أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن طهران ستعتبر الولايات المتحدة متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
يأتي هذا التحذير من جانب عراقجي في ظل معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى تحضيرات إسرائيلية لشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.
مخاوف أمريكية وتأهب إسرائيلي
وفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا لشبكة CNN، فقد تلقت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية جديدة تثير القلق بشأن استعدادات إسرائيل لضرب منشآت إيران النووية.
وتستند هذه المخاوف المتزايدة إلى رسائل علنية وخاصة صادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين، تشير إلى أنهم يدرسون هذا الخيار بجدية. بالإضافة إلى ذلك، تم اعتراض اتصالات إسرائيلية، ورصد تحركات عسكرية قد توحي بقرب تنفيذ الضربة، من بينها نقل ذخائر جوية واستكمال تمرين جوي.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لا تملك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل دون دعم أمريكي، والذي يتضمن تزويدها بالوقود جوًا والقنابل القادرة على اختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض، وهو ما أشارت إليه تقارير استخباراتية أمريكية سابقة.
إسرائيل تهدد بالعمل “بمفردها” وتتوقع فشل المفاوضات
في المقابل، أبلغ مصدر إسرائيلي شبكة CNN، أن إسرائيل ستكون مستعدة لتنفيذ “عمل عسكري بمفردها” إذا أبرمت الولايات المتحدة اتفاقًا مع إيران تعتبره تل أبيب “اتفاقًا سيئًا” لا يمكنها قبوله.
كما أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلًا عن مصدرين إسرائيليين مطلعين يوم الأربعاء، بأن إسرائيل تحضر لتوجيه ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية، في حال انهارت المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
وذكر المصدران، أن الاستخبارات الإسرائيلية غيرت تقديراتها خلال الأيام القليلة الماضية بشأن المفاوضات النووية، وأصبحت أكثر قناعة بأن المحادثات قد تنهار قريبًا، بعدما كان الاعتقاد أنها باتت وشيكة.
وأشار أحد المصادر، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن “فرصة تنفيذ ضربة ناجحة قد تضيع قريبًا”، ولذلك سيتعين على تل أبيب “التحرك بسرعة إذا فشلت المحادثات”.
ولم يذكر المصدر سبب اعتقاد الجيش الإسرائيلي أن فعالية الضربة قد تتراجع لاحقًا، وأكد المصدران ما جاء في تقرير سابق لشبكة CNN، أفاد بأن القوات الإسرائيلية تجري تدريبات واستعدادات أخرى لاحتمال توجيه ضربة لإيران.
نتنياهو يترقب وترامب قلق
قال أحد المصادر لـ”أكسيوس”: “كان هناك الكثير من التدريبات، والجيش الأمريكي يرى كل شيء ويفهم أن إسرائيل تستعد”. وأضاف مصدر إسرائيلي آخر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ينتظر انهيار المحادثات النووية ولحظة خيبة أمل ترامب من المفاوضات، ليكون مستعدًا لمنحه الضوء الأخضر”.
ويشعر مسؤول أمريكي بأن إدارة الرئيس ترامب قلقة من أن نتنياهو قد يقدم على تنفيذ الضربة، حتى من دون الحصول على موافقة واضحة من ترامب.
وعقد نتنياهو اجتماعًا “بالغ الحساسية” في وقت سابق من هذا الأسبوع مع مجموعة من كبار الوزراء والمسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين، لمناقشة وضع المفاوضات النووية.
في أول مؤتمر صحفي له منذ ستة أشهر، أكد نتنياهو أن إسرائيل والولايات المتحدة “متوافقتان تمامًا” بشأن إيران، مضيفًا: “نحن نحترم مصالحهم وهم يحترمون مصالحنا، ومصالحنا تتقاطع تقريبًا بشكل كامل”.
وأوضح أنه سيحترم أي اتفاق يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، ويحول دون حصولها على سلاح نووي، لكنه شدد على “احتفاظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها ضد نظام يهدد بإبادتها”، وفق زعمه.
في المقابل، كرر القادة الإيرانيون رفضهم لأي اتفاق لا يسمح لهم بتخصيب اليورانيوم.
تعليقات