أعلنت وزارة الصحة السودانية عن تفشٍّ خطير لمرض الكوليرا في عدة مدن سودانية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، مسجلةً 172 وفاة خلال أسبوع واحد فقط.
وذكرت الوزارة أن الحصيلة الإجمالية للإصابات الجديدة بلغت 2,729 حالة في الفترة ذاتها، مما يشير إلى تسارع وتيرة انتشار الوباء.
الكوليرا .. انتشار سريع وبنية تحتية متهالكة
أوضحت وزارة الصحة أن مرض الكوليرا ينتشر بسرعة كبيرة في عدد متزايد من المدن السودانية، وتأتي الخرطوم على رأس هذه المدن، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة.
وحذرت الوزارة في بيانها من أن البنية التحتية الحالية للبلاد “غير قادرة على مواجهة تفشي الأمراض الوبائية”، مؤكدة أن الوباء آخذ في الاتساع مع تزايد ملحوظ في معدلات الوفيات.
دعوات لتدابير عاجلة
مع تفاقم الوضع، حذرت السلطات من تسارع وتيرة انتشار الكوليرا، داعية إلى اتخاذ تدابير عاجلة وفورية للحد من انتشار المرض وإنقاذ الأرواح. ويعكس هذا التحذير القلق المتزايد من عجز الأنظمة الصحية عن احتواء الوباء في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
من ناحيتها دقت منظمة “أطباء بلا حدود” ناقوس الخطر بشأن تفشي وباء الكوليرا في السودان، مؤكدةً الإبلاغ عن آلاف الحالات المشتبه بإصابتها بالمرض.
وسجلت المنظمة وحدها 500 حالة جديدة خلال يوم واحد في العاصمة الخرطوم، في ظل أوضاع صحية متدهورة للغاية تعكسها صور متداولة لمتطوعين يقدمون العلاج بالمحاليل الوريدية للمصابين الذين يفترشون الأرض في الشوارع وباحات المستشفيات.
نقابة الأطباء تصف الوضع بـ”الكارثي” ووزارة الصحة ترد
وصفت نقابة أطباء السودان الوضع الصحي بأنه “كارثي”، وعزت هذا التدهور إلى التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب المستمرة في البلاد.
من جانبها، قال وزير الصحة إنه تم تخصيص غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع الصحي، في محاولة للسيطرة على الأزمة المتصاعدة.
تفشٍ مستمر وأرقام تتجاوز المعلن
و يؤكد عاملون في الحقل الصحي أن المرض قد تفشى في 7 ولايات على الأقل. ويشير هؤلاء العاملون إلى أن العدد الحقيقي للإصابات أعلى بكثير من البيانات الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة في وقت سابق، والتي تحدثت عن نحو 2300 إصابة فقط.
تعليقات