قدمت أسماء فاروق، أخصائية نفسية، عدة نصائح للتغلب على القلق الاجتماعي، فقد نصحت باستخدام الكتابة للقضاء على هذا الشعور المؤلم، حيث لا يعني القلق الاجتماعي أنك منهك، بل هو جهازك العصبي في وضعية حماية، ولا يمكنك حل القلق بتناول الأدوية لتشعر براحة البال، كل ما عليك فعله هو الكتابة.
التغلب على القلق الاجتماعي
وأضافت “فاروق”، أن القلق الاجتماعي هو ثالث أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، ويعاني منه 560 مليون شخص حول العالم، موضحة أن القلق الاجتماعي هو الخوف الشديد من الحكم عليك أو رفضك أو إذلالك، حيث يتعامل دماغك مع المواقف الاجتماعية كخطر جسدي، وعندما تُعاني من القلق الاجتماعي، يراك الآخرون هادئًا وخجولًا ومنعزلًا عاطفيًا، لكن العكس تمامًا.
وأشارت إلى أنه عندما تُعاني من القلق الاجتماعي، تُفرط في التفكير وتُعيد تمثيل “الإخفاقات” الاجتماعية بلا نهاية، وهذا يُغير دماغك جسديًا، لافتة إلى أن الدراسات العلمية تشير إلى أن القلق الاجتماعي يغير دماغك جسديًا:
– فتصبح اللوزة الدماغية (مركز الخوف) لديك مفرطة النشاط.
– تصبح القشرة الجبهية (التفكير العقلاني) لديك مثقلة.
– تغمر هرمونات التوتر نظامك بمجرد التفكير في التفاعل الاجتماعي
ولكن دماغك يمكن أن يتغير – وهذا ما يسمى باللدونة العصبية.
كما سينصحك معظم الناس بما يلي: “كن على سجيتك”، و”عليك أن تُبرز نفسك أكثر”، وهذه النصيحة غير مجدية لأنها لا تُعالج السبب الجذري وهو الانفصال بين أفكارك ومشاعرك وتعبيرك عن نفسك، لكن الكتابة تُساعد على بناء هذا الرابط، فالكتابة تُبرز أفكارك فعندما تدور الأفكار المقلقة في ذهنك بلا نهاية، فإنها تشتد لكن الكتابة تُجبرها على الظهور على الورق حيث يمكنك رؤيتها بموضوعية، وتحدي صحتها، وتمييز أنماطها، وخلق مسافة بينك وبين أفكارك.
وتساعد الكتابة على بناء مسارات عصبية، ففي كل مرة تكتب فيها، فإنك تقوم بإنشاء اتصالات عصبية جديدة، وتقليل نشاط اللوزة الدماغية، ومعالجة الذكريات العاطفية، وتقوية قشرة الفص الجبهي.
وتابعت أن الدراسات تشير إلى أن 15 دقيقة فقط من الكتابة تقلل من أعراض القلق، والكتابة تزيد من إبداعك، والإبداع يُزيل القلق، فكلما كتبتَ أكثر، ازداد إبداعك، ولستَ بحاجة لانتظار الإلهام لتبدأ الكتابة؛ ابدأ بتفريغ أفكارك وستأتيك الأفكار وأنت تكتب.
وأوضحت “فاروق”، أنه يجب تطبيق طريقتان للبدء اليوم:
1- صفحات الصباح:
– ابدأ كل يوم بـ 3 صفحات من الكتابة المتسلسلة.
– لا تُحرّر، لا تُنقّح، لا تُراجع. لا تُقلق بشأن القواعد. اكتب فقط ما يخطر ببالك، وهذا يُخلّص ذهنك ويُخفّف من قلقك قبل بدء يومك.
2- شارك كتاباتك، فإن الكتابة على الإنترنت تساعد كثيرًا، فقد “بدأتُ الكتابة على الإنترنت عندما لم يكن لديّ أي متابعين كنتُ أكتب رسائل إخبارية تزيد عن ١٠٠٠ كلمة، في البداية، كان الأمر مخيفًا لكنك سرعان ما تُدرك أن لا أحد يُلقي عليك بالًا. كان هذا مُحررًا. لأنك تُدرك أن الجميع مُنشغلون بأنفسهم لدرجة أنهم لا يُلاحظونك. أفضل شيء في الكتابة عبر الإنترنت هو الأشخاص الذين يلاحظون اهتمامك بك، حيثم يمكنك رؤية كيف تساعد أفكارك الآخرين”.
وأردفت أنه على الرغم من أنه من المخيف وضع أفكارك في الأماكن العامة، فإن رؤية كيفية تأثير أفكارك على حياة الناس يبقيك متحمسًا لمواصلة الكتابة.
تعليقات