القاهرة (خاص عن مصر)- أصدرت وزيرة الخزانة جانيت يلين تحذيرًا صارخًا للكونجرس بشأن أزمة وشيكة لسداد الديون، حثت فيه المشرعين على التحرك بسرعة مع اقتراب الولايات المتحدة من سقف ديونها القانوني.
وفقا للجارديان، كشفت جانيت يلين في رسالة إلى زعماء الكونجرس أن وزارة الخزانة تستعد لنشر “تدابير استثنائية” لتجنب التخلف المحتمل عن السداد في منتصف يناير.
تدابير الخزانة الاستثنائية على أهبة الاستعداد
في رسالتها، أكدت يلين أن الخزانة تتوقع الوصول إلى حد الدين البالغ 31.4 تريليون دولار بين 14 يناير و23 يناير. وبمجرد الوصول إلى هذه العتبة، تخطط الوزارة لتنفيذ تدابير استثنائية – مناورات محاسبية تمنع التخلف عن السداد مؤقتًا عن طريق إعادة تخصيص الأموال وتعليق استثمارات معينة.
وفقا للتقرير تم استخدام هذه التدابير في الماضي ولكنها ليست سوى حل قصير الأجل. كتبت يلين: “أحث الكونجرس بكل احترام على التحرك لحماية الثقة الكاملة للولايات المتحدة وائتمانها”، مسلطة الضوء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات من جانب الحزبين لرفع أو تعليق سقف الدين.
الجمود السياسي والتحديات المالية
يأتي هذا التحذير بعد وقت قصير من توقيع الرئيس جو بايدن على مشروع قانون تمويل مؤقت لتجنب إغلاق الحكومة، رغم أنه فشل في معالجة حد الاقتراض في البلاد.
تظل القضية نقطة خلافية بين الديمقراطيين والجمهوريين، وخاصة في ضوء إصرار الرئيس المنتخب دونالد ترامب على ربط تعديلات سقف الدين بأجندته المالية الأوسع.
صرح ترامب، المنتقد الصريح للاستراتيجية المالية الحالية، “أي شيء آخر هو خيانة لبلدنا”. وقد غذت مطالبه مناقشات داخلية شرسة بين الجمهوريين، الذين انقسم العديد منهم حول أفضل نهج لإدارة الديون المتزايدة في البلاد.
اقرأ أيضا: لتأجيل حظر تيك توك.. ترامب يستأنف أمام المحكمة العليا
الأصوات الاقتصادية تضيف إلى المناقشة
في إضافة طبقة أخرى إلى الخطاب، أعاد رجل الأعمال التكنولوجي وحليف ترامب إيلون ماسك نشر خطاب للخبير الاقتصادي الشهير ميلتون فريدمان على منصة X.
أكد تعليق فريدمان على “أسطورة الغداء المجاني” على اعتقاده بأن الإنفاق الحكومي يثقل كاهل دافعي الضرائب في نهاية المطاف. ويعكس تأييد ماسك لمنظور فريدمان تشككًا أوسع نطاقًا تجاه الاقتراض الحكومي غير المنضبط.
السياق التاريخي لأزمة سقف الدين
منذ عام 1960، رفعت الولايات المتحدة أو عدلت سقف الدين أكثر من 78 مرة، غالبًا وسط معارك سياسية محتدمة.
نما الدين الوطني، الذي يتجاوز الآن 36 تريليون دولار، في ظل كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية. وقد أدى ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة إلى تفاقم المشكلة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض وجعل خدمة الدين أحد أكبر المساهمين في العجز الفيدرالي.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعربت يلين عن أسفها إزاء الافتقار إلى التقدم في معالجة الاستدامة المالية خلال إدارة بايدن. وفي حديثها في مؤتمر الرؤساء التنفيذيين الذي نظمته صحيفة وول ستريت جورنال، قالت يلين: “أعتقد أن العجز يحتاج إلى خفض، وخاصة الآن بعد أن أصبحنا في بيئة من أسعار الفائدة المرتفعة”.
الطريق أمام الجمهوريين
مع سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض ومجلس النواب ومجلس الشيوخ في العام الجديد، يواجه الحزب ضغوطا كبيرة للتوفيق بين خططه لتمديد التخفيضات الضريبية في عهد ترامب والحقائق المالية للديون الوطنية المتزايدة.
من المرجح أن يهيمن النقاش حول موازنة السياسة الضريبية وإدارة الديون على الأولويات التشريعية في الأشهر المقبلة.
التداعيات الأوسع
يسلط تحذير يلين الضوء على مخاطر أزمة سقف الديون الوشيكة. وقد يؤدي الفشل في التصرف إلى تخلف الحكومة عن سداد ديونها، وهو ما قد يخلف عواقب كارثية على الاقتصاد الأميركي والأسواق المالية العالمية.
في الوقت الحالي، تقدم التدابير الاستثنائية التي اتخذتها وزارة الخزانة مهلة مؤقتة، لكن الوقت يمضي بسرعة لكي يجد الكونجرس حلا طويل الأجل.
تعليقات