب مغني الراب السعودي قصي خضر. كما تميّزت بتقديم برنامج “سكووب”، الذي استضاف أبرز نجوم هوليوود وقدمت فيه تغطيات حصرية لفعاليات عالمية كبرى.
تجيد ريا خمس لغات: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والإسبانية، ما يجعلها وجهًا مثاليًا للتغطية الإعلامية الدولية. وقد استطاعت عبر مسيرتها أن تبني جسرًا متينًا بين الجمهور العربي والسينما العالمية.
فستان واحد لا يُلغي تاريخًا كاملاً
في ظل تصاعد الانتقادات، لا بد من الإشارة إلى أن تجربة ريا أبي راشد الإعلامية وسيرتها الذاتية الحافلة بالإنجازات لا يمكن أن تختزل في فستان على السجادة الحمراء، مهما كانت زاوية الكاميرا أو شدة الإضاءة.
فالمرأة التي حاورت ألمع نجوم العالم، من براد بيت إلى أنجلينا جولي، ومن ليوناردو دي كابريو إلى ريهانا، لا يمكن أن تُختزل في مشهد أو صورة عابرة.
السوشيال ميديا.. محاكمة بدون قاضٍ
ما حدث مع ريا أبي راشد يكشف مرة أخرى كيف تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة حكم فوري، لا تراعي السياق ولا تمنح فرصة للشرح أو الدفاع.
فالمستخدمون يملكون قرار الإعجاب أو الانتقاد دون قيود، بينما الشخصيات العامة تبقى معرضة دائمًا للسهام من كل اتجاه.
تعليقات