كتبت: ملك محمد رواش
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، قررت إسرائيل عدم إرسال وفد رفيع المستوى لحضور جنازة البابا فرنسيس اليوم السبت، واكتفت بتمثيلها عبر سفيرها لدى الفاتيكان يارون سايدمان فقط. يأتي هذا القرار في وقت كان يتوقع فيه مراقبون مشاركة إسرائيلية بارزة في مراسم تشييع شخصية دينية عالمية.
خلفيات القرار الإسرائيلي
كشفت مصادر دبلوماسية عن أسباب سياسية انتقادات البابا المتكررة للحرب على غزة ووصفه الأوضاع في غزة بـ”المخزية” وتساؤله عن وجود “إبادة جماعية” وإجراءات لاحقة حذف تغريدة التعزية الرسمية بعد ساعات من نشرها ومنع الدبلوماسيين من التوقيع على دفاتر التعازي وتقليص ردود الفعل الرسمية لأدنى مستوى.
ردود فعل دولية غاضبة
من الكنيسة الكاثوليكية وصف القرار بـ”الانتقامي” و”المحرج” واتهامات بالتقليل من شأن شخصية دينية عالمية ومن وسائل الإعلام وتغطية واسعة للواقعة في الصحف الدولية وانتقادات لاذعة لـ”الموقف غير الدبلوماسي” ومن الدبلوماسيين الإسرائيليين استياء واضح في المراسلات الداخلية وتحذيرات من ضرر صورة إسرائيل عالمياً.
مقارنة مع مواقف سابقة
أظهرت التحليلات إرسال وفد رئاسي لجنازة البابا يوحنا بولس الثاني 2005 وتراجع واضح في المستوى التمثيلي هذه المرة وتغير أولويات الدبلوماسية الإسرائيلية.
المشاركة الدولية في الجنازة
في المقابل مشاركة مكثفة لزعماء العالم ووفود رفيعة المستوى من 100 دولة وحضور بارز للقادة الأوروبيين والعرب.
تحليل: رسالة سياسية واضحة
يرى الخبراء أن القرار الإسرائيلي يعكس حساسية الموقف من انتقادات البابا ويظهر تغليب الاعتبارات السياسية على الدبلوماسية ويؤكد عمق الخلاف مع الفاتيكان وقد يكون له تكلفة سياسية ودينية.
خلفية العلاقات المتوترة
شهدت العلاقات الإسرائيلية-الفاتيكانية تدهوراً حاداً منذ حرب غزة وتصريحات متبادلة لاذعة وتجميداً للعديد من مبادرات الحوار.
مستقبل العلاقات
تبقى التوقعات باستمرار التوتر في المدى المنظور وباحتمال تأثير القرار على المسيحيين في الأراضي المحتلة وبترقب ردود فعل الكنائس المحلية.
في الوقت الذي يودع فيه العالم شخصية دينية بارزة مثل البابا فرنسيس، يبدو أن القرار الإسرائيلي قد أضاف فصلاً جديداً من الجدل حول أولويات الدبلوماسية الإسرائيلية وحدود حرية التعبير في النقد السياسي.
تعليقات