بعد غياب سنوات طويلة عن العاصمة السورية، عاد الفنان باسم ياخور إلى دمشق في زيارة هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وظهر خلال هذه الزيارة في حالة من البهجة والارتياح، الأمر الذي أثار اهتمام جمهوره وتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقد شارك باسم ياخور متابعيه بصورة التقطها خلال زيارته، نشرها عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل، حيث بدت عليه ملامح السعادة والانشراح، فيما اعتبره كثيرون مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة للفنان السوري المخضرم، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
لقاءات مع صناع الدراما في دمشق
الصورة التي نشرها ياخور لم تكن الحدث الوحيد، فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدة صور حديثة له خلال لقاء جمعه مع عدد من الفنانين وصُنّاع الدراما السورية في أحد مطاعم العاصمة دمشق.
وظهر ياخور على مائدة غداء ضمت أسماء بارزة في الوسط الفني، من بينهم المنتج نايف الأحمر، والممثل طارق مرعشلي، والمنتج محمود شلش، ومدير إدارة الإنتاج فادي نخلة، والفنان الليث مفتي.
هذا اللقاء، الذي جمع نخبة من رموز الصناعة الدرامية السورية، لم يكن مجرد لقاء اجتماعي، بل حمل رسائل واضحة عن احتمالية عودة الزخم للدراما السورية من قلب دمشق، وعن نية باسم ياخور إعادة ترسيخ حضوره في الوسط الفني المحلي بعد سنوات من التنقل بين الدراما العربية والخليجية والمصرية.
باسم ياخور ومسلسل “روز”: عودة درامية بعد غياب
في الموسم الرمضاني 2025، شارك باسم ياخور في مسلسل روز، وهو العمل الذي أعاد به الاتصال بجمهوره بعد فترة من الابتعاد عن الساحة الدرامية.
ما يلفت في هذا المسلسل أن تصويره بدأ فعليًا عام 2021، واستغرق نحو أربع سنوات حتى خرج إلى النور، وهو ما يعكس حجم التحديات التي واجهها صُنّاع العمل وظروف الإنتاج المتغيرة في المنطقة.
ويعد “روز” تجربة درامية مختلفة، تمزج بين الإثارة النفسية والدراما الاجتماعية، وهو نوع من الأعمال التي برع فيها باسم ياخور خلال السنوات الماضية، وأكد من خلالها قدرته على التنقل بين الشخصيات المركبة والأنماط الدرامية المختلفة بكفاءة لافتة.
من هو باسم ياخور؟ سيرة فنية حافلة بالإنجازات
ولد باسم ياخور في 16 أغسطس عام 1971، وهو نجل الصحفي والممثل الراحل إبراهيم ياخور، ما جعله ينشأ في بيئة ثقافية وفنية ساعدت في تشكيل وعيه الفني منذ سن مبكرة.
تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1993، وكان من دفعة ضمت أسماء بارزة مثل شكران مرتجى، مهند قطيش، وفرح بسيسو.
انضم إلى نقابة الفنانين السوريين في فبراير 1999، وبدأ مسيرته الفنية من خلال مسلسل “الثريا” عام 1994، لتتوالى بعد ذلك أعماله وتتنوع بين الدراما الاجتماعية، التاريخية، والكوميدية.
بلغ رصيده الفني أكثر من 130 عملاً دراميًا، ما جعله من أكثر الفنانين السوريين غزارة ونجاحًا في العمل.
إطلالة مصرية مميزة: من “زهرة وأزواجها الخمسة” إلى “خليج نعمة”
لم يقتصر حضور باسم ياخور على الدراما السورية، بل امتد إلى الأعمال المصرية التي شارك فيها بتميز، منها مسلسل “زهرة وأزواجها الخمسة” مع غادة عبد الرازق، ومسلسل “المرافعة”، كما خاض تجربة السينما المصرية من خلال فيلم “خليج نعمة” (2007)، وهو العمل الذي لقي فيه ترحيبًا كبيرًا من الجمهور والنقاد في مصر.
تميز ياخور بموهبة استثنائية في الأداء التمثيلي، امتزجت بحضور طاغٍ وكاريزما مميزة، جعلته مطلوبًا في مختلف الأنماط الدرامية سواء الكوميدية أو التراجيدية.
تجربة إخراجية وبرامج ناجحة
على الصعيد الإخراجي، كانت لباسم ياخور محطات لافتة؛ أبرزها إخراجه لمسرحية “الرجل المتفجر” عام 2000، ومسلسل “هومي هون” في 2004، حيث برزت قدراته كمخرج ومؤلف بصري يجيد توظيف أدواته الإبداعية خارج إطار التمثيل التقليدي.
كما قدم عددًا من البرامج التي لاقت صدى جماهيريًا واسعًا، منها برنامج “ليلة أنس” مع ريما مكتبي عام 2001، وبرنامج “أمير الشعراء” عام 2011 الذي أضفى عليه طابعًا حيويًا بفضل فصاحته وحضوره الإعلامي، وكذلك برنامجه “مساكم باسم” على التلفزيون السوري عام 2010 الذي تميز بأسلوبه المرح والعفوي، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة.
وفي عام 2019، أثار برنامج “أكلناها” جدلًا واسعًا بسبب طبيعة الأسئلة المحرجة التي طرحها على ضيوفه، لكنه في المقابل استطاع أن يفرض نفسه كمقدم حواري غير تقليدي، يجيد اللعب على التوترات النفسية في الحوارات.
حضور في برامج المواهب والعمل الخيري
في نوفمبر 2015، شارك ياخور في برنامج “ديو المشاهير” بموسمه الرابع على شاشة MTV اللبنانية، دعمًا لإحدى الجمعيات الخيرية، رغم أنه خرج في البرايم السادس بعد حصوله على أدنى نسبة تصويت، إلا أن مشاركته كانت محل إشادة من محبيه الذين رأوا فيها جانبًا إنسانيًا من شخصيته.
تعليقات