تمر هذه الأيام ذكرى عملية رمح نبتون وهو الاسم الكودي لعملية اغتيال أسامة بن لادن، واعتبر مؤرخون أن عطلة نهاية أسبوع في ربيع 2011 قد تكون نقطة تحول في تاريخ الولايات المتحدة، حيث شهدت أحداثًا متداخلة أدت إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي والإعلامي. في تلك الليلة، كان الرئيس باراك أوباما يخطط لعملية سرية للقضاء على أسامة بن لادن، وفي الوقت نفسه كان يستعد لإلقاء خطاب ساخر في عشاء مراسلي البيت الأبيض، حيث وجه سهام نقده إلى دونالد ترامب.
ساحة مواجهة بين أوباما
وفي مثل هذه الأيام قبل نحو 14 عامًا تحول عشاء مراسلي البيت الأبيض، الذي كان رمزًا للنخبة السياسية والإعلامية، إلى ساحة مواجهة بين أوباما وترامب، حيث يرى المؤرخون أن سخرية أوباما من ترامب في ذلك العشاء كانت بداية لتغيير العلاقة بين الرئاسة والإعلام. ففي يوم 30 أبريل 2011، كان البيت الأبيض يعج بالحركة، حيث كان أوباما يجتمع مع مستشاريه للتخطيط لعملية القضاء على بن لادن، وفي الوقت نفسه كان يستعد لإلقاء خطابه في عشاء المراسليين.
“رمح نبتون” وخطاب العشاء: تضارب المصالح
في ذلك الوقت، كان أوباما يخطط لعملية “رمح نبتون” للقضاء على بن لادن، وفي الوقت نفسه كان يستعد لإلقاء خطاب ساخر في عشاء المراسلين، وفي عشاء المراسليين، سخر أوباما من دونالد ترامب، الذي كان يروج لنظرية “المولد” التي تشكك في مكان ولادة أوباما، مما أثار غضب ترامب وأدى إلى توتر العلاقات بينهما ، يرى مراقبون ومؤرخون أن نظرية “المولد”، التي روج لها دونالد ترامب في عام 2011، كانت الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل التوتر والعداء العلني بينه وبين الرئيس آنذاك، باراك أوباما. ففي ذلك الوقت، كان ترامب، وهو رجل أعمال ومقدم برامج تلفزيونية، يروج بقوة لنظرية مؤامرة مفادها أن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، وبالتالي فهو غير مؤهل لتولي منصب الرئاسة. وقد أثارت هذه الادعاءات جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وزادت من حدة الاستقطاب في البلاد.
أوباما يسخر من ترامب
في عشاء مراسلي البيت الأبيض الذي أقيم في 30 أبريل 2011، وجه أوباما سهام نقده اللاذع إلى ترامب، وسخر من ادعاءاته بشأن شهادة ميلاده. وقد بدت علامات الغضب وعدم الارتياح واضحة على وجه ترامب أثناء هذا الخطاب، حيث شعر بالإهانة الشخصية أمام حشد من النخبة السياسية والإعلامية في واشنطن. ويرى المؤرخون أن هذه اللحظة كانت بمثابة نقطة تحول في العلاقة بين الرجلين، وبداية العداء العلني الذي استمر لسنوات.
ترامب يتحول لنافد شرس لأوباما
تجاوزت سخرية أوباما من ترامب في عشاء مراسلي البيت الأبيض عام 2011 حدود اللحظة العابرة، لتتحول إلى وقودٍ لتصعيدٍ سياسيٍّ غير مسبوق. فقد أصبحت تلك الليلة نقطة تحولٍ في علاقة الرجلين، إذ تحول ترامب من مجرد شخصية إعلامية مثيرة للجدل إلى ناقدٍ شرسٍ لأوباما، مستغلًا كل فرصةٍ لتوجيه سهام النقد إليه. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل وظف ترامب تلك العداوة ببراعةٍ في حملاته الانتخابية اللاحقة، مستخدمًا إياها كأداةٍ لتعبئة أنصاره، وتصوير نفسه كالمناضل ضد المؤسسة السياسية التي يمثلها أوباما. فكانت تلك اللحظة بمثابة شرارةٍ أشعلت فتيلًا من العداء السياسي الذي أثر بشكلٍ كبيرٍ على المشهد الأمريكي، وأسهم في تعميق الانقسامات المجتمعية، وتشكيل ملامح السياسة الأمريكية في السنوات اللاحقة. كما ساهمت هذه العلاقة المتوترة في زيادة حدة الاستقطاب السياسي في البلاد، وتعميق الانقسامات بين مؤيدي ومعارضي الرجلين. ويرى محللون أن هذه الواقعة كانت بمثابة مؤشر مبكر على الأسلوب السياسي الذي سيعتمده ترامب لاحقًا، والذي يتميز بالمواجهات الشخصية والهجمات اللاذعة على خصومه.
تعليقات