القاهرة (خاص عن مصر)- قدم فلاديمير بوتين اعتذاره لأذربيجان في أعقاب إسقاط طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية في المجال الجوي الروسي، وتسببت بمقتل 38 شخصًا.
وفقًا لتقرير صنداي تايمز، بينما أعرب الرئيس الروسي عن تعازيه واعتذاره، إلا أنه لم يعترف بالمسؤولية الروسية، وعزا الحادث المأساوي إلى الإجراءات الدفاعية ضد الطائرات بدون طيار الأوكرانية.
الحادث وردود الفعل الأولية
كانت طائرة إمبراير E190AR في طريقها من باكو، أذربيجان، إلى جروزني، الشيشان، عندما أصيبت بصاروخ دفاع جوي روسي.
تحطمت الطائرة بالقرب من أكتاو، كازاخستان، وتحطمت واشتعلت فيها النيران. وعلى الرغم من نجاة 29 راكبًا، إلا أن الحادث ترك الكثيرين في حالة من الحزن، بما في ذلك عائلة محمد علي إيجانوف البالغ من العمر 13 عامًا، الذي أقيمت جنازته في باكو يوم السبت.
في تعليقاته، صرح بوتين أن الطائرات الأوكرانية بدون طيار كانت تهاجم روسيا أثناء وقت الحادث. وقد اعتذر عن الحادث وأعرب عن تعازيه للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي وصف الحادث بأنه نتيجة “تدخل مادي وفني خارجي”.
تحليل الخبراء وروايات شهود العيان
تشير التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الأذربيجانية إلى أن تأثيرًا خارجيًا تسبب في الحادث. وأشار راشد نبييف، وزير النقل الأذربيجاني، إلى أدلة تشير إلى تورط سلاح، مضيفًا أن الخبراء سيؤكدون النوع في التحقيق الجاري.
وأكدت روايات شهود العيان من الناجين الشكوك في وقوع هجوم خارجي. وتذكر سوبهونكول رحيموف، أحد الركاب، سماع دوي قوي، وبعد ذلك أصبحت الطائرة خارجة عن السيطرة. ووصف الأمر قائلاً: “كان الأمر كما لو كانت في حالة سكر – ليست نفس الطائرة”. وأفاد راكب آخر، فافا شابانوفا، بسماع دوي انفجارين مختلفين أثناء الرحلة.
كشفت مقاطع فيديو لموقع التحطم عن ثقوب وخدوش في جسم الطائرة، بما يتفق مع ضربة صاروخية. أشارت مصادر حكومية أذربيجانية، وكذلك البيت الأبيض، إلى أن صاروخ أرض-جو روسي ربما استهدف الطائرة عن طريق الخطأ.
اقرأ أيضًا: لتأجيل حظر تيك توك.. ترامب يستأنف أمام المحكمة العليا
التداعيات السياسية والمطالبات بالعدالة
أثار الحادث إدانة دولية ومطالبات بالمساءلة. ألقى النائب الأذربيجاني راسيم موسابيكوف باللوم مباشرة على روسيا، مؤكدًا أن “المسؤولين يجب أن يتحملوا المسؤولية الجنائية ودفع تعويضات عن وفيات وإصابات الناس”. واتهم السلطات الروسية بمحاولة “إخفاء آثارها”.
ردًا على الحادث، علقت الخطوط الجوية الأذربيجانية رحلاتها إلى سبع مدن روسية. وفي الوقت نفسه، أرجع دميتري يادروف، رئيس روزافياتسيا، سلطة الطيران المدني في روسيا، الحادث إلى الظروف الصعبة بالقرب من مطار غروزني، حيث استهدفت طائرات بدون طيار أوكرانية المنطقة وسط ضباب كثيف.
ردود الفعل العالمية والدعوات إلى الشفافية
أشار البيت الأبيض إلى أدلة مبكرة تشير إلى تورط روسيا، حيث صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، “لقد رأينا مؤشرات تشير إلى أن هذه الطائرة أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الروسية”. انضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الدعوات لإجراء تحقيق شامل، وحث روسيا على تقديم “تفسيرات واضحة” والتوقف عن نشر المعلومات المضللة.
أزمة دبلوماسية وإنسانية
يؤكد هذا الحدث المأساوي على المخاطر المتزايدة المرتبطة بالصراع في أوروبا الشرقية، حيث تؤثر الأعمال العدائية المتصاعدة بشكل متزايد على حياة المدنيين. وقد أدى الحادث إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وأذربيجان، حيث أكد الرئيس علييف على الحاجة إلى العدالة والشفافية.
مع استمرار التحقيقات، يعمل الحادث كتذكير قاتم بالتكلفة البشرية للصراعات الجيوسياسية، مما يجعل أسر الضحايا والناجين يبحثون عن إجابات والمساءلة.
تعليقات