شهد تطبيق “X” المعروف سابقًا باسم ” تويتر” اليوم السبت، 21 مايو 2025، عطلاً تقنيًا واسع النطاق صباح اليوم، مما تسبب في توقف الخدمة لدى ملايين المستخدمين في عدة دول حول العالم، في واقعة تعيد تسليط الضوء على مدى هشاشة المنصات الرقمية العملاقة رغم تطورها التكنولوجي المتسارع.
وبحسب بيانات موقع Downdetector المتخصص في رصد الأعطال التقنية، بلغ عدد بلاغات توقف التطبيق أكثر من 25 ألف بلاغ حتى الساعة 8:39 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وهو ما يُعدّ مؤشراً على حجم الأزمة الرقمية التي شلّت الوصول إلى المنصة لساعات متواصلة.
عطل عالمي يضرب تطبيق X
أفاد المستخدمون في عدد من الدول – من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا ومصر والسعودية والهند – بأنهم واجهوا مشاكل في تحميل المنشورات، وتسجيل الدخول، والتفاعل مع المحتوى، بالإضافة إلى تعذّر الوصول لبعض الصفحات.
وظهرت رسالة خطأ متكررة لدى العديد منهم تنص على: “حدث خطأ ما.. حاول إعادة التحميل”، ما زاد من حدة الغضب والاستياء لدى جمهور المنصة.
وتأتي هذه الأزمة بعد أقل من 48 ساعة من عطل مشابه، وقع مساء الخميس الماضي، وتسبب أيضاً في توقف مفاجئ لخدمات التطبيق، ما يُثير تساؤلات جدية حول استقرار المنصة والبنية التحتية الرقمية التي تستند إليها.
X: من التغريد إلى تعطل التفاعل
منذ استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على تويتر وإعادة تسميته إلى “X”، تعرّض التطبيق لسلسلة من التغييرات الجذرية، سواء على مستوى الشكل أو الوظائف أو آلية التحكم بالمحتوى.
ولكن في مقابل ذلك، ازداد عدد الأعطال والتقلبات التقنية، ما اعتبره البعض ثمنًا باهظًا للتحوّل الرقمي السريع وغير المدروس.
ما هو تطبيق X؟ ولماذا يهم هذا العطل العالم؟
يُعتبر تطبيق X، أو ما كان يُعرف سابقًا بـ”تويتر”، منصة حيوية للتواصل الفوري، تُستخدم يوميًا من قبل ملايين الأشخاص حول العالم، بما في ذلك سياسيون، صحفيون، شركات، ومواطنون عاديون.
وقد صرّحت ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لشركة تويتر سابقًا، بأن “X سيكون المنصة القادرة على تقديم كل شيء”، في إشارة إلى مشروع إيلون ماسك لتحويل التطبيق إلى منصة متعددة الوظائف شبيهة بتطبيق “WeChat” الصيني، مع تركيز على الصوت، الفيديو، المراسلة، المدفوعات، والخدمات المصرفية.
ومع ذلك، فإن عطلًا عالميًا يضرب تطبيق X بهذا الحجم يُهدد بتقويض ثقة المستخدمين في قدرته على توفير تجربة مستقرة وآمنة.
تفاعل عالمي واسع وغضب رقمي متصاعد
لم يتأخر رد فعل المستخدمين، حيث توجه كثير منهم إلى منصات بديلة مثل Threads وReddit للتعبير عن امتعاضهم، مع تصاعد موجة السخرية والتساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء تكرار الأعطال.
وجّه بعضهم انتقادات مباشرة إلى إيلون ماسك وفريق التطوير، في حين عبّر آخرون عن خشيتهم من أن تتحول منصة X إلى تجربة فاشلة تُضاف إلى قائمة مشروعات ماسك المثيرة للجدل.
تطبيق فائق بقدرات متواضعة؟
يُشار إلى أن منصة X تُروّج لنفسها حاليًا كـ “تطبيق فائق” شامل، يسعى لتقديم خدمات متعددة في الصوت، الفيديو، المراسلة، المدفوعات الرقمية، والخدمات المصرفية، وفقاً لتصريحات ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية للشركة.
لكن الحوادث المتكررة تشكّك في قدرة المنصة على الصمود في وجه التحوّل الهائل الذي تخطط له، خاصة مع تراجع مؤشرات الثقة لدى المستخدمين والمعلنين على حد سواء.
تقول ياكارينو: “X ستكون المنصة التي تقدم كل شيء… تطبيقًا فائقًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، يخلق سوقًا عالميًا للأفكار والسلع والخدمات”.
إلا أن الواقع التقني يبدو متأخرًا عن هذه الطموحات، مع تكرار العطل، وعدم الاستجابة السريعة، وغياب خطة واضحة للتعامل مع الأزمات.
سيناريوهات المستقبل: بين إعادة الهيكلة وفقدان الثقة
يشير محللون إلى أن عطلًا عالميًا يضرب تطبيق X بهذا الشكل قد يدفع الإدارة إلى إعادة النظر في أولوياتها التقنية، والتركيز على البنية التحتية قبل توسيع الوظائف.
ومع تزايد المنافسة من تطبيقات التواصل الأخرى، فإن المستخدم قد لا يتحمل تكرار هذا النوع من الأعطال دون تقديم بدائل موثوقة أو ضمانات لاستمرارية الخدمة.
ويُعدّ الاستقرار التقني عنصراً أساسياً لنجاح أي منصة رقمية، خاصة في عالم يعتمد على التدفق اللحظي للمعلومات والتفاعل الفوري، وأي تقصير في هذا الجانب قد يُفقد التطبيق شرعيته أمام جمهور اعتاد السرعة والكفاءة.
ختامًا، فإن تكرار الأعطال وتردي تجربة المستخدم يُضعف من مكانة X كمنصة رائدة في التواصل الاجتماعي، ويضعها أمام تحديات حقيقية تتعلق بثقة الجمهور واستقرار الأداء.
تعليقات