برلين تتهم إيلون ماسك بمحاولة التأثير على الانتخابات الألمانية

برلين تتهم إيلون ماسك بمحاولة التأثير على الانتخابات الألمانية

القاهرة (خاص عن مصر)– اتهمت ألمانيا إيلون ماسك بمحاولة التأثير على الانتخابات الألمانية الفيدرالية في البلاد من خلال تأييده علنًا لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.

وفقا لتقرير الجارديان، صرحت كريستيان هوفمان، المتحدثة باسم الحكومة، خلال إفادة إعلامية، “إن إيلون ماسك يحاول بالفعل التأثير على الانتخابات الفيدرالية”، وأكدت هوفمان على حق ماسك في حرية التعبير، لكنها قالت: “حرية الرأي تغطي أيضًا أعظم الهراء”.

أثارت أنشطة ماسك الأخيرة، بما في ذلك مقاله في صحيفة ألمانية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقادات حادة من مختلف أطياف السياسة في ألمانيا.

يُتهم رجل الأعمال الملياردير، الذي سبق أن وصف المستشار أولاف شولتز بأنه “أحمق” على X، منصته للتواصل الاجتماعي، بالتدخل المزعج في أكبر اقتصاد في أوروبا.

دعم حزب البديل من أجل ألمانيا وتعليقات مثيرة للجدل

في مقالته لصحيفة فيلت أم سونتاغ الألمانية، حذر ماسك من الانحدار الاقتصادي والثقافي المفترض في ألمانيا، ودافع عن حزب البديل من أجل ألمانيا ضد اتهامات التطرف.

كما أشاد بالسياسات الاقتصادية للحزب، وخاصة فيما يتعلق بالتنظيم والضرائب، وتضمنت منشوراته السابقة مشاركة مقطع فيديو للمؤثرة اليمينية الألمانية نعومي سيبت، تنتقد فيه المرشح المحافظ فريدريش ميرز وتشيد بالرئيس الأرجنتيني “الأناركي الرأسمالي” خافيير ميلي.

أدى نشر المقال إلى ردود فعل عنيفة داخلية، حيث استقالت إيفا ماري كوجل، محررة قسم الرأي في الصحيفة، احتجاجًا. وقد أدى تأييد ماسك لحزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تصنفه السلطات الفيدرالية كحزب متطرف مشتبه به، إلى تأجيج الاتهامات بالتدخل في الديمقراطية الألمانية.

اقرأ أيضا.. رغم تفاوضه على كامب ديفيد.. كارتر: إسرائيل انتهكت حقوق الإنسان في فلسطين

زعماء سياسيون يدينون تدخل ماسك

كانت ردود الفعل من الزعماء السياسيين في جميع أنحاء ألمانيا سريعة وقاسية، في وقت سابق، وصف وزير الصحة كارل لاوترباخ تصرفات موسك بأنها “مهينة”، في حين وصف فريدريش ميرز التدخل بأنه “تدخلي ومتغطرس”.

وأضاف ميرز: “لا أستطيع أن أتذكر في تاريخ الديمقراطيات الغربية حالة مماثلة للتدخل في الحملة الانتخابية لدولة صديقة”.

حتى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي يتمتع بمنصب فخري إلى حد كبير، أصدر نقدًا مبطنًا لماسك أثناء إعلانه عن حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة مقررة في 23 فبراير.

حذر شتاينماير من “التأثير الخارجي” في الحملة، مستشهدًا بشكل خاص بمحاولات “علنية وواضحة” على منصات مثل X للتأثير على الناخبين.

علاقات حزب البديل من أجل ألمانيا المتنامية مع حلفاء ترامب

كما عمل حزب البديل من أجل ألمانيا على تعزيز علاقاته مع المعسكر السياسي لدونالد ترامب.

كانت أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا، من بين أول الساسة الأجانب الذين احتفلوا بفوز ترامب في الانتخابات.

في الآونة الأخيرة، ظهر نشطاء حزب البديل من أجل ألمانيا في نادي ترامب في مارالاغو، حيث استحوذوا على الانتباه بهتافات “قاتل.. قاتل.. قاتل” باللغتين الإنجليزية والألمانية.

آفاق الانتخابات وتحديات الائتلاف

مع استعداد ألمانيا للانتخابات المبكرة في أعقاب انهيار ائتلاف شولتز، يحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 19٪ من الأصوات، متخلفًا عن كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي بنسبة 31٪.

قد يؤدي الأداء القوي لحزب البديل من أجل ألمانيا إلى تعقيد بناء الائتلاف بعد الانتخابات، مما يجبر الأحزاب الرئيسية على السعي إلى تحالفات مع شركاء متعددين لتشكيل الأغلبية. ومع ذلك، استبعدت جميع الأحزاب السياسية الرئيسية التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا على المستوى المحلي أو الفيدرالي.

أضافت تأييدات ماسك البارزة وخطابه التحريضي طبقة مثيرة للجدال إلى حملة انتخابية مستقطبة بالفعل. ولم تتكشف بعد آثار مثل هذا التأثير الخارجي على الديمقراطية الألمانية بشكل كامل.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.