القاهرة (خاص عن مصر)- أعلن زعيم سوريا المعين حديثًا أحمد الشرع أن رحلة البلاد نحو الديمقراطية قد تستغرق ما يصل إلى أربع سنوات، مشيراً إلى الحاجة إلى إصلاحات أساسية، بما في ذلك إجراء تعداد سكاني شامل وصياغة دستور جديد.
في حديثه إلى قناة العربية السعودية، والذي نقلته صنداي تايمز، قدم الشرع جدولاً زمنياً مفصلاً للانتقال، والذي يأتي بعد الإطاحة بالحاكم بشار الأسد.
الانتقال من الحرب إلى الحكم
أكد الشرع، الذي قاد هيئة تحرير الشام في الهجوم الذي أنهى حكم الأسد الذي دام 13 عاماً، على التحديات المتمثلة في إنشاء حكومة مستقرة في دولة محفوفة بالانقسامات الطائفية.
أوضح أن العملية الانتخابية الشرعية لا يمكن أن تتحقق إلا بعد إجراء تعداد سكاني شامل وعملية صياغة دستورية، والتي قد تمتد لأكثر من ثلاث سنوات.
أشار الشرع: “نتوقع أن تستغرق التغييرات المرئية حوالي عام، لكن السوريين سيشهدون تحسينات ملحوظة في الخدمات العامة خلال هذا الإطار الزمني”.
مخاوف بشأن التمثيل
واجهت حكومة الشرع الانتقالية، بقيادة رئيس وزراء مؤقت حتى مارس 2025، انتقادات بسبب تعييناتها الحالية، والتي يخشى البعض أن تتجاهل النسيج العرقي والديني المتنوع في سوريا.
أعربت الأقليات، التي كانت بالفعل حذرة من الخلفية الإسلامية لهيئة تحرير الشام، عن مخاوفها بشأن الإقصاء المحتمل. وفي معرض معالجة هذه المخاوف، أوضح الشرع، “كانت التعيينات الحالية ضرورية لهذه الفترة الانتقالية ولا تهدف إلى تهميش أي شخص”.
اقرأ أيضًا: أزمة رئاسية تتكشف.. رئيسة جورجيا المؤيدة للغرب: أنا الزعيم الشرعي الوحيد
معالجة الحكم الذاتي الكردي
تظل التوترات العرقية مرتفعة في شمال شرق سوريا، حيث تتمتع الجماعات الكردية بالحكم الذاتي منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011.
كشف الشرع عن مفاوضات جارية مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، بهدف حل النزاعات ودمج قوات سوريا الديمقراطية في القوات المسلحة الوطنية السورية.
كما أكد الزعيم أن سوريا لن تكون قاعدة لهجمات ميليشيا حزب العمال الكردستاني، وهو ضمان يهدف إلى تخفيف التوترات الإقليمية.
الملاحة في العلاقات الدولية
أقر الشرع بالتحالفات الدولية المعقدة لسوريا، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع روسيا بينما دعا إيران إلى إعادة تقييم تدخلاتها في المنطقة.
فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، أعرب عن أمله في أن ترفع إدارة ترامب القادمة العقوبات المفروضة على هيئة تحرير الشام، التي لا تزال مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.
طريق المستقبل
على الرغم من الوعود بالتحسين، فإن إعادة بناء المجتمع السوري المنقسم وهياكل الحكم تظل مهمة ضخمة. إن رؤية الشرع للمستقبل متجذرة في الحوار والإصلاح والوحدة، لكن النجاح يتوقف على معالجة الانقسامات العرقية وإدارة المصالح الدولية والتغلب على الشكوك حول الخلفية الإسلامية لهيئة تحرير الشام.
بينما تقف سوريا عند مفترق طرق التغيير، فإن الجدول الزمني الذي حددته قيادتها الجديدة سيختبر مرونة الأمة التي تسعى إلى السلام بعد عقود من الاضطرابات.
تعليقات