عقوبة محضر سرقة كهرباء.. الحبس والغرامة وتغليظ العقوبات للمخالفين

عقوبة محضر سرقة كهرباء لم تعد تقتصر على مجرد التنبيه أو فرض غرامة رمزية، بل أصبحت تشمل الحبس والغرامات الكبيرة، وهو ما يعكس جدية الدولة في مواجهة التعدي على حقوق المرافق العامة، وحماية الشبكة القومية للكهرباء من الخسائر الناتجة عن هذه الظاهرة المنتشرة في بعض المناطق.

عقوبة محضر سرقة كهرباءعقوبة محضر سرقة كهرباء
عقوبة محضر سرقة كهرباء

في هذا التقرير، نسلّط الضوء على تفاصيل العقوبة، وأسباب تشديدها، ومدى إمكانية التصالح، ونعرض آراء الخبراء حول آثار سرقة التيار الكهربائي على الاقتصاد الوطني والأمن المجتمعي.


تشديد العقوبة.. الدولة تتحرك لحماية مقدّراتها 

وفقًا للتعديلات الأخيرة في القوانين المنظمة للطاقة، فإن عقوبة محضر سرقة كهرباء قد تصل إلى الحبس لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

ويُعد هذا التحرك القانوني بمثابة رسالة صارمة لمن يستهين بحقوق الدولة والمجتمع.

وفي حال تكرار المخالفة، فإن القانون يذهب إلى ما هو أبعد، حيث ترتفع العقوبة إلى الحبس لمدة قد تصل إلى سنة كاملة، وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، وقد تصل إلى 200 ألف جنيه، مع الإلزام بسداد قيمة التيار الكهربائي المسروق.

لماذا تُعد سرقة التيار الكهربائي جريمة خطيرة؟ 

قد يتعامل البعض مع سرقة الكهرباء باعتبارها “أمراً بسيطًا” أو “تحايلاً مشروعًا” لتقليل الفاتورة، إلا أن ذلك يعكس جهلاً قانونياً واقتصادياً بعواقب هذه الجريمة، فسرقة التيار لا تقتصر على الأذى المادي للدولة، بل تؤدي إلى:


تحميل الدولة خسائر مالية ضخمة، تؤثر على قدرة وزارة الكهرباء على تطوير الشبكة وصيانتها.

التأثير على استقرار الخدمة، نتيجة التعديات غير الشرعية على الكابلات والمحولات.

تهديد سلامة المواطنين، إذ إن التوصيلات العشوائية قد تؤدي إلى حرائق أو صدمات كهربائية مميتة.

تشجيع ثقافة الفساد والتحايل، مما يُضعف هيبة القانون.


هل توجد حالات يمكن فيها التصالح؟ 

أشارت مصادر بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إلى أن هناك إمكانية للتصالح في بعض حالات محضر سرقة الكهرباء، بشرط دفع قيمة الاستهلاك المُقدر من قِبل الفنيين، إلى جانب تسوية الوضع القانوني عبر تحرير تعاقد رسمي مع شركة الكهرباء.

وتؤكد الوزارة أن هذا الإجراء لا يُطبق على الحالات المتكررة أو التي ثبت فيها وجود نية جنائية واضحة، حيث يُعتبر التصالح في هذه الحالة غير وارد.

كيف يتم تحرير محضر سرقة كهرباء؟ 

تقوم فرق الضبط القضائي التابعة لشركات توزيع الكهرباء، بالتفتيش الدوري على العقارات والمنشآت التجارية والصناعية، وفي حالة اكتشاف وجود توصيل مباشر بدون عداد، أو التلاعب في العدادات، أو توصيل التيار لجهة غير متعاقدة، يتم فورًا تحرير محضر رسمي يحمل كافة التفاصيل، ليتم بعد ذلك إحالته إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية.

وفي سياق توثيق المخالفة، يُلزم القانون المحاضر بتصوير الوضع القائم، وتوثيقه تقنيًا، تحسبًا لأي تلاعب لاحق من قِبل المخالف.

الجانب التوعوي: الإعلام والمدارس شركاء في مكافحة الظاهرة 

ترى بعض الجهات الرقابية أن الحل لا يقتصر فقط على فرض عقوبة محضر سرقة كهرباء، بل لا بد من حملات توعية جماهيرية تشرح مخاطر السرقة، وتُبيّن للمواطنين أن الاستفادة من الخدمة يجب أن تكون في إطار منظم وعادل.


ويقترح خبراء دمج موضوعات مثل “القيم القانونية” و”الملكية العامة” في مناهج التعليم، بالإضافة إلى تكثيف البرامج الإعلامية، ونشر قصص حقيقية عن أضرار سرقة الكهرباء، لتحفيز المجتمع على الامتناع الطوعي عن مثل هذه السلوكيات.

رؤية وزارة الكهرباء: لا تهاون بعد اليوم 

صرّح مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء، أن الدولة لا تُعادي المواطن البسيط، ولكنها لن تتهاون مع من يسرق التيار الكهربائي تحت أي ذريعة.

وأضاف: “نحن لا نستهدف المعاقبة في حد ذاتها، بل هدفنا هو الردع وحماية المال العام. كل مواطن يستهلك كهرباء يجب أن يدفع قيمتها كما يفعل الجميع”.

العقوبة في مقارنة دولية: مصر ليست استثناءً 

بالمقارنة مع القوانين الدولية، فإن عقوبة محضر سرقة كهرباء في مصر تتوافق مع ما هو معمول به في كثير من الدول.

ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، قد تصل العقوبة إلى السجن لعدة سنوات، بالإضافة إلى غرامات ضخمة.

أما في ألمانيا، فالقانون يعتبر سرقة الكهرباء جناية، وقد تُدرج في السجل الجنائي للمخالف.

في نهاية المطاف، يبقى العدّاد هو الفيصل بين الاستهلاك القانوني وغير القانوني، وهو المعيار الذي يجب أن يحتكم إليه الجميع.

لا مكان في المستقبل القريب لمن يُراوغ أو يُخادع، فقد باتت عقوبة محضر سرقة كهرباء واضحة وصارمة، وتحمل في طيّاتها رسائل مباشرة لكل من تسوّل له نفسه العبث بمقدّرات الوطن.

. .shkr

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *