قوات طالبان الأفغانية تستهدف عدة نقاط في باكستان ردًا على غارات جوية

قوات طالبان الأفغانية تستهدف عدة نقاط في باكستان ردًا على غارات جوية

القاهرة (خاص عن مصر)- في خطوة تشير إلى تصاعد التوترات، شنت قوات طالبان الأفغانية ضربات انتقامية على “عدة نقاط” عبر الحدود المتنازع عليها مع باكستان، بعد أيام من قيام الطائرات الباكستانية بشن غارات جوية داخل إقليم باكتيكا بشرق أفغانستان.

طالبان ترد على الضربات الجوية الباكستانية

وفقا لتقرير سي أن أن، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية عن العمل الانتقامي يوم السبت، مشيرة إلى الضربات باعتبارها تستهدف مناطق “خارج الخط الافتراضي” – وهو مصطلح تستخدمه السلطات الأفغانية للإشارة إلى خط دوراند، الحدود المتنازع عليها منذ فترة طويلة والتي تم رسمها أثناء الحكم الاستعماري البريطاني.

اتهمت الوزارة المواقع المستهدفة بأنها بمثابة “مراكز ومخابئ” للعناصر المسؤولة عن الهجمات على أفغانستان.

في حين امتنع البيان عن تسمية باكستان صراحة، أوضح المتحدث باسم الوزارة عناية الله خوارزمي، “نحن لا نعتبرها أراضي باكستانية، وبالتالي، لا يمكننا تأكيد التسمية، لكنها كانت على الجانب الآخر من الخط الافتراضي”.

النزاعات التاريخية والتوترات المتصاعدة

لطالما كان خط دوراند مصدرًا للخلاف بين الجارتين. رفضت أفغانستان الاعتراف بالحدود، التي تم رسمها في القرن التاسع عشر، والتي تقسم المناطق القبلية التي كانت تاريخيًا بؤرة للتشدد.

يؤكد هذا التبادل الأخير على العلاقة المتوترة بين البلدين. اتهمت إسلام أباد أفغانستان مرارًا وتكرارًا بإيواء المسلحين المسؤولين عن الهجمات عبر الحدود في باكستان – وهي مزاعم نفتها حركة طالبان الأفغانية باستمرار.

اقرأ أيضًا: تشديد قيود دخول مصر.. منع الفلسطينيين من 5 دول والسوريين حاملي الإقامات الأجنبية

الخسائر المدنية تثير المخاوف

جاء الانتقام في أعقاب الغارات الجوية الباكستانية في ولاية باكتيكا في 26 ديسمبر، والتي ادعت السلطات الأفغانية أنها قتلت مدنيين. أصدر المسؤولون الأفغان تحذيرات من الانتقام المحتمل، مؤكدين على حقهم في الدفاع عن سيادتهم.

من جانبها، أكدت باكستان أن غاراتها الجوية استهدفت مخابئ للمتشددين على طول الحدود المشتركة، مشيرة إلى التهديدات لأمنها القومي. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى الشفافية فيما يتعلق بالضحايا والأهداف الدقيقة للضربات الأخيرة أدى إلى تعميق انعدام الثقة بين البلدين.

نقطة اشتعال إقليمية متزايدة

مع اشتعال التوترات، لم يقدم أي من الجانبين تفاصيل محددة عن الضحايا أو المواقع المتأثرة برد طالبان. وظلت الحكومتان صامتتين في أعقاب الضربات مباشرة. ولم يتم الرد على طلبات التعليق من وزارة الدفاع والخارجية الباكستانية.

يسلط الموقف الضوء على الحالة الهشة للعلاقة بين أفغانستان وباكستان، حيث يتصارع كل منهما مع التحديات الأمنية والحدود المشتركة المتقلبة. يراقب المجتمع الدولي عن كثب، حذرًا من إمكانية زعزعة الصراع لاستقرار المنطقة بشكل أكبر.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.